تتمة فوائد حديث :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجلٍ قد شرب الخمر فجلده بجريدتين نحو أربعين ). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث فوائد منها : أنه يجوز الاقتصار على أربعين في شرب الخمر لقول علي : ( وكل سنة ) وتجاوز الزيادة على الأربعين لأن عليا يقول : ( إنه سنة ) الأول أعني الأربعين سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر وأول خلافة عمر والثاني سنة عمر رضي الله عنه في ثاني الحال وقول علي : ( كل سنة ) يعني كل سنة يجوز العمل بها.
ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي التغليظ في العقوبة كلما تتايع الناس في المعصية لقول علي : ( وهذا أحب إلي ).
ومن فوائد الحديث : جواز إقامة الحد أو إن شئت جواز إقامة عقوبة شرب الخمر لمن تقيأ الخمر، وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء فمنهم من قال : إن من تقيأ الخمر وجبت عقوبته كالمرأة إذا حملت يجب أن تحد ما لم تدع شبهة، وهذا الذي تقيأ الخمر يجب أن يعاقب بعقوبة شرب الخمر ما لم يدع شبهة، وهذا القول هو الراجح وهو الصحيح وهو قول عثمان رضي الله عنه، وعلله بتعليل معقول صحيح وهو أنه لم يتقيأها حتى شربها لأنه من أين دخلت ليس هناك طريق إلا الفم وهذا هو الشرب، وقال بعض العلماء : إنه لا يحد إذا تقيأها لاحتمال أن يكون شربها جاهلًا أو مكرهًا أو ما أشبه ذلك، نقول : هذا الاحتمال وارد حتى فيمن إيش ؟ حتى فيمن شربها يحتمل أنه مكره أو أنه جاهل يحسب أن هذا شراب عادي نعم لو أن الذي تقيأها ادعى أنه لم يعلم ولما علم تقيأها لقلنا : إنه لا لا يجب تجب عقوبته لأنه جاهل، فإذا لم يدع شبهة فإن الأصل كما قال عثمان رضي الله عنه : ( أنه لم يتقيأها حتى حتى شربها ) نعم .