وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) رواه مسلمٌ. حفظ
الشيخ : قال: " وعن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) ":
تقتل عمّارا : المراد به عمّار بن ياسر رضي الله عنه.
الفئة: الطائفة.
الباغية: الخارجة على الإمام، فهذا الحديث فيه إخبار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أمر غيبيّ مستقبل، وهو علم مِن أعلام نبوّته، لأنّ إخبار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمّا يُستقبل يدلّ على أنّه أوحي إليه به، لأنّنا لو نظرنا إلى ذات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لعلمنا علم اليقين أنّه لا يعلم الغيب، لقول الله تعالى: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )).
ولقوله: (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء )) .
فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب، فإذا أخبر عن شيء مستقبل كان هذا عَلمًا من أعلام نبوّته، لأنّه من أين جاءه هذا إلاّ عن طريق الوحي.
عمّار بن ياسر رضي الله عنه كان مع جيش عليّ بن أبي طالب حين قاتل معاوية رضي الله عنه، فقتل على أيدي جيش معاوية، وبهذا الحديث النّبويّ نعرف أنّ جيش معاوية هو الفئة الباغية، وأنّ جيش عليّ بن أبي طالب هو فئة أهل العدل، لأنّ العلماء يقولون الباغية ضدّها العادلة ، فالإمام ومن معه هم أهل العدل، ومن يقالتهم هم أهل البغي.
عمّار بن ياسر رضي الله عنه قتله جيش معاوية ، فيستحقّون هذا الوصف، وأمّا ما ذُكر أنّ بعضهم تأوّل الحديث وقال: إنّ الذي قتله عليّ بن أبي طالب لأنّه هو الذي أخرجه فكان سببًا في إخراجه، فإنّ هذا قد رُدّ عليه بردّ مفحم فقيل: إذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو الذي قتل حمزة، لأنّ حمزة بن عبد المطلّب مع جيش الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وقتله المشركون، وهذا إلزام واضح، إذا كان الذي مع الجيش إذا قتله المقابل يكون القاتل صاحب الجيش فهذا يلزم منه أن يكون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الذي قتل حمزة بن عبد المطلّب.
ولكن يبقى النّظر كيف كان جيش معاوية الفئة الباغية؟
كان ذلك لأنّه لا شكّ أن عليّا بن أبي طالب أحقّ بالخلافة من معاوية، لكن معاوية رضي الله عنه متأوّل.
وقد قال كثير من العلماء: إنّ سبب القتال الذي جرى بين جيشه وجيش عليّ بن أبي طالب، سببه من الجيش نفسه، في الجيش مَن عندهم نعرة وحميّة جاهليّة فاشتبك النّاس بدون أن يكون هناك رضًا وتأنّي فحصل ما حصل من الشّرّ.
وعلى كلّ حال فأصل خروج معاوية نحن نعتقد أنّه بتأويل، لكنّه بتأويل خاطئ غير صحيح، وعليّ رضي الله عنه أقرب إلى الصّواب من معاوية، لأنّه هو الخليفة، وبعد عثمان بلا شكّ هو الخليفة، فمِن ثمَّ صارت فئته هي العادلة وفئة معاوية هي الباغية.
فما موقفنا نحن من هذا الصّراع الذي حصل بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية؟ موقفنا أن نقول كما عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قال: " هذه دماء طهّر الله أسيافنا منها فيجب أن نطهّر ألسنتنا منها " -رحمه الله- كلام جيّد، نقول: تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا، الكلام فيهم الآن في أعيانهم وأشخاصهم لا يفيد، (( ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ )) ، والله تعالى يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
أما نحن فعندنا قواعد شرعيّة، الإمام الذي بويع له بالإمامة هو صاحب الحقّ في أيّ زمن كان، ومن خرج عليه فهو الباغي في أيّ زمان ومكان.
أمّا أن نجعل بيننا عداوة مِن أجل أنّ معاوية خرج على عليّ بن أبي طالب وأنّ عليّاً قاتله وما أشبه ذلك، فإنّ هذا من الخطأ، ولا يمكن أن يسلكه ناصح للأمّة الإسلاميّة أبدًا، بل لا يسلكه إلاّ من أراد أن يشقّ عصا المسلمين، ويوقع الفتنة بينهم، وإلاّ فنحن نقول ما علينا من هؤلاء، هؤلاء إن كانوا مصيبين فلهم أجران وإن كانوا مخطئين فلهم أجر واحد، ونحن نحسن الظّنّ بصحابة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ونرى أنّ معاوية رضي الله عنه أحد كتّاب الوحي ائتمنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على كتاب الله وعلى وحي الله، والأصل بقاء ما كان على ما كان، فنحن لا يهمّنا ما حصل، الذي يهمّنا القاعدة الشّرعيّة وهي: أن من بويع له بالإمامة فهو الإمام، ومن خرج عليه فهو الباغي، وبهذا نسلم.
ونقول: نصلح أنفسنا اليوم وأمّا ما مضى فأمره إلى الله عزّ وجلّ.
تقتل عمّارا : المراد به عمّار بن ياسر رضي الله عنه.
الفئة: الطائفة.
الباغية: الخارجة على الإمام، فهذا الحديث فيه إخبار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أمر غيبيّ مستقبل، وهو علم مِن أعلام نبوّته، لأنّ إخبار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمّا يُستقبل يدلّ على أنّه أوحي إليه به، لأنّنا لو نظرنا إلى ذات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لعلمنا علم اليقين أنّه لا يعلم الغيب، لقول الله تعالى: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )).
ولقوله: (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء )) .
فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب، فإذا أخبر عن شيء مستقبل كان هذا عَلمًا من أعلام نبوّته، لأنّه من أين جاءه هذا إلاّ عن طريق الوحي.
عمّار بن ياسر رضي الله عنه كان مع جيش عليّ بن أبي طالب حين قاتل معاوية رضي الله عنه، فقتل على أيدي جيش معاوية، وبهذا الحديث النّبويّ نعرف أنّ جيش معاوية هو الفئة الباغية، وأنّ جيش عليّ بن أبي طالب هو فئة أهل العدل، لأنّ العلماء يقولون الباغية ضدّها العادلة ، فالإمام ومن معه هم أهل العدل، ومن يقالتهم هم أهل البغي.
عمّار بن ياسر رضي الله عنه قتله جيش معاوية ، فيستحقّون هذا الوصف، وأمّا ما ذُكر أنّ بعضهم تأوّل الحديث وقال: إنّ الذي قتله عليّ بن أبي طالب لأنّه هو الذي أخرجه فكان سببًا في إخراجه، فإنّ هذا قد رُدّ عليه بردّ مفحم فقيل: إذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو الذي قتل حمزة، لأنّ حمزة بن عبد المطلّب مع جيش الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وقتله المشركون، وهذا إلزام واضح، إذا كان الذي مع الجيش إذا قتله المقابل يكون القاتل صاحب الجيش فهذا يلزم منه أن يكون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الذي قتل حمزة بن عبد المطلّب.
ولكن يبقى النّظر كيف كان جيش معاوية الفئة الباغية؟
كان ذلك لأنّه لا شكّ أن عليّا بن أبي طالب أحقّ بالخلافة من معاوية، لكن معاوية رضي الله عنه متأوّل.
وقد قال كثير من العلماء: إنّ سبب القتال الذي جرى بين جيشه وجيش عليّ بن أبي طالب، سببه من الجيش نفسه، في الجيش مَن عندهم نعرة وحميّة جاهليّة فاشتبك النّاس بدون أن يكون هناك رضًا وتأنّي فحصل ما حصل من الشّرّ.
وعلى كلّ حال فأصل خروج معاوية نحن نعتقد أنّه بتأويل، لكنّه بتأويل خاطئ غير صحيح، وعليّ رضي الله عنه أقرب إلى الصّواب من معاوية، لأنّه هو الخليفة، وبعد عثمان بلا شكّ هو الخليفة، فمِن ثمَّ صارت فئته هي العادلة وفئة معاوية هي الباغية.
فما موقفنا نحن من هذا الصّراع الذي حصل بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية؟ موقفنا أن نقول كما عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قال: " هذه دماء طهّر الله أسيافنا منها فيجب أن نطهّر ألسنتنا منها " -رحمه الله- كلام جيّد، نقول: تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا، الكلام فيهم الآن في أعيانهم وأشخاصهم لا يفيد، (( ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ )) ، والله تعالى يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
أما نحن فعندنا قواعد شرعيّة، الإمام الذي بويع له بالإمامة هو صاحب الحقّ في أيّ زمن كان، ومن خرج عليه فهو الباغي في أيّ زمان ومكان.
أمّا أن نجعل بيننا عداوة مِن أجل أنّ معاوية خرج على عليّ بن أبي طالب وأنّ عليّاً قاتله وما أشبه ذلك، فإنّ هذا من الخطأ، ولا يمكن أن يسلكه ناصح للأمّة الإسلاميّة أبدًا، بل لا يسلكه إلاّ من أراد أن يشقّ عصا المسلمين، ويوقع الفتنة بينهم، وإلاّ فنحن نقول ما علينا من هؤلاء، هؤلاء إن كانوا مصيبين فلهم أجران وإن كانوا مخطئين فلهم أجر واحد، ونحن نحسن الظّنّ بصحابة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ونرى أنّ معاوية رضي الله عنه أحد كتّاب الوحي ائتمنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على كتاب الله وعلى وحي الله، والأصل بقاء ما كان على ما كان، فنحن لا يهمّنا ما حصل، الذي يهمّنا القاعدة الشّرعيّة وهي: أن من بويع له بالإمامة فهو الإمام، ومن خرج عليه فهو الباغي، وبهذا نسلم.
ونقول: نصلح أنفسنا اليوم وأمّا ما مضى فأمره إلى الله عزّ وجلّ.