وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عذبت امرأةٌ في هرةٍ ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت النار فيها ، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) . متفق عليه . حفظ
الشيخ : " وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عُذبت امرأةٌ في هرةٍ سجنتها حتى ماتت ، فدخلت النار فيها ، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض ) " :
( عُذبت امرأة في هرة ) : امرأة نكرة ولم يعين اسمها ، لأن المقصود هو الحكم وقوله : ( في هرة سجنتها ) : في هنا للظرفية !
الطالب : لا تصلح للظرفية .
الشيخ : لا تصلح للظرفية ؟ لا ، لا تصلح للظرفية ، لأنه كيف تكون المرأة في وسط الهرة ؟! ولكنها للسببية ـ في هرة أي : بسببها .
وقوله : ( سجنتها ) يعني حبستها حتى ماتت ، ( فدخلت النار فيها ) فيها أي : بسببها ، ( لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض ) متفق عليه :
( خشاش الأرض ) ما فيها من حشرات ، لأن الهرة تأكل حشرات الأرض كما هو معروف.
في هذا الحديث يخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن امرأة دخلت النار بسبب هذه الهرة التي حبستها حتى ماتت فلا هي أطعمتها ولا هي سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فعُذبت لذلك .
ولكن هل هذا العذاب عذاب مستمر ؟ لا ، لأن العذاب الذي على المعاصي دون الكفر لا يستوجب الخلود في النار .
فإن قال قائل : ما وجه مناسبة هذا الحديث لباب الحضانة ؟ نعم ؟
الطالب : من باب أولى يعني ، من باب أولى أنه إذا عذبت في هرة فإذا عذب بمنع الطعام عن المحضون يكون العذاب أشد .
الشيخ : يعني أن الإنسان إذا أهمل ما تحت يده من غير البشر وعُذب بذلك ، فتعذيبه بالبشر من باب أولى نعم هذا صحيح .