وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم رفعه، قال: ( من تطبب ولم يكن بالطب معروفاً فأصاب نفساً فما دونها فهو ضامنٌ ) أخرجه الدارقطني وصححه الحاكم، وهو عند أبي داود والنسائي وغيرهما، إلا أن من أرسله أقوى ممن وصله. حفظ
الشيخ : " وعن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده رضي الله عنهم رفعه، قال: ( مَن تطبب ولم يكن بالطب معروفاً فأصاب نفساً فما دونها فهو ضامنٌ ) أخرجه الدارقطني وصححه الحاكم، وهو عند أبي داود والنسائي وغيرهما، إلا أن من أرسله أقوى ممن وصله " :
حديث عمرو بن شعيب يقول: ( من تطبّب ولم يكن بالطّبّ معروفا ) تطبّب أي : مارس مهنة الطّبّ ، ( ولم يكن بالطّبّ معروفا ) : أي معلوما بأنّه طبيب حاذق ، ( فأصاب نفسا فما دونها فهو ضامن ) : أصاب نفسا يعني أفلت نفسا، فما دونها كإتلاف العضو أو الجرح أو ما أشبه ذلك، فهو ضامن وذلك لأنّه غير مأذون له في أن يتطبّب.
فإذا قال قائل: ( ولم يكن بالطّبّ معروفا ) : كيف نعرف طبّه؟
نقول: يعرف طبّه بالدّراسة أو بالتّجارب إذا لم يكن دارسا، أما بالدّراسة فأن يدخل مدارس الطّبّ ويتعلّم ويأخذ تمارين على هذا ويعطى الإجازة التي تسمّى بالشّهادة، الشّهادة هي عند العلماء سابقا تسمّى إجازة، فإذا أعطي الإجازة فهو معروف بالطّبّ.
وقد يكون ذلك بالتّجارب يعني لا يقرأ على أحد، لكنّه يحبس نفسه على التّمرّن والتّجارب في الأمراض، وفي أدوية الأمراض، فيتوصّل إلى المعرفة، فإذا عُلم بالتّجارب أنّه إنسان حاذق والنّاس يتردّدون إليه ويجدون منه فائدة فحينئذ يكون بالطّبّ معروفا.
فإذا لم يوجد عنده لا إجازة نظريّة ولا تجريبيّة، فإنّه حينئذ يكون ضامنا إذا أصاب نفسا فما دونها.