فوائد حديث ( من يسأل الناس أموالهم تكثراً ...). حفظ
الشيخ : طيب يستفاد من هذا الحديث عدة فوائد .
الأولى : أن سؤال الناس للتكثر وجمع المال محرم بل هو من كبائر الذنوب الوعيد عليه .
ثانيا : أن من سأل الناس للحاجة فلا إثم عليه لأن الحديث هنا قيّد بقوله تكثرًا فدل ذلك على أنه إذا سألهم لدفع الحاجة والضرورة فلا إثم عليه. ثالثا : أن الجزاء من جنس العمل ، الجزاء من جنس العمل .
رابعا : أن سياق الكلام يعيّن المراد به فإن اللام للأمر والأصل في الأمر أن معناه طلب الفعل على وجه الاستعلاء .
لكن هنا لا يراد به الأمر الحقيقي ، بقرينة السياق فالسياق يعيّن المراد سواء في كلام الله أو كلام رسوله أو في كلام الآدميين حتى في كلام الآدميين السياق يعيّن المراد والنية أيضا تعيّن المراد .
ومن فوائد الحديث أيضًا : استعمال التهديد في المخاطبة لقوله ( فليستقل أو ليستكثر ) .
ومن فوائده : الإشارة إلى القناعة ، وأن الإنسان ينبغي أن يكون قانعًا بما أعطاه الله عز وجل ومن أعطي القناعة بقي غنيًا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى القلب ) .
فإذا كان الإنسان غني القلب فهو في الحقيقة هو الغني وكثير من الناس عنده من الأموال ما عنده ولكن قلبه فقير والعياذ بالله دائما يطلب المال ويلهث وراءه ، وكم من إنسان ماله قليل وهو يرى أنه من أغنى الناس وقد استغنى عن الناس . وهذا من نعمة الله على الإنسان لأن الإنسان إذا أعطي القناعة بقي غنيا منشرح الصدر لا ينظر إلى غيره نعم .
طيب ويدل شف أن يدل لذلك أن من كمال نعيم أهل الجنة : أنهم لا يبغون عنها حولا حتى أدناهم لا يريد التحول عما هو عليه ، ويرى أنه ليس في الجنة أحد أنعم منه وهذا من نعمة الله على العبد أن يوفّق للقناعة سواء كان ذلك في ماله يعني في مسكنه أو في ملبسه أو في مركوبه أو في أولاده أو في زوجته أو غير ذلك ، إذا أعطي الإنسان القناعة بما أعطاه الله بقي غنيا أما إذا نزعت القناعة من قلبه فإنه فقير مهما كان عنده من الأموال وغيرها .