فوائد حديث :( من قتل دون ماله فهو شهيدٌ ). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد : أولًا : جواز مدافعة الإنسان عن ماله ونأخذ ذلك من كونه إذا قتل يكون شهيدًا.
ومن فوائده أيضًا : أن المقتول ظلمًا شهيد، ولكن هل هو شهيد في الآخرة أو شهيد في الدنيا ؟ في هذا للعلماء قولان : القول الأول : أنه شهيد في الدنيا والآخرة، والقول الثاني : أنه شهيد في الآخرة فقط والثاني هو الصحيح أنه شهيد في الآخرة، وبناء عليه يغسل ويكفن ويصلى عليه، وبناء على القول الأول أنه شهيد في الدنيا والآخرة فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يغسل وإنما يدفن في ثيابه، فإن قال قائل : ألا يصح قياسه على من قتل في سبيل الله يا عبد الله بن عامر ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : لا يصح ويش هي ؟ لماذا ؟
الطالب : لأن الذي يقتل في سبيل الله ... .
الشيخ : لا يصح القياس لأن المقاتل في سبيل الله إنما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولأن المقاتل في سبيل الله هو الذي بذل نفسه وذهب إلى الخطر، أما هذا فإنه مدافع فقط فبينهما فرق، ولهذا كان القول الراجح : أن المقتول ظلمًا يجب أن يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن.
ومن فوائد هذا هذا الحديث : أنه لا يلام الإنسان على المدافعة عن ماله وذلك مأخوذ من قوله : ( فهو شهيد ) ولكن هل يلزمه أن يدافع عن ماله ؟ قال الفقهاء : إنه لا يلزمه أن يدافع عن ماله لأن المال لو ذهب يخلف الله يخلف الله غيره، وقال آخرون : بل يجب أن يدافع عن ماله لأن ماله محترم، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( قال لما سئل أرأيت إن قاتلني ؟ قال ) إيش ؟ ( قاتله ) فأمر بمقاتلته ولأننا لو تركنا المقاتلة لكان في ذلك فتح باب لمن ؟ للصائلين أن يصولوا على الناس وهذا القول أعني وجوب المدافعة أقرب إلى القول بأن ذلك على سبيل الإباحة، طيب هل يلزمه أن يدافع عن نفسه وعن أهله ؟ نعم نعم يجب قولًا واحدًا وذلك لأن المدافعة عن النفس أوكد من المدافعة عن المال لو أراد أحد أحد أن يقتلك مثلًا أو أن يهتك عرضك أو ما أشبه ذلك فلا تمكنه من هذا، طيب وهل يلزمه أن يدافع عن مال الغير ؟ ينبني على الخلاف في المدافعة عن ماله هل يلزمه المدافعة عن الغير ؟ نعم إذا كان الغير معصوما وله حرمة فإنه يجب أن يدافع عنه.
ثم قال : " وعن عبد الله بن خباب رضي الله عنه قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ستكون فتن فكن فيها عبد الله المقتول ولا تكن القاتل ) أخرجه ابن أبي خيثمة والدارقطني وأخرج أحمد نحوه عن خالد بن عرفجة " انتهى الوقت طيب .