فوائد حديث ( أيما مسلم كسا مسلماً ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة ...). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث عدة فوائد أولا فضيلة كسوة المسلمين وإطعامهم وإسقائهم ، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الجزاء حقًّا وفضيلة .
وفيه أيضا إثبات الجزاء ، لقوله من فعل كذا فعل الله به كذا .
وفيه أيضًا : أن الجزاء من جنس العمل كسى فكسي أطعم فأطعم سقى فسقي .
وفيه أيضًا : إثبات الجنة وهذا أمر معلوم بالضرورة في دين الإسلام ، وهي الآن موجودة لقوله تعالى (( أعدت للمتقين )) وستبقى دائم الأبد فإنها منذ خلقت لا تفنى وكذلك النار منذ خلقت لا تفنى .
وفيه أيضا إثبات الأفعال الاختيارية للعبد لقوله كسا وأطعم هاه وسقى ، ولولا أنها اختيارية ما حث النبي عليه الصلاة والسلام عليها ولا كان للجزاء عليها فائدة .
وفيها أيضا أن هذه الأعمال لا تنفع إلا إذا كان الإنسان مسلمًا ، لقوله ( أيما مسلم ) فإن وقعت هذه الأعمال من الكافر لم تنفعه ولكن هل يجاز عليها ؟ نعم قد يجازى عليها في الدنيا فيوسع له في الرزق ويكشف عنه السوء ويشفى من المرض وما أشبه ذلك أما في الآخرة فلا حظ له فيها .
وقوله : ( أيما مسلم كسا مسلما ) هل يؤخذ منه أن هذا الثواب لا يكون إلا إذا كان المنعم عليه مسلمًا ؟ هاه الجواب نعم لأن الإنعام على المسلم خير من الإنعام على غير المسلم .
ولكن هل في الإنعام على غير المسلم أجر ؟ الجواب نعم إلا الحربي ، الكافر الحربي فالإنعام عليه يكون بدعوته إلى الإسلام وإلا يقتل نعم وأما الذمي والمعاهد والمستأمن والحمار والكلب والبعير وما أشبه ذلك ففيه أجر .
حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن امرأة بغي رأت كلبا يلهث من العطش فنزلت وأخرجت بخفها من الماء حتى شرب فغفر الله لها لأنها سقت هذا الكلب على ظمأ ، قيل يا رسول الله هل لنا في البهائم من أجر قال ( في كل ذات كبد حرّاء أجر ) .
طيب هل يؤجر الإنسان إذا أطعم ذرة أو نملة ؟
الطالب : نعم
الشيخ : يؤجر
الطالب : إن كانت تؤذي ما يؤجر
الشيخ : صح إن كانت تؤذي لا يؤجر نعم وإن كانت لا تؤذي فيؤجر نعم .
وقد حكيت عليكم قصة ذكرها ابن القيم عن رجل رأى ذرة تمشي فوضع لها طعامًا لكنها تعجز عن حمله فلما رأت الطعام وعجزت عن حملها ذهبت إلى صاحباتها ودعتهم فجاؤوا ، فلما أقبلت الذر رفع الطعام فجاءت الذر تطلب الطعام وهذه التي ذهبت تستصرخهم جعلت تبحث ما وجدت شيء فرجعت الذر ، ثم وضعه مرة ثانية ورأته هذه الذرة وتيقنت فرجعت إلى صاحباتها فدعتهم فجاؤوا فلما أقبلوا رفعه فجعلوا يطلبونه ما وجدوه ، فانصرفوا هذه المرة الثانية ثم وضعه فلما تيقنته الذرة المرة الثالثة ذهبت ودعت أخواتها فجئن إليه فلم يجدنه لما أقبلن عليه رفعه في المرة الثالثة يقول اجتمعن عليها فقتلنها الذرة
الطالب : سبحان الله .
الشيخ : هذا حكاية ابن القيم ... عليه رحمه الله يقول فحكيت ذلك لشيخنا فقال رحمه الله شيخ الإسلام : نعم يعني كل ما له إرادة فإنه يكره الكذب ويجازي على الظلم ، الذر هذولي قالوا هذه المرة تكذب علينا ... علينا وقتلنها .
طيب ما تقولون في هذا الرجل هل عليه دية هذه الذرة ؟ نعم
الطالب : عليه إثم .
الشيخ : عليه إثم .
الطالب : نعم
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنه ظلمها
الشيخ : تسبب بقتلها طيب إذن نقول كل شيء يستفيد من الطعام فلك فيه أجر إيه نعم نعم .
الطالب : ديتها إيش ؟
الشيخ : ديتها أن يتوب إلى الله .
طيب ويستفاد من هذا الحديث : أن هذا الجزاء مشروط بكون المنعم عليه به محتاج إليه من أين يؤخذ ؟ من قوله على عُري وعلى جوع وعلى ظمأ .
طيب فإن لم يكن كذلك مثل أن يكسو إنسانا عنده كسوة لكن كساه نافلة ، فهل يحصل هذا الأجر ؟ الظاهر لا لأن القياس هنا قياس مع الفارق لأنه ليس دفع الحاجة كتحصيل الكمال النافلة .
قال وعن حكيم بن حزام رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) هذه مبتدأ وخبر يد عليا ويد سفلى .
اليد العليا خير من اليد السفلى لأن العليا عالية والسفلى نازلة وما هي اليد العليا ؟ فسرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث آخر بأن اليد العليا يد المعطي ، واليد السفلى يد الآخذ المُعطى ، وهذا ظاهر لأن المعطي أعلى رتبة من المعطى على كل تقدير ، فتكون يده هي اليد العليا .
وقيل إن اليد العليا هي يد المعطى بلا سؤال واليد السفلى يد المعطى بسؤال ولكن .
وفيه أيضا إثبات الجزاء ، لقوله من فعل كذا فعل الله به كذا .
وفيه أيضًا : أن الجزاء من جنس العمل كسى فكسي أطعم فأطعم سقى فسقي .
وفيه أيضًا : إثبات الجنة وهذا أمر معلوم بالضرورة في دين الإسلام ، وهي الآن موجودة لقوله تعالى (( أعدت للمتقين )) وستبقى دائم الأبد فإنها منذ خلقت لا تفنى وكذلك النار منذ خلقت لا تفنى .
وفيه أيضا إثبات الأفعال الاختيارية للعبد لقوله كسا وأطعم هاه وسقى ، ولولا أنها اختيارية ما حث النبي عليه الصلاة والسلام عليها ولا كان للجزاء عليها فائدة .
وفيها أيضا أن هذه الأعمال لا تنفع إلا إذا كان الإنسان مسلمًا ، لقوله ( أيما مسلم ) فإن وقعت هذه الأعمال من الكافر لم تنفعه ولكن هل يجاز عليها ؟ نعم قد يجازى عليها في الدنيا فيوسع له في الرزق ويكشف عنه السوء ويشفى من المرض وما أشبه ذلك أما في الآخرة فلا حظ له فيها .
وقوله : ( أيما مسلم كسا مسلما ) هل يؤخذ منه أن هذا الثواب لا يكون إلا إذا كان المنعم عليه مسلمًا ؟ هاه الجواب نعم لأن الإنعام على المسلم خير من الإنعام على غير المسلم .
ولكن هل في الإنعام على غير المسلم أجر ؟ الجواب نعم إلا الحربي ، الكافر الحربي فالإنعام عليه يكون بدعوته إلى الإسلام وإلا يقتل نعم وأما الذمي والمعاهد والمستأمن والحمار والكلب والبعير وما أشبه ذلك ففيه أجر .
حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن امرأة بغي رأت كلبا يلهث من العطش فنزلت وأخرجت بخفها من الماء حتى شرب فغفر الله لها لأنها سقت هذا الكلب على ظمأ ، قيل يا رسول الله هل لنا في البهائم من أجر قال ( في كل ذات كبد حرّاء أجر ) .
طيب هل يؤجر الإنسان إذا أطعم ذرة أو نملة ؟
الطالب : نعم
الشيخ : يؤجر
الطالب : إن كانت تؤذي ما يؤجر
الشيخ : صح إن كانت تؤذي لا يؤجر نعم وإن كانت لا تؤذي فيؤجر نعم .
وقد حكيت عليكم قصة ذكرها ابن القيم عن رجل رأى ذرة تمشي فوضع لها طعامًا لكنها تعجز عن حمله فلما رأت الطعام وعجزت عن حملها ذهبت إلى صاحباتها ودعتهم فجاؤوا ، فلما أقبلت الذر رفع الطعام فجاءت الذر تطلب الطعام وهذه التي ذهبت تستصرخهم جعلت تبحث ما وجدت شيء فرجعت الذر ، ثم وضعه مرة ثانية ورأته هذه الذرة وتيقنت فرجعت إلى صاحباتها فدعتهم فجاؤوا فلما أقبلوا رفعه فجعلوا يطلبونه ما وجدوه ، فانصرفوا هذه المرة الثانية ثم وضعه فلما تيقنته الذرة المرة الثالثة ذهبت ودعت أخواتها فجئن إليه فلم يجدنه لما أقبلن عليه رفعه في المرة الثالثة يقول اجتمعن عليها فقتلنها الذرة
الطالب : سبحان الله .
الشيخ : هذا حكاية ابن القيم ... عليه رحمه الله يقول فحكيت ذلك لشيخنا فقال رحمه الله شيخ الإسلام : نعم يعني كل ما له إرادة فإنه يكره الكذب ويجازي على الظلم ، الذر هذولي قالوا هذه المرة تكذب علينا ... علينا وقتلنها .
طيب ما تقولون في هذا الرجل هل عليه دية هذه الذرة ؟ نعم
الطالب : عليه إثم .
الشيخ : عليه إثم .
الطالب : نعم
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنه ظلمها
الشيخ : تسبب بقتلها طيب إذن نقول كل شيء يستفيد من الطعام فلك فيه أجر إيه نعم نعم .
الطالب : ديتها إيش ؟
الشيخ : ديتها أن يتوب إلى الله .
طيب ويستفاد من هذا الحديث : أن هذا الجزاء مشروط بكون المنعم عليه به محتاج إليه من أين يؤخذ ؟ من قوله على عُري وعلى جوع وعلى ظمأ .
طيب فإن لم يكن كذلك مثل أن يكسو إنسانا عنده كسوة لكن كساه نافلة ، فهل يحصل هذا الأجر ؟ الظاهر لا لأن القياس هنا قياس مع الفارق لأنه ليس دفع الحاجة كتحصيل الكمال النافلة .
قال وعن حكيم بن حزام رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) هذه مبتدأ وخبر يد عليا ويد سفلى .
اليد العليا خير من اليد السفلى لأن العليا عالية والسفلى نازلة وما هي اليد العليا ؟ فسرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث آخر بأن اليد العليا يد المعطي ، واليد السفلى يد الآخذ المُعطى ، وهذا ظاهر لأن المعطي أعلى رتبة من المعطى على كل تقدير ، فتكون يده هي اليد العليا .
وقيل إن اليد العليا هي يد المعطى بلا سؤال واليد السفلى يد المعطى بسؤال ولكن .