صيغة السلام في التشهد تكون بالخطاب أو بالغائب.؟ حفظ
الشيخ : ... حينما وصل إلى قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه السلام في التشهد ( السلام عليك أيها النبي ... ) قال ابن مسعود وهو بين ظهرانينا فلما مات قلنا ( السلام على النبي ) هنا الشاهد أننا يجب أن نتلقى الكتاب والسنة على ضوء فهم وتطبيق سلفنا الصالح لهما ، كل من يقف على هذا الحديث وعلى حديث ابن عباس وحديث عائشة وحديث عمر وكلها تدور حول تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد لأصحابه بلفظ الخطاب ( السلام عليك أيها النبي ) لكن ابن مسعود الذي أوتي فقها قلما يؤتاه غيره من الصحابة فضلا عمن جاء بعدهم ، ولذلك كان حريصا في تبليغ علمه إلى من بعده من التابعين من أصحابه فأدخل هذه الجملة المعترضة بعد أن بلغنا تعليم نبينا صلوات الله وسلامه لنا أن نقول في التشهد ( السلام عليك ) أي بكاف الخطاب استدرك هو تعليما لنا فقال وهو بين ظهرانينا أي علمنا أن نقول ( السلام عليك ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي ، فلما قبض قال ابن مسعود في تمام هذه الجملة فلما قبض قلنا السلام على النبي إذا نحن نأخذ تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بالسلام عليك بقيد مادام في حياته أي أن هذا الحكم كان خاصا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبقيد حياته صلى الله عليه وسلم ، فلما قبض قال أصحابه ( السلام على النبي ) لو لا بيان ابن مسعود لنا لاستمررنا على التعليم الأول ( السلام عليك أيها النبي ) لكن لما جاء بيان ابن مسعود وأن هذا الخطاب كان خاصا بحياته صلى الله عليه وسلم عدلنا السلام بكاف الخطاب إلى " السلام على النبي " .