مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا معنى الحضانة ، وأنها مشتقة في اللغة من الحِضن ، وهو الحِجر ، وفي الاصطلاح ؟
الطالب : " حفظ الصغير عما يضره والقيام بمصالحه " .
الشيخ : نعم حفظ الصغير والمجنون والسفيه عما يضره والقيام بمصالحه ، وسبق لنا هل هي حق للحاضن أو حق عليه ؟ شرافي ؟
الطالب : ... عند الازدحام .
الشيخ : هل هي حق له أو عليه ؟
الطالب : إذا كان فيه ازدحام فهي حق للحاضن وإذا كان عند المشاحة .
الشيخ : المشاحة هو الازدحام .
الطالب : وإذا كان عند يعني .
الشيخ : التخلي .
الطالب : التخلي فهو عليه .
الشيخ : أي نعم ، طيب اشرح هذا المعنى ، عبد الرزاق ؟
الطالب : إذا تشاحّ الأولياء !
الشيخ : إذا تشاح الأولياء ، كل واحد يقول : أنا أريد أن أحضنه .
الطالب : فهو حق للحاضن .
الشيخ : فيقدم الأولى فالأولى ، والتخلي ؟
الطالب : إذا سبق ... صار حق للأولى .
الشيخ : يلزم بها الأولى فالأولى طيب ، فصارت من وجه حق للحاضن ومن وجه حق عليه .
طيب من الذي يقدم ؟ هل هو الأم أو الأب أم ماذا ؟ سبق لنا بيان ذلك !
الطالب : الأم .
الشيخ : الأم ، دليله ؟
الطالب : دليله أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى لامرأة فقال : ( أنت أحق به ) .
الشيخ : أحق به .
الطالب : ( أحق به ما لم تنكحي ) .
الشيخ : نعم أحسنت ، قال : ( أنت أحق به ما لم تنكحي ) ، ولأن المعنى يقتضي ذلك ، عبيد الله !
الطالب : هي أحق بقيامها عليه !
الشيخ : لأنها أرأف به ، أرأف به وأشد شفقة ، فكانت أولى به من الأب ، نعم ، طيب فإذا تزوجت خالد ؟
الطالب : يأخه الأب .
الشيخ : يأخذه الأب ، ما هو الدليل سليم ؟
الطالب : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما لم تنكجي ) .
الشيخ : نعم ، ( ما لم تنكحي ) طيب والمعنى ؟
الطالب : ما لم تتزوجي .
الشيخ : أي ، ما لم تتزوج يقتضيه أيضا المعنى ، يعني فعندنا دليل وعندنا تعليل نعم ؟
الطالب : سؤالكم .
الشيخ : السؤال : لماذا تسقط حضانتها إذا تزوجت ؟ قلنا لقوله : ( ما لم تنكحي ) هذا دليل ، تعليل ؟
الطالب : ربما زوجها لا يعتني بهذا الولد ، والأب أحن منه .
الشيخ : وهي تنشغل أيضا بالزوج الجديد ، لأنها تنشغل وكذلك الزوج ربما لا يمن عليه أن يبقى ولدها معها ، طيب إذا تزوجت وشرطت على الزوج الثاني أنها تحضن ولدها ، هل تكون أحق به أو لا ؟ عبد الرحمن ، آه ؟
الطالب : ما كملناه !
الشيخ : ما كملناه ؟
الطالب : وقفنا عند حق الأب .
الشيخ : عجيب ، بسم الله الرحمن الرحيم .
إذًا نأخذ الفوائد :
بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف فيما نقله عن عبد الله بن عمرو : ( أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني كان بطني له وعاء ) : يعني بمنزلة الوعاء ، ( وثديي له سقاء ) : لأنه يحمل اللبن له ، ( وحجري له حواء ) : يعني يحويه وذكرت هذا لتبرر مطالبتها بحضانة الولد ، لأنها ما دامت هذه الأمور حصلت منها لهذا الولد ، فإنها تبرر أن تكون هي أحقَ به من أبيه ، قالت : ( وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت أحق به ) : يعني من أبيه ، ( ما لم تنكحي ) : فحكم به للأم ، وقال : ( أنت أحق به ) وهذا مقيد بقوله : ( ما لم تنكحي ) : وما هذه يسميها علماء النحو مصدرية ظرفية ، أي : مدة داوم عدم نكاحك ، يعني ما دمت لم تنكحي أحدا .