عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ) فذكر الحديث ، وفيه : ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ). متفق عليه . حفظ
الشيخ : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) فذكر الحديث وفيه ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) متفق عليه .
قوله سبعة : أشخاص بالتعيين ؟ بقصده هل تعيينهم هنا بالشخص أو بالوصف
الطالب : بالوصف
الشيخ : بالوصف يعني ماهو سبعة أشخاص فقط المراد سبعة هذا وصفهم يبلغون سبعين ولا أكثر ؟
الطالب : الله أعلم
الشيخ : يبلغون كثير ، كثير كل من اتصف بواحدة من هذه الأوصاف فهو داخل في الحديث .
وقوله ( يظلهم الله في ظله ) ليس المراد ظل ذاته لأن الله عز وجل نور وحجابه النور والمراد ظل يخلقه إما ظل العرش أو غيره المهم أن هذا ظل مخلوق وليس هو ظل الله عز وجل .
وقوله ( يوم لا ظل إلا ظله ) متى ؟ يوم القيامة فإن الظلال تتراءى وتضمحل وتذهب في ذلك اليوم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا )) ، وكل ما على الدنيا سيزول (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )) .
صعيدًا : خاليا ليس فيه نبات ولا أشجار ولا بيوت ولا شيء .
إذن هل على الأرض يستظل به هاه ؟ لا مافي شيء يستظل به والشمس تدنو من الخلائق في ذلك اليوم قدر ميل قريبة من رؤوسهم ، وستكون حارة لكن من وقاه الله سبحانه وتعالى وقاه ، فهؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر الحديث ولم يسقه المؤلف رحمه الله لأنه إنما يريد الشاهد فقط ، ولكن لا حرج أن يستعرضه .
الأول : إمام عادل فهذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وإنما نال هذا الأجر وغيره من أهل العدل لا ينالونه لأن عدل الإمام دال على أن عدله أمر ذاتي وخِلقَة وليس تَخلّقا لماذا ؟ لأن الإمام ليس أحد فوقه لو جار يعارض ولا لا؟ لا يعارض لو جار فإنه لا يعارض فعدله دليل على حسن طويته وكمال نيته .
وما نوع العدل في الإمام ؟ نوع العدل في الإمام يكون في الحكم ويكون في المحكوم له ويكون في المحكوم عليه ، في نوع الحكم والمحكوم له والمحكوم عليه .
أما نوع الحكم : فالعدل فيه أن يكون مبنيًا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وأما في المحكوم له : فأن لا يراعي في الإلزام بالحق قرابة ولا شريفًا ولا صديقًا ولا قويًا ولا عزيزًا بل يكون حاكمًا بينه وبين الناس بماذا ؟ بالعدل ، لا يمنح القريب شيئًا من أموال الدولة دون البعيد ، لا يمنح الوجيه ومن هو من الأعيان شيئًا دون الوضيع ، ومن ليس من الأعيان بل يجعل الناس على حد سواء .
كذلك في المحكوم عليه لا يحمله بغضُ هذا الشخص على أن يحكم عليه لأن بعض الناس إذا أبغض شخصا والعياذ بالله ثم مَثُل بين يديه في حكومة يحكم له ولا عليه ؟ هاه يحكم عليه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) .
وقال عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا )) شنئان بمعنى : بغض .
(( على ألا تعدلوا اعدلوا )) .
(( وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت حرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا )) يعني لا يحملنكم صدكم عن المسجد الحرام على العدوان بل الزموا العدل . يعادله وش هو في الحكم هاه والمحكوم عليه والمحكوم له يجب أن يكون عادلا في هذه الأمور. أما عدله في الحكم فأن يحكم بما دل عليه الكتاب والسنة لأن ما دل عليه الكتاب والسنة هو العدل (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وأما المحكوم له فألا يحابيه لقرابة أو وجاهة أو قوة أو ما أشبه ذلك .
المحكوم عليه ألا يحملنه بغضه على أن يحكم عليه مع أنه ليس أهلا للحكم عليه نعم .
( وشاب نشأ في طاعة الله ) : شاب نشأ في طاعة الله يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وإنما كان له هذا الأجر العظيم لأن الشباب عادة يكون غير مستقيم إلا من هدى الله ، فإذا نشأ في طاعة الله وألِفها وأحبها وأقامها نال هذا الأجر العظيم .
الشاب من إلى من البلوغ إلى الثلاثين وقيل إلى الأربعين نعم ، ولكن يوجد بعض الناس يصل إلى الثلاثين وهو شاب وإذا جاوز الثلاثين بدأ به الهرم والضعف ، ويوجد من ليس كذلك .
المهم أن الشاب هو صغير السن الذي نشأ في طاعة الله . الله أكبر .
الطالب : المشهور أن صلاة العيد فرض عين
الشيخ : نعم
الطالب : إذا ضاق به الوقت في أداء زكاة الفطر إما أن يؤدي الزكاة وإما يصلي .
الشيخ : الظاهر أنه يقدم صلاة العيد لأنه أهم نعم ومن وفي، آمنت بالله .
الطالب : ...
الشيخ : قلنا لكم إذا كان المضاف إليه جنسًا للمضاف فهي على تقدير مِن
الطالب : ...
الشيخ : كيف معناهما واحد ؟ طيب وإذا كان ظرفا له على تقدير في تقول (( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا )) وما سوى ذلك فهو على تقدير اللام .
طيب ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) : قلبه معلق بالمساجد هل المراد بالمساجد أمكنة السجود أو أزمنتها أو نفس السجود أو الجميع ؟ الظاهر أن المراد الجميع بمعنى أنه دائما يذكر سجوده لله عز وجل ويذكر أوقات السجود وكلما مضى وقت للصلاة تجده ينتظر الوقت الآخر بلهف وتشوق وأمكنة السجود المساجد كذلك إذا خرج من المسجد فقلبه باقٍ في المسجد يألفه ويرجع إليه ويحن إليه ، (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله )) فإذن نقول هذا الرجل معلّق بالمساجد في السجود وأوقات السجود وأمكنة السجود وإذا كان قلبه معلقا بالمساجد فإنه من باب أولى أن يكون معلقا بالمسجود له وهو الله عز وجل فيكون دائما يذكر الله سبحانه وتعالى بقلبه ولسانه وجوارحه ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ولا أشرح للصدر ولا أسرّ للقلب من تعلقه بالله سبحانه وتعالى وكونه دائما يذكره يذكره بآياته الشرعية وآياته الكونية لأنه ما من شيء أمامك إلا وهو دال على الله عز وجل وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد .
فكون الإنسان دائما مع الله سبحانه وتعالى يذكره بقلبه ولسانه وجوارحه هذا هو الحياة الطيبة وهو أسر ما يكون للقلب ومع ذلك ففيه هذا الأجر العظيم .
( ورجل قلبه معلّق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ) : رجلان تحابا في الله لا لقرابة ولا لأمر دنيوي ولا لأمر شخصي ولكن لله عز وجل تحابا في الله ما أحبه إلا لأنه مطيع لله عز وجل مجتنب لمعاصيه .
والحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان بل هو لا يمكن أن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان حتى يوالي في الله ويعادي في الله ، فإن هذا هو العروة الوثقى .
هذان رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه في الدنيا ما داما حيين وتفرّقا عليه يعني بالموت ماتا وهم على ذلك على أنهما متحابين ، متحابان في الله هل يحب الإنسان غيره بعد موته ؟ هاه ما يبي يتوقف مافي إشكال نحن نحب الرسول عليه الصلاة والسلام ونحب أبابكر وعمر وعثمان وعليا وسائر من سبقونا بالإيمان نعم ومع ذلك فإننا لم نعش معهم ، ونحب أيضًا من عشنا معه ومات قبلنا من المؤمنين ، هذا معنى تفرّقا عليه فالتفرّق لا يلزم منه التفرّق في المحبة .
( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) ، دعته امرأة لنفسها لينال شهوته منها وهي ذات منصب يعني ليست امرأة دنيئة من أسافل الناس حتى تعافها نفسه من أجل ذلك وهي ذات جمال أيضًا ذات جمال ليست قبيحة شوهاء ينفر منها من رآها ، بل هي جميلة وذات حسب ولم يقل ذات دين ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم لو كان لها دين قويم ما دعته لكنها لها حسب ، والمرأة قد تغلبها شهوتها حتى تدنس حسب قومها والعياذ بالله كما أن الرجل قد يكون كذلك وهي جميلة .
( فقال إني أخاف الله ) إذن : المكان خالٍ ما عندهما أحد والرجل قوي عنده شهوة وش الدليل الدليل أنه لم يذكر مانعا سوى خوفه من الله لم يقل والله ما عندي شهوة ، ولم يقل عندنا ناس ، ولم يقل أخشى أن يرانا أحد أو يسمع بنا أحد أبدا ما خاف إلا من الله عز وجل هذا الله يغفر لك يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لكمال عفته فالأسباب للفتنة موجودة وهو هاه الحسب والجمال والموانع مفقودة مافي موانع من الخلق تمنعه ولكن يمنعه خوف الله فقال إني أخاف الله وتركها .
وهذا له أسوة بمن بيوسف عليه الصلاة والسلام فإن يوسف دعته امرأة العزيز وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك ولكنه امتنع امتنع من ذلك بلا شك خوفا من الله عز وجل وإلا فإن الرجل ليس مفقود الشهوة بل عنده قدرة همّت به وهمّ بها ولكنه عليه الصلاة والسلام بعد أن همّ رأى برهان الله عز وجل وهو ما جعل الله في قلبه من نور الإيمان واليقين فتركها ، وصرف الله عنه السوء والفحشاء لأنه كان من عباد الله المخلصين .
أما السادس أظن هاه
الطالب : نعم نعم السادس
الشيخ : السادس فهو رجل تصدق بصدقة فأخفاها
الطالب : السابع
الشيخ : السابع هو الأخير .
( تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) تصدق بصدقة الصدقة هنا أعم من أن تكون نفلا فهي صادقة بالواجب وبالمستحب تصدّق بها فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه : قيل إن المراد بالشمال من على شماله يعني من الناس بحيث يمدها مثلا هكذا من اليمين ولا يطلع عليها أحد ، وقيل لا تعلم شماله أي يده الشمال ما تنفق يمينه وهذا أقرب .
ولكن من المعلوم أنه كناية عن شدة الإخفاء حتى إنه لو أمكن ألا تعلم اليد اليسرى ما أنفقت اليمنى لحصل ، لا يقال إن هذا مجاز نقول لأن كل أحد يعرف بأن اليد اليسرى ليس عندها علم لكن المعنى أنه لشدة إخفائها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
وهذا لكمال إخلاصه لله عز وجل وكمال رحمته بأخيه الذي تصدق عليه حتى لا يخجِّله أمام الناس لأن كثيرا من الناس يكره أن يطلع الناس على أنه فقير يتصدق عليه ولا لا ؟ فهذا الرجل لشدة إخلاصه لله وأنه لا يريد أن يمدحه أحد لنفقاته أو صدقاته ولشدة رحمته بأخيه حتى لا يرى أحد من الناس أنه منّ عليه بالصدقة أخفى هذه الصدقة حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
أما السابع : ( فرجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) : فاضت عيناه شوقا إلى ربه شوقا إلى الله عز وجل ومحبة للقائه ، لأنه ذكره خاليا، ، خاليا عن حضور الناس أو خالي القلب عما سوى الله أو الأمران الظاهر الأمران خاليًا عن حضور الناس فهو لم يبك رياء وسمعة خاليا قلبه عما سوى الله لأن القلب إذا صفا وخلا من غير الله صار عنده من الخشوع والشوق إلى الله عز وجل والخوف من عقابه ما لا يكون إذا كان متعلقا أو متوكلا لغير الله سبحانه وتعالى فهذا الرجل ذكر الله خاليا سواء كان يقرأ أو يصلي أو يتأمل أو يفكّر أو يقرأ في سلسلة النبي عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك المهم أنه خالي ففاضت عيناه شوقا إلى ربه سبحانه وتعالى . والإنسان أحيانا يشتاق إلى الله سبحانه وتعالى حتى يود أنه ملاقيه الآن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ) والشوق إلى الله عز وجل دليل على كمال إيش الإيمان والمحبة دليل على كمال الإيمان والمحبة .
فهذا الرجل كان في قلبه من محبة الله عز وجل ما أوجب له أن يشتاق إلى الله فذكر الله خاليا ففاضت عيناه من البكاء هذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
واعلم أن هذه الأوصاف الحميدة قد يكون في الإنسان صفة واحدة أو صفتان أو أكثر بل قد تجتمع كل الصفات فيه قد تجتمع كل الصفات فيه : يكون إماما عادلا ويكون متصفا بالصفات الأخرى وفضل الله تعالى يؤتيه من يشاء .
قوله سبعة : أشخاص بالتعيين ؟ بقصده هل تعيينهم هنا بالشخص أو بالوصف
الطالب : بالوصف
الشيخ : بالوصف يعني ماهو سبعة أشخاص فقط المراد سبعة هذا وصفهم يبلغون سبعين ولا أكثر ؟
الطالب : الله أعلم
الشيخ : يبلغون كثير ، كثير كل من اتصف بواحدة من هذه الأوصاف فهو داخل في الحديث .
وقوله ( يظلهم الله في ظله ) ليس المراد ظل ذاته لأن الله عز وجل نور وحجابه النور والمراد ظل يخلقه إما ظل العرش أو غيره المهم أن هذا ظل مخلوق وليس هو ظل الله عز وجل .
وقوله ( يوم لا ظل إلا ظله ) متى ؟ يوم القيامة فإن الظلال تتراءى وتضمحل وتذهب في ذلك اليوم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا )) ، وكل ما على الدنيا سيزول (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )) .
صعيدًا : خاليا ليس فيه نبات ولا أشجار ولا بيوت ولا شيء .
إذن هل على الأرض يستظل به هاه ؟ لا مافي شيء يستظل به والشمس تدنو من الخلائق في ذلك اليوم قدر ميل قريبة من رؤوسهم ، وستكون حارة لكن من وقاه الله سبحانه وتعالى وقاه ، فهؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر الحديث ولم يسقه المؤلف رحمه الله لأنه إنما يريد الشاهد فقط ، ولكن لا حرج أن يستعرضه .
الأول : إمام عادل فهذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وإنما نال هذا الأجر وغيره من أهل العدل لا ينالونه لأن عدل الإمام دال على أن عدله أمر ذاتي وخِلقَة وليس تَخلّقا لماذا ؟ لأن الإمام ليس أحد فوقه لو جار يعارض ولا لا؟ لا يعارض لو جار فإنه لا يعارض فعدله دليل على حسن طويته وكمال نيته .
وما نوع العدل في الإمام ؟ نوع العدل في الإمام يكون في الحكم ويكون في المحكوم له ويكون في المحكوم عليه ، في نوع الحكم والمحكوم له والمحكوم عليه .
أما نوع الحكم : فالعدل فيه أن يكون مبنيًا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وأما في المحكوم له : فأن لا يراعي في الإلزام بالحق قرابة ولا شريفًا ولا صديقًا ولا قويًا ولا عزيزًا بل يكون حاكمًا بينه وبين الناس بماذا ؟ بالعدل ، لا يمنح القريب شيئًا من أموال الدولة دون البعيد ، لا يمنح الوجيه ومن هو من الأعيان شيئًا دون الوضيع ، ومن ليس من الأعيان بل يجعل الناس على حد سواء .
كذلك في المحكوم عليه لا يحمله بغضُ هذا الشخص على أن يحكم عليه لأن بعض الناس إذا أبغض شخصا والعياذ بالله ثم مَثُل بين يديه في حكومة يحكم له ولا عليه ؟ هاه يحكم عليه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) .
وقال عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا )) شنئان بمعنى : بغض .
(( على ألا تعدلوا اعدلوا )) .
(( وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت حرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا )) يعني لا يحملنكم صدكم عن المسجد الحرام على العدوان بل الزموا العدل . يعادله وش هو في الحكم هاه والمحكوم عليه والمحكوم له يجب أن يكون عادلا في هذه الأمور. أما عدله في الحكم فأن يحكم بما دل عليه الكتاب والسنة لأن ما دل عليه الكتاب والسنة هو العدل (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وأما المحكوم له فألا يحابيه لقرابة أو وجاهة أو قوة أو ما أشبه ذلك .
المحكوم عليه ألا يحملنه بغضه على أن يحكم عليه مع أنه ليس أهلا للحكم عليه نعم .
( وشاب نشأ في طاعة الله ) : شاب نشأ في طاعة الله يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وإنما كان له هذا الأجر العظيم لأن الشباب عادة يكون غير مستقيم إلا من هدى الله ، فإذا نشأ في طاعة الله وألِفها وأحبها وأقامها نال هذا الأجر العظيم .
الشاب من إلى من البلوغ إلى الثلاثين وقيل إلى الأربعين نعم ، ولكن يوجد بعض الناس يصل إلى الثلاثين وهو شاب وإذا جاوز الثلاثين بدأ به الهرم والضعف ، ويوجد من ليس كذلك .
المهم أن الشاب هو صغير السن الذي نشأ في طاعة الله . الله أكبر .
الطالب : المشهور أن صلاة العيد فرض عين
الشيخ : نعم
الطالب : إذا ضاق به الوقت في أداء زكاة الفطر إما أن يؤدي الزكاة وإما يصلي .
الشيخ : الظاهر أنه يقدم صلاة العيد لأنه أهم نعم ومن وفي، آمنت بالله .
الطالب : ...
الشيخ : قلنا لكم إذا كان المضاف إليه جنسًا للمضاف فهي على تقدير مِن
الطالب : ...
الشيخ : كيف معناهما واحد ؟ طيب وإذا كان ظرفا له على تقدير في تقول (( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا )) وما سوى ذلك فهو على تقدير اللام .
طيب ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) : قلبه معلق بالمساجد هل المراد بالمساجد أمكنة السجود أو أزمنتها أو نفس السجود أو الجميع ؟ الظاهر أن المراد الجميع بمعنى أنه دائما يذكر سجوده لله عز وجل ويذكر أوقات السجود وكلما مضى وقت للصلاة تجده ينتظر الوقت الآخر بلهف وتشوق وأمكنة السجود المساجد كذلك إذا خرج من المسجد فقلبه باقٍ في المسجد يألفه ويرجع إليه ويحن إليه ، (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله )) فإذن نقول هذا الرجل معلّق بالمساجد في السجود وأوقات السجود وأمكنة السجود وإذا كان قلبه معلقا بالمساجد فإنه من باب أولى أن يكون معلقا بالمسجود له وهو الله عز وجل فيكون دائما يذكر الله سبحانه وتعالى بقلبه ولسانه وجوارحه ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ولا أشرح للصدر ولا أسرّ للقلب من تعلقه بالله سبحانه وتعالى وكونه دائما يذكره يذكره بآياته الشرعية وآياته الكونية لأنه ما من شيء أمامك إلا وهو دال على الله عز وجل وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد .
فكون الإنسان دائما مع الله سبحانه وتعالى يذكره بقلبه ولسانه وجوارحه هذا هو الحياة الطيبة وهو أسر ما يكون للقلب ومع ذلك ففيه هذا الأجر العظيم .
( ورجل قلبه معلّق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ) : رجلان تحابا في الله لا لقرابة ولا لأمر دنيوي ولا لأمر شخصي ولكن لله عز وجل تحابا في الله ما أحبه إلا لأنه مطيع لله عز وجل مجتنب لمعاصيه .
والحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان بل هو لا يمكن أن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان حتى يوالي في الله ويعادي في الله ، فإن هذا هو العروة الوثقى .
هذان رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه في الدنيا ما داما حيين وتفرّقا عليه يعني بالموت ماتا وهم على ذلك على أنهما متحابين ، متحابان في الله هل يحب الإنسان غيره بعد موته ؟ هاه ما يبي يتوقف مافي إشكال نحن نحب الرسول عليه الصلاة والسلام ونحب أبابكر وعمر وعثمان وعليا وسائر من سبقونا بالإيمان نعم ومع ذلك فإننا لم نعش معهم ، ونحب أيضًا من عشنا معه ومات قبلنا من المؤمنين ، هذا معنى تفرّقا عليه فالتفرّق لا يلزم منه التفرّق في المحبة .
( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) ، دعته امرأة لنفسها لينال شهوته منها وهي ذات منصب يعني ليست امرأة دنيئة من أسافل الناس حتى تعافها نفسه من أجل ذلك وهي ذات جمال أيضًا ذات جمال ليست قبيحة شوهاء ينفر منها من رآها ، بل هي جميلة وذات حسب ولم يقل ذات دين ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم لو كان لها دين قويم ما دعته لكنها لها حسب ، والمرأة قد تغلبها شهوتها حتى تدنس حسب قومها والعياذ بالله كما أن الرجل قد يكون كذلك وهي جميلة .
( فقال إني أخاف الله ) إذن : المكان خالٍ ما عندهما أحد والرجل قوي عنده شهوة وش الدليل الدليل أنه لم يذكر مانعا سوى خوفه من الله لم يقل والله ما عندي شهوة ، ولم يقل عندنا ناس ، ولم يقل أخشى أن يرانا أحد أو يسمع بنا أحد أبدا ما خاف إلا من الله عز وجل هذا الله يغفر لك يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لكمال عفته فالأسباب للفتنة موجودة وهو هاه الحسب والجمال والموانع مفقودة مافي موانع من الخلق تمنعه ولكن يمنعه خوف الله فقال إني أخاف الله وتركها .
وهذا له أسوة بمن بيوسف عليه الصلاة والسلام فإن يوسف دعته امرأة العزيز وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك ولكنه امتنع امتنع من ذلك بلا شك خوفا من الله عز وجل وإلا فإن الرجل ليس مفقود الشهوة بل عنده قدرة همّت به وهمّ بها ولكنه عليه الصلاة والسلام بعد أن همّ رأى برهان الله عز وجل وهو ما جعل الله في قلبه من نور الإيمان واليقين فتركها ، وصرف الله عنه السوء والفحشاء لأنه كان من عباد الله المخلصين .
أما السادس أظن هاه
الطالب : نعم نعم السادس
الشيخ : السادس فهو رجل تصدق بصدقة فأخفاها
الطالب : السابع
الشيخ : السابع هو الأخير .
( تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) تصدق بصدقة الصدقة هنا أعم من أن تكون نفلا فهي صادقة بالواجب وبالمستحب تصدّق بها فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه : قيل إن المراد بالشمال من على شماله يعني من الناس بحيث يمدها مثلا هكذا من اليمين ولا يطلع عليها أحد ، وقيل لا تعلم شماله أي يده الشمال ما تنفق يمينه وهذا أقرب .
ولكن من المعلوم أنه كناية عن شدة الإخفاء حتى إنه لو أمكن ألا تعلم اليد اليسرى ما أنفقت اليمنى لحصل ، لا يقال إن هذا مجاز نقول لأن كل أحد يعرف بأن اليد اليسرى ليس عندها علم لكن المعنى أنه لشدة إخفائها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
وهذا لكمال إخلاصه لله عز وجل وكمال رحمته بأخيه الذي تصدق عليه حتى لا يخجِّله أمام الناس لأن كثيرا من الناس يكره أن يطلع الناس على أنه فقير يتصدق عليه ولا لا ؟ فهذا الرجل لشدة إخلاصه لله وأنه لا يريد أن يمدحه أحد لنفقاته أو صدقاته ولشدة رحمته بأخيه حتى لا يرى أحد من الناس أنه منّ عليه بالصدقة أخفى هذه الصدقة حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
أما السابع : ( فرجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) : فاضت عيناه شوقا إلى ربه شوقا إلى الله عز وجل ومحبة للقائه ، لأنه ذكره خاليا، ، خاليا عن حضور الناس أو خالي القلب عما سوى الله أو الأمران الظاهر الأمران خاليًا عن حضور الناس فهو لم يبك رياء وسمعة خاليا قلبه عما سوى الله لأن القلب إذا صفا وخلا من غير الله صار عنده من الخشوع والشوق إلى الله عز وجل والخوف من عقابه ما لا يكون إذا كان متعلقا أو متوكلا لغير الله سبحانه وتعالى فهذا الرجل ذكر الله خاليا سواء كان يقرأ أو يصلي أو يتأمل أو يفكّر أو يقرأ في سلسلة النبي عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك المهم أنه خالي ففاضت عيناه شوقا إلى ربه سبحانه وتعالى . والإنسان أحيانا يشتاق إلى الله سبحانه وتعالى حتى يود أنه ملاقيه الآن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ) والشوق إلى الله عز وجل دليل على كمال إيش الإيمان والمحبة دليل على كمال الإيمان والمحبة .
فهذا الرجل كان في قلبه من محبة الله عز وجل ما أوجب له أن يشتاق إلى الله فذكر الله خاليا ففاضت عيناه من البكاء هذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
واعلم أن هذه الأوصاف الحميدة قد يكون في الإنسان صفة واحدة أو صفتان أو أكثر بل قد تجتمع كل الصفات فيه قد تجتمع كل الصفات فيه : يكون إماما عادلا ويكون متصفا بالصفات الأخرى وفضل الله تعالى يؤتيه من يشاء .