باب حد الشارب وبيان المسكر. حفظ
الشيخ : قال : " باب حد الشارب وبيان المسكر "
باب حد الشارب الشارب يعني للخمر، وبيان المسكر ما هو ؟ وليعلم أن الخمر ما خامر العقل، أي : غطى العقل حتى لا يكون عند الإنسان إحساس عقلي، وإن كان يشعر بالألم لو ضرب وما أشبه ذلك لكنه ليس له إحساس عقلي، لكن يضاف إلى ذلك أنه غطى العقل على سبيل اللذة والطرب ليخرج بذلك البنج وشبهه فإنه لا لا يكون مسكرًا، فلا بد أن يكون هناك لذة وطرب لأن قوة اللذة والطرب هي التي تجعل هذا الإنسان يفقد عقله حتى يكون كالمجنون. وحكم شرب الخمر أنه من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توعد عليه بأن من شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة، ولعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شارب الخمر فهو من كبائر الذنوب وهو مفتاح كل شر وأم الخبائث وكم من شرور حصلت من أجل السكر، حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما كان الخمر مباحًا حصل منه مفاسد كثيرة، ومن ذلك ما حصل لحمزة بن عبد المطلب أفضل أعمام الرسول عليه الصلاة والسلام حمزة بن عبد المطلب كان شاربًا ذات يوم وعنده جارية تغنيه فمر ناضحان لعلي بن أبي طالب بعيران يسقى عليهما فغنته هذه الجارية وقالت :
" ألا يا حمز للشرف النواء "
فأخذ السيف وجب أسنمتهما وشق بطونهما وأكل من أكبادهما وهو سكران لا يدري ماذا صنع، فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره، فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى حمزة فرآه قد ثمل يعني سكران، فلما كلمه قال له حمزة : ( هل أنتم إلا عبيد أبي ) هل أنتم إلا عبيد أبي استحقارًا واستخفافًا فتراجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذه الكلمة لو جاءت من عاقل لكانت كفرًا، لكنها من إنسان غير عاقل ولهذا كان القول الراجح في السكران أن جميع أقواله غير معتبرة لا عقوده ولا فسوقه كل شيء من أقواله غير معتبرة، فلو أن السكران قال : نسائي طوالق وعبيدي أحرار وعقاراتي أوقاف فإنه لا ينفذ شيء من ذلك ليش ؟ لأنه غير عاقل لا يدري ما يقول كما قال تعالى : (( يا أيُّها الذين لا تقربوا الصَّلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) (( حتى تعلموا ما تقولون )) فالسكر يؤدي إلى مفاسد عظيمة، وقرأت قديمًا في مجلة من غير هذه البلاد أن شابًا دخل على أمه في الساعة الواحدة ليلًا وهو سكران فراودها عن نفسها وأبت عليه فأخذ السكين وقال : إن لم تفعلي فسأنتحر فأدركتها الشفقة فمكنته من نفسها ثم انصرف وذهب إلى غرفة نومه وفي الصباح أحس بشيء فأتى إلى أمه وقال : ماذا فعلت البارحة ؟ قالت : لم تفعل شيئًا فأصر عليها فأخبرته فأخذ تنكة من البنزين أو الغاز وذهب إلى الحمام وصبها على نفسه ثم أحرق نفسه نسأل الله العافية، فصار هذا ثلاث جنايات شرب الخمر والزنا بأمه وقتل النفس، وأشياء كثيرة يذكر عن السكارى ولهذا صارت تسمى أم الخبائث ومفتاح كل شر نسأل الله العافية، تبين الآن أنها حرام وماذا يجب على الإمام أن يعامل من شرب المسكر ؟ بينه في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .