فوائد حديث ( اليد العليا خير من اليد السفلى ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة :
أولا : تفاضل الناس في الدرجات لقوله ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ، وهل يؤخذ منه التفاضل في الإيمان ؟ هاه
الطالب : نعم
الشيخ : أو ما يؤخذ هاه
الطالب : بل يؤخذ .
الشيخ : طيب اللي يقول يؤخذ أطالبه بوجه الدلالة هاه طيب يا غديان .
الطالب : نقول ...
الشيخ : بس هذه اليد العليا وصف للإنسان
الطالب : اليد العليا فيه أوصاف ...
الشيخ : إيه طيب .
الطالب : نقول ... اختلف فيها الإيمان فإن الإنسان إذا كان عنده إيمان قوي فإنه يده ستكون عليا ...
طالب آخر : في حديث آخر المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .
الشيخ : إيه هذا واضح الحديث الآخر ، نحن نبحث الحديث اللي معنا .
طيب نشوف خلونا نتفق نبحث فيها من فوائد الحديث أن المعطي خير من الآخذ وهو واضح لقوله ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) .
ومن فوائده أن الإنفاق على الأهل أفضل من الإنفاق على غير الأهل ، فلو قال قائل : أنا عندي درهم هل أروح أتصدق به على فقير أو أعطيه أهلي اللي محتاجينه ؟ قلنا أعطيه الأهل لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( وابدأ بمن تعول ) .
ومن فوائد الحديث أيضًا : أن على الإنسان عائلة ويتفرع على هذا وجوب الإنفاق على العائلة لقوله ابدأ بمن تعول .
ومن فوائد الحديث : تفاضل الأعمال ، من أين يؤخذ ؟ ( خير الصدقة ما كان ) معك كتاب ؟ ( خير الصدقة ما كانعن ظهر غنى ) .
طيب يلزم من تفاضل الأعمال تفاضل الإيمان لماذا يلزم لأن الأعمال من الإيمان كذا ولا لا فتفاضلها تفاضل له أنتم فاهمين هذه ؟ يلزم من تفاضل الأعمال تفاضل الإيمان كيف ذلك ؟ لأن الأعمال من الإيمان فإذا تفاضلت الأعمال تفاضل الإيمان .
وهل عندنا دليل على أن العمل من الإيمان ؟ عندك دليل ؟
الطالب : الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق أجل إماطة الأذى عن الطريق من إيمان
الشيخ : إيه صح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : سمعتم قوله ؟ الإيمان بضع وستون شعبة أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وهذه أعمال فجعلها الرسول عليه الصلاة والسلام إيمانًا .
يؤخذ منه الرد على طائفتين مبتدعتين بل على ثلاث طوائف من هم ؟
الطالب : المرجئة
الشيخ : لا ، المرجئة
الطالب : الجبرية
الشيخ : لا
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : تعدوا اللي تعرفونها
الطالب : الخوارج يا شيخ
الشيخ : لا ، المرجئة والوعيدية من المعتزلة والخوارج .
الوعيدية طائفتان : معتزلة وخوارج إذن المرجئة والوعيدية لأن المرجئة والوعيدية كل منهم يقول إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، لأن المرجئة يقولون إن الإيمان هو إقرار القلب وهو لا يتفاضل ، وأولئك يقولون إن الإيمان هو إقرار القلب وجميع الأعمال وهو إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله طيب .
الطالب : والجبرية
الشيخ : لا ما لها دخل الجبرية الجبرية في مسألة القدر .
الطالب : شيخ هذا المشهود له عمل ...
الشيخ : لا ما يؤخذ منه هذه إمكن يؤخذ من الأولى ، أما حنا نريد الرد على الذين يقولون : إن الإيمان لا يتفاضل .
طيب ويستفاد من الحديث أن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وهو كالفرع لقوله ( ابدأ بمن تعول ) ، لأنك إذا بدأت بمن تعول فما زاد فهو عن ظهر غنى فيكون خير الصدقة .
ومن فوائد الحديث : أن من طلب العفة أعفه الله لقوله : ( ومن يستعفف يعفه الله ) .
ومن فوائده أن من لم يطلب العفة لم يوفّق لها من أرسل نظره وشهوته فيما حرم الله بقي قلبه والعياذ بالله منفتحًا لا ينسد ، متبعًا لكل رذيلة من أين يؤخذ هذه الفائدة من أين تؤخذ ؟ من باب المفهوم ما هو اللازم من باب المفهوم ، لأن الكلام له منطوق وله مفهوم أفهمتم ؟ منطوقه ( من يستعفف يعفه الله ) مفهومه من لا يستعفف لا يعفه الله .
طيب ومن فوائده أن الجزاء من جنس العمل ، ( من يستعفف يعفه الله ) .
ومن فوائد الحديث أيضًا : أن من استغنى عما في أيدي الناس أغناه الله عنه لقوله : ( من يستغن يغنه الله ) .
ومن فوائده : أن من لم يستغن عما في أيدي الناس لم يغنه الله عنهم يبقى دائمًا متلهفًا إلى ما في أيدي الناس ، حتى إنه إذا وجد مع أحد شيئا وأعجبه قال والله يا زين هذا اللي معك من أين شريته ؟ دلني عليه وشف لي مثله وما أشبه ذلك هذاك يمكن يخجل وش يقول هاه يقول إن كان عينه عليه اعطوه إياه هذا بدل ما يقول عطني اللي معك يقعد يمدح حال الشيء علشان هاه يخجل ويعطيه إياه هل نقول هذا الرجل مستغني عما في أيدي الناس ؟ لا .
طيب ما هو الشاهد من هذا الحديث للباب قوله : ( اليد العليا ) كل الجمل الظهر ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ( وابدأ بمن تعول ) ( وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ) ( ومن يستعفف يعفه الله ) هذا هو الذي قد يكون خارج عن الموضوع .
( ومن يستغن يغنه الله ) وهذا يخاطب به من يأخذ الصدقة وأنه كلما استغنى عما في أيدي الناس أغناه الله نعم .
الطالب : إذا قلنا إن اليد العليا المنفقة واليد السفلى هي الآخذة يكون فيها خير لكن أحيانا في الواقع نرى قد يكون المعطى خير من المعطي
الشيخ : إيه نعم
الطالب : نشاهد هذا في الواقع
الشيخ : إيه نعم
الطالب : فهل هذا الحديث على إطلاقه
الشيخ : لا لا ماهو الخيرية المطلقة الخيرية في هذا العمل المعين ولا قد يكون المعطى رجلا صالحا وذلك رجل غير صالح المعنى يد المعطي في هذا العمل المعين فالمعطي فيه خير من الآخذ
الطالب : طيب يا شيخ إذا قلنا أن الزكاة تدخل في الصدقة
الشيخ : نعم
الطالب : معلوم أن الزكاة لا تكون إلا عن ظهر غنى فكيف تدخل في اللفظ
الشيخ : نقول نعم نقول هي خير الصدقات
الطالب : لكنها لا تكون إلا عن ظهر غنى
الشيخ : إيه ما يخالف نقول هي خير الصدقات لأنها عن ظهر غنى ثم نقسم صدقة التطوع إما أن تكون على ظهر غنى أو عن غير ظهر غنى إيه نعم
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : هل يؤخذ منه ...
الشيخ : وش تقولون هل يؤخذ منه أن الغني أفضل من الفقير
الطالب : لا
الشيخ : في الحقيقة أن كلمة أفضل ، أفضل فيما لا يمكن للإنسان تحصيله ما ترد علينا لكن ممكن أن نقول هل الغني الشاكر أكمل حالا أم الفقير الصابر وهذه مسألة اختلف فيها أهل العلم وكثر فيها النزاع :
فعند الصوفية أن الفقير الصابر أفضل وخير وعند الآخرين أن الغني الشاكر أفضل وهو خير وأيهما أفضل عندكم ؟
الطالب : الفقير الصابر
طالب آخر : الغني الشاكر
الشيخ : الظاهر اللي ما عنده قروش بيقول الفقير الصابر
الطالب : لا يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم كان فقيرا
الشيخ : لا ما ينفع هذه دليل
الطالب : كلهم ...
الشيخ : نعم
الطالب : ذهب أهل الدثور بالأجور ...
الشيخ : إيه نعم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ) ولولا المال ما قام جهاد في سبيل الله الجهاد غالبه مبني على المال .
ولهذا لا شك أن الغني الشاكر أفضل من حيث تعدي نفعه ولا لا ؟ إذ أن ذاك ما يستطيع أن يصرف لكن من حيث كمال الحال قد يقال إن الفقير الصابر أكمل لأنه ليس لديه دنيا تغريه ومع ذلك فكلما تأملت حال كل واحد منهما وجدت أن الابتلاء بالنعم قد يكون أشد امتحانا من الابتلاء بالنقم كيف ذلك لأن المبتلى بالنقم إما أن يصبر صبر الكرام أو يسمو سمو البهائم ما عنده إلا هذا وش يسوي ماذا يقول فهو صابر صابر لكن المبتلى بالنعم ز
قليل من الناس من يقيد النعمة ويشكرها فالابتلاء بالنعم عظيم ماهو هيّن نعم .
فالذي يترجح عندي أن الغني الشاكر أكمل حالا من الفقير الصابر .
وقد بحث ابن القيم رحمه الله هذا الموضوع في كتابه بدائع الفوائد والكتاب هذا كتاب بالحقيقة على اسمه فيه من الفوائد شيء كثير ما تكاد تجده في غيره ، لكنه يشبه كتابا لابن الجوزي من بعض الوجوه يسمى صيد الخاطر يعني ما طرأ على خاطره قيده ، وهكذا ينبغي لطالب العلم أيضا إذا عنت له فائدة فريدة يقل وجودها أو يقل وجودها في الكتب أو يقل وقوعها في الواقع فإنه ينبغي له أن يقيدها لئلا ينساها وقد قيل :
" العلم صيد والكتابة قيده *** قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة *** وتتركها بين الخلائق طالقة "

وعن أبي هريرة مبتدأ الدرس اليوم .