فوائد حديث ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث بيان الحكمة من فرض زكاة الفطر وأنها تتضح في شيئين هما هاه
الطالب : طعمة للمساكين
الشيخ : إيه
الطالب : وطهرة للصائم
الشيخ : من اللغو والرفث كذا .
وفيه أيضا من الفوائد أنه لابد أن تصرف زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة من أين تؤخذ ؟
الطالب : من قوله ( فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة )
الشيخ : فهي زكاة مقبولة ومن فوائدها من فوائد الحديث : أن العبادات المؤقتة إذا إذا أديت بعد خروج الوقت فإنها لا تُقبَل : لقوله ( ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) ، إلا إذا كان لعذر فإنها تقبل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) .
وهذه قاعدة ينبغي أن تعرفها أيها الطالب كل عبادة موقتة لا تصح بعد خروج وقتها إلا لعذر كما أنها لا تصح قبل دخول الوقت .
فلو صلى الظهر قبل الزوال ما صحت صلاته وماذا يصنع ؟ يعيدها بعد الزوال وإذا صلى بعد أن يصير ظل كل شيء مثله هاه ؟ بغير عذر هاه لم تصح لأنه أداها بعد خروج الوقت إلا لعذر فليصلها إذا ذكرها .
طيب ومن فوائد الحديث أنه يشترط لقبول العبادات موافقة الشرع من أين تؤخذ ؟ ( فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ) ( ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات ) وليست زكاة انتبه .
وهذا له قاعدة مرت علينا فيما سبق ما هي ؟ القاعدة : أن الشيء إذا فعل قبل وقته أن الأعمال تنقسم إلى مقبول وغير مقبول وأن المقبول ما وافق الشرع ، مر علينا أنه يشترط لكل عبادة أن تكون موافقة للشرع في ستة أشياء إيه نعم .
ومنها تقسيم الأعمال إلى مقبول ومردود لقوله هاه : ( فهي زكاة مقبولة ) .
ومنها أيضا أن الإنسان إذا نوى عبادة نية مرتبة من أمرين فبطل أحد الأمرين بقي الآخر هاه ، الآن هذا الرجل أدى زكاة الفطر بعد صلاة العيد يريد أن تكون صدقة إيش ؟ فطر صدفة فطر لغى كونها صدقة الفطر فبقي وصف الصدقة ، وصف الصدقة فصارت صدقة من الصدقات ماهي صدقة فطر .
وقد أخذ العلماء من ذلك قاعدة فقالوا من جملة الضوابط والقواعد : وينقلب نفلا ما بان عدمه يعني ما بان عدم فريضته ينقلب نفلا ما بان عدمه أي عدم فريضته فإنه ينقلب نفلا مثل أن يؤدي زكاة مالٍ يظن أنه قد بلغ النصاب فلم يبلغ النصاب وش تكون ؟ هاه تكون نفلا صدقة من الصدقات ومثل أن يصلي فيتبين أنه صلى قبل الوقت تكون تكون نفلا ولا تنفعه . ومثل هذا الحديث من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات .
إذن ينقلب الفرض نفلا ما بان عدمه أي إذا تبين أنه لا يمكن أن يكون فرضا فإنه يكون نفلا وتؤخذ من هذه القاعدة .
ومن فوائد الحديث : تحريم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد الصلاة ، وجهه هاه ؟ أنها لا تقبل بعد الصلاة ، فإذا لم تقبل لم يكن قائمًا بالفرض وإذا لم يقم بالفرض صار آثمًا وصار ذلك حرامًا عليه .
خلافا للفقهاء الذين قالوا : إنها تُقبل بعد صلاة العيد في يومه وتكون مكروهة لا حرامًا وبعد يوم العيد تكون حرامًا ، فعندهم رحمهم الله أن وقت الدفع يكون واجبًا وجائزًا وحرامًا ومكروهًا يجب : قبل صلاة العيد ، ويستحب : يوم العيد قبل الصلاة ، ويجوز : قبل العيد بيوم أو يومين ويكره : في يوم العيد ، ويحرم : بعده .
فعندهم أن إخراج زكاة الفطر تجري فيه الأحكام الخمسة والصواب أنه ليس فيه إلا جائز ومستحب ، جائز ومستحب فقط وأن ما بعد الصلاة فحرام سواء في يوم العيد أو قبله . ويستفاد من الحديث : سمو الشريعة وأنها لا تأمر أو لا توجب الشيء إلا لحكمة من أين يؤخذ ؟ أنه بيّن العلة من وجوب زكاة الفطر هل يؤخذ منها هل يؤخذ من هذا الحديث وجوب إطعام الجائع هاه وجوب إطعام الجائع ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأنه يقول فرضها طُعمة للمساكين ، فإذا كانت العلة موجبة للفريضة صارت عامة فكلما احتاج الفقراء إلى إطعام وجب علينا إطعامهم ، وهل هو فرض عين ولا فرض كفاية هاه ؟
الطالب : كفاية
الشيخ : فرض كفاية إذا وُجِد شخص يطعم هؤلاء المساكين الجياع فإنه لا يجب علينا إطعامهم لأنه فرض كفاية .