تتمة فوائد حديث ( مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة, فأقبل عليهم بوجهه ...). حفظ
الشيخ : أما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ممنوعون من الكبائر ، من الكبائر : اليعني بعد النبوة .
وممنوعون أيضا مما يخل بالشرع والمروؤة كالكذب والخيانة والزنا وما أشبه ذلك وإن كان هذا داخلا في الكبائر .
وممنوعون أيضا من الشرك لا يمكن في مقامهم الشرك لأنهم جاؤوا لمحاربة الشرك .
قد تقع منهم بعض الصغائر ، ولاسيما الذي يكون مستندها إما غَيرة أو اجتهاد أو ما أشبه ذلك هذا قد يقع نعم ؟ ولكنهم يفارقون غيرهم بأنهم لا يقرّون عليه ينبهون عليه ويتوبون منه أو يغفر لهم مثل قوله تعالى (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) ، فبدأ الله عز وجل بالعفو عنه أولا شف كيف ، ما بيّن له الذنب ثم قال عفونا عنك قال (( عفا الله عنك )) وهذا لا شك أن فيه غاية السماح للرسول عليه الصلاة والسلام وبيان مرتبته ، وقال الله عز وجل (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم )) ، وقال عز وجل في أسرى بدر (( لولا كتاب من الله سبق )) هاه (( لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) وقبله الآية تبينه أكثر (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) .
مثل هذه الآيات لا يقر النبي عليه الصلاة والسلام عليها بل لابد أن يبين له عفو الله عنه ومغفرته إياه أو ينبَّه على ذلك ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى بخلاف غيره من البشر .
وأما قول من قال إنه لا يمكن أن يقع منهم الذنوب وتأولوا قوله ( اللهم اغفرلي ذنبي كله ) على أن المراد اغفرلي أي لأمتي ذنوبها فهذا قول في غاية ما يكون من الضعف ، ويدل على بطلانه أن الله قال (( واستغفر لذنبك )) نعم (( وللمؤمنين والمؤمنات )) صريح فقال (( استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) فكيف نحمل على كل ما وقع من سؤال المغفرة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أن المراد به المغفرة لذنوب أمته هذا بعيد .
وليعْلَم أيضا أن الإنسان بعد الذنب والتوبة قد يكون خيرا منه قبل فعل الذنب ، ما حصل الهداية والاجتباء لآدم إلا بعد الذنب الذي تاب منه ، قال الله تعالى : (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) .
وكثير من الناس إذا وقع منهم الذنب وخجلوا من الله عز وجل واستحيوا منه واستغفروا من ذنوبهم عادت قلوبهم أصلح مما قبل لأنها كانت من قبل قد استروَحَت للطاعة وانشرحت ولم يأتها ما يثيرها ويخيفها فبقيت على ما هي عليه فإذا جاءت المعصية ثم ندم الإنسان واستغفر صار في ذلك من صلاح قلبه ما هو بحسب توبته إلى الله وإنابته إليه .
ويستفاد مما سبق أنه ينبغي لمن زار القبور وأراد السلام عليهم أن يستقبلهم بماذا ؟ بوجهه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الحديث أيضا أن الإنسان ينبغي له أن يوطّن نفسه على مستقبله الذي لابد منه لقوله ( أنتم سلفنا ونحن بالأثر ) فإن هذه الجملة لها معناه العظيم يعني أنتم تقدمتونا والحال بيننا وبينكم واحدة لكن أنتم تقدمتم ووصلتم إلى المنزل قبلنا ونحن لكم بالأثر وهل يمكن أن نتخلف عنهم ولا ما يمكن ؟ لا يمكن أبدا أن نتخلف نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة
وممنوعون أيضا مما يخل بالشرع والمروؤة كالكذب والخيانة والزنا وما أشبه ذلك وإن كان هذا داخلا في الكبائر .
وممنوعون أيضا من الشرك لا يمكن في مقامهم الشرك لأنهم جاؤوا لمحاربة الشرك .
قد تقع منهم بعض الصغائر ، ولاسيما الذي يكون مستندها إما غَيرة أو اجتهاد أو ما أشبه ذلك هذا قد يقع نعم ؟ ولكنهم يفارقون غيرهم بأنهم لا يقرّون عليه ينبهون عليه ويتوبون منه أو يغفر لهم مثل قوله تعالى (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) ، فبدأ الله عز وجل بالعفو عنه أولا شف كيف ، ما بيّن له الذنب ثم قال عفونا عنك قال (( عفا الله عنك )) وهذا لا شك أن فيه غاية السماح للرسول عليه الصلاة والسلام وبيان مرتبته ، وقال الله عز وجل (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم )) ، وقال عز وجل في أسرى بدر (( لولا كتاب من الله سبق )) هاه (( لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) وقبله الآية تبينه أكثر (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )) .
مثل هذه الآيات لا يقر النبي عليه الصلاة والسلام عليها بل لابد أن يبين له عفو الله عنه ومغفرته إياه أو ينبَّه على ذلك ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى بخلاف غيره من البشر .
وأما قول من قال إنه لا يمكن أن يقع منهم الذنوب وتأولوا قوله ( اللهم اغفرلي ذنبي كله ) على أن المراد اغفرلي أي لأمتي ذنوبها فهذا قول في غاية ما يكون من الضعف ، ويدل على بطلانه أن الله قال (( واستغفر لذنبك )) نعم (( وللمؤمنين والمؤمنات )) صريح فقال (( استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) فكيف نحمل على كل ما وقع من سؤال المغفرة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أن المراد به المغفرة لذنوب أمته هذا بعيد .
وليعْلَم أيضا أن الإنسان بعد الذنب والتوبة قد يكون خيرا منه قبل فعل الذنب ، ما حصل الهداية والاجتباء لآدم إلا بعد الذنب الذي تاب منه ، قال الله تعالى : (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) .
وكثير من الناس إذا وقع منهم الذنب وخجلوا من الله عز وجل واستحيوا منه واستغفروا من ذنوبهم عادت قلوبهم أصلح مما قبل لأنها كانت من قبل قد استروَحَت للطاعة وانشرحت ولم يأتها ما يثيرها ويخيفها فبقيت على ما هي عليه فإذا جاءت المعصية ثم ندم الإنسان واستغفر صار في ذلك من صلاح قلبه ما هو بحسب توبته إلى الله وإنابته إليه .
ويستفاد مما سبق أنه ينبغي لمن زار القبور وأراد السلام عليهم أن يستقبلهم بماذا ؟ بوجهه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الحديث أيضا أن الإنسان ينبغي له أن يوطّن نفسه على مستقبله الذي لابد منه لقوله ( أنتم سلفنا ونحن بالأثر ) فإن هذه الجملة لها معناه العظيم يعني أنتم تقدمتونا والحال بيننا وبينكم واحدة لكن أنتم تقدمتم ووصلتم إلى المنزل قبلنا ونحن لكم بالأثر وهل يمكن أن نتخلف عنهم ولا ما يمكن ؟ لا يمكن أبدا أن نتخلف نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة