بيان مسألة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لزمعة بأن تعتجب من أخيه المشكوك فيه لما قال لها ( احتجبي منه يا سودة ) . حفظ
الشيخ : لكن نسيت أن نتكلم على موضوع : ( احتجبي منه يا سودة ) نعم .
الطالب : ذكرته .
الشيخ : ذكرناه متى ؟
الطالب : ذكرته أنت فقلت سكوتها بيان .
الشيخ : لا لا غير ، لماذا أمر باحتجابها مع حكمهِ بأنه أخوها ؟
هذه المسألة اختلف العلماء في تخريجها : -نذكرها الآن لو أن بعض الإخوان راح نعم لكن تسجل- :
نقول : هذه المسألة اختلف العلماء في تخريجها على قولين :
القول الأول : أنه من باب الاحتياط ، وإلا فإن الولد ثابت لزمعة ، وأخوته لسودة ثابتة ، لكن من باب الاحتياط أمرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تحتجب من أجل الشبه ، عرفتم ؟
وقال آخرون : بل هو إعمال للدليلين ، لأن هذه القضية تنازعها شيئان : الشَّبه والفراش ، فعمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمقتضى الفراش ، بأنه ولده ، ولد زمعة وأخو سودة ، وعمل بمقتضى الشبه وأنه أجنبي منها ، فيجب عليها أن تحتجب ، فهذا إعمال بالدليلين ، ولكن الصحيح أنه من باب الاحتياط ، لأن هذين الدليلين إعمالهما متناقض ، ولا يمكن أن يجمع بين متناقضين ، لأنه إما إثبات أو نفي ، إما إثبات أنه أخوها فيكون أخوها وتثبت فيه جميع أحكام النسب ، أو ليس أخاً لها فتنتفي عنه جميع أحكام النسب ، أما أن يجمع في حكمين متضادين فلا ، هذا هو الصحيح في هذه المسألة .