الكلام على أهل الزكاة الذين تدفع لهم من تفسير قوله تعالى(( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)). حفظ
الشيخ : وكيف نقسمها ؟
واعلم أن الله عز وجل تولى قسم الصدقات بنفسه فقال : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) .
فنتكلم على الآية لأنها هي الأصل في هذا الباب والأحاديث تفسير لها وبيان ومعلوم أن الإنسان إذا أراد أن يستدل يبدأ أولا بكتاب الله لأنه الأصل ولأنه لا يحتاج إلى النظر في سنده لأنه متواتر مقطوع به وإنما يحتاج إلى النظر في دلالته بخلاف السنة فتحتاج أولًا إلى النظر في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إلى النظر في دلالتها على الحكم .
فالله عز وجل يقول (( إنما الصدقات للفقراء )) وإنما تفيد الحصر يعني الصدقات لا تكون إلا في هؤلاء الأصناف :
الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل قال العلماء : والفقراء أحوج من المساكين لأن الله تعالى بدأ بهم وإنما يُبدؤ بالأهم فالأهم ، ثم قالوا : إن الفقير هو الذي يجد دون نصف الكفاية أو لا يجد شيئًا أبدا هذا الفقير وأصله موافقة القفر وهي الأرض الخالية ، القفر والفقر يتفقان في الاشتقاق الأكبر وهو الاتفاق في الحروف دون الترتيب ، دون الترتيب .
فالأرض القفر معناه الأرض الخالية والفقر هو الخلو فالفقير إذن من يجد دون نصف الكفاية أو لا يجد شيئًا ، طيب والكفاية إلى متى إلى الموت ؟ لا نعلم متى يموت الإنسان .
قال العلماء نحدد الكفاية بسنة لأن السنة هي الزمن الذي تجب فيه زكوات الأموال فنعطي هذا الرجل ما يكفيه سنة ، لأنه بعد السنة تأتي زكاة جديدة فيُعطى إلى سنة ، ثم تأتي زكاة جديدة فيعطى إلى سنة وهلم جرًا ، إذن قدرنا الكفاية بماذا هاه ؟ بالسنة وجهه ما ذكرنا .
المسكين هو المحتاج وسمي المحتاج مسكينا لأن الحاجة أسكنته ، لأن العادة أن الإنسان الغني يكون عنده رِفعَة رأس وسلطة في القول والفعل ويتصدر المجالس ، بخلاف الفقير المحتاج فإنه قد أسكنته الحاجة لكنه أحسنُ حالًا من الفقير لأنه يجد نصف الكفاية ودون الكفاية . يجد نصف الكفاية ودون الكفاية . طيب هذان يأخذان لحاجتهما .
وقوله : (( والعاملين عليها )) هم الذين ينصبهم السلطان لقبض الزكاة وقسمها وتفريقها فهم جهة ولاية وليسوا جهة وكالة ، ولهذا قال (( العاملين عليها )) فأتى بعلى الدالة على أن لهم سلطة الولاية ، لأن على تفيد العلو بخلاف الوكيل ، وكيل شخص يؤدي زكاته ليس من العاملين عليها ، فأنا إذا وكلتُك تحصي زكاة مالي وتخرجها فلست من العاملين عليها بخلاف الذين ينصبهم السلطان الإمام فإنهم عاملون عليها لأن لهم نوع ولاية .
وهؤلاء يعطون بقدر أجرتهم أي بقدر العمل الذي قاموا به لأنهم استحقوها بوصف ومن استحق بوصف كان له من الحق بمقدار ما له من ذلك الوصف فيعطَون قدر أجورهم وهؤلاء يعطون للحاجة إليهم لا لحاجتهم انتبه ولهذا يعطون ولو كانوا أغنياء لأنهم يعطون على عمل للحاجة إليهم فنعطيهم بقدر عملهم .
أما الرابع فالمؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوبهم مؤلفة هذه اسم مفعول وقلوب : نائب فاعل ا.
لمؤلفة قلوبهم هم الذين نفرت قلوبهم واشمأزت من الإسلام وكرهت الإسلام وكرهت المسلمين فهم يودون العدوان على المسلمين وعلى الإسلام فيعطَون ما يحصل به التأليف ، يعطون ما يحصل به التأليف ، لأنهم استحقوا بوصف فاستحقوا بمقدار ما يحصل به ذلك الوصف .
يعني لهم شيء معين ولا لا ؟ هاه لا ما يحصل به التأليف والناس يختلفون فيما يحصل به التأليف منهم من نفسه كبيرة لا يؤلفها إلا مال كثير ، ومنهم من دون ذلك يؤلفه المال القليل المهم أن نعطي من الزكاة ما يحصل به التأليف . ذكرت أن التأليف إنما يكون لمن كان في نفرة هاه عن الإسلام أو عن المسلمين وعلى هذا فيعطى المؤلف ما يقوى به إيمانه ويحبب الإسلام إليه ويعطى من ليس في قلبه إيمان ولكن يخشى من شره يعطى ما يدفع به شره ولو كان كافرا حتى لو كان كافرا يخشى من شره على المسلمين فإننا نعطيه من الزكاة ماهو من بيت المال فقط من الزكاة ما ندفع به شره .
انتبهوا لهذه النقطة لأن بعض الناس يعترض مثلا يقول ليش نعطي الكفار لماذا نعطي الكفار من أموال المسلمين نقول نعم إذا كان هؤلاء الكفار يخشى من شرهم وفعلا لهم شر وإذا أعطيناهم ألفناهم ودفعنا شرهم فإننا نعطيهم تأليفا لقلوبهم لا على الإسلام لأنهم مستكبرون ولكن هاه لدفع شرهم عن المسلمين طيب هؤلاء يعطون لإيش هاه لتأليفهم على الإيمان أو لدفع شرهم هؤلاء أربعة للفقراء والمساكين وهؤلاء يعطون لحاجتهم والعاملين عليها يعطون للحاجة إليهم والمؤلفة قلوبهم بعضهم يعطى لحاجته وبعضهم يعطى للحاجة إليه أما الذي يعطى لحاجته فهو الذي يؤلف على هاه على الإسلام والإيمان لأن ذلك من مصلحته والذي يعطى للحاجة إليه هو الذي يعطى هاه لدفع شره هذه نعطيه لأننا نحن بحاجة إلى دفع شره .
ثم قال (( وفي الرقاب )) وأنت ترى الآن أن حرف الجر اختلف ويبيّن لنا فهد وجه الاختلاف فيه
الطالب : ...
الشيخ : وهذه بفي في الرقاب .
الرقاب جمع رقبة وذكر العلماء أنها ثلاثة أنواع : مسلم أسير عند الكفار يعطى الكفار من الزكاة لفك رقبته هذا من الرقاب .
الثاني : عبد عند سيده اشتريناه منه لنعتقه هذا أيضا في الرقاب .
الثالث : مكاًتَب اشترى نفسه من سيده فنعطيه ما يسدد به كتابته هذا أيضا في الرقاب .
وهؤلاء يعطون لإيش ؟ لحاجتهم لكن لا يعطون هم ولهذا قال " في " الدالة على الظرفية لأن هذه جهة وليست تمليك .
العبد لا نعطيه هو نعطي سيده صح ؟ نعطي سيده الأسير عند الكفار ما نعطيه هو من نعطي ؟ هاه الكفار الذين أسروه ، المكاتب : نعطي سيده ، وهذه هي النكتة في قوله (( وفي الرقاب )) .
طيب (( والغارمين )) الغارمين أيضا تجدونها معطوفة على قوله (( وفي الرقاب )) ، ولم يقل للغارمين قال وفي الرقاب والغارمين ، أي وفي الغارمين ، في الغارمين فالصرف إليهم صرف إلى جهة .
والغارم هو الذي لحقه الغرم وهو الضمان الضمان ، وقسمهم أهل العلم إلى قسمين :
غارم لنفسه ، وغارم لإصلاح ذات البين .
فالغارم لنفسه هو الذي لزمه الغرم لمصلحته الخاصة مثل رجل استدان ليشتري بيتا استدان ليشتري بيتا هذا غارم لكن لإيش ؟ لإصلاح ذات البين لنفسه هذا غارم .
يستحق من الزكاة ما يوفي دينه يستحق من الزكاة ما يوفي دينه ولو كثر ؟ هاه طيب هل يلزم أن نعطيه المال ليوفي أو أن نوفي نحن عنه ؟ نوفي نحن عنه لأنه قال " في " جعلها معطوفة على المجرور بفي فهو جهة ، ولا يحتاج إلى أن نملكه . ولكن إذا كان هذا الرجل لو ذهبنا نحن نسدد دينه خجل وانكسر قلبه لأنه رجل من قبيلة شريفة ، ولا يحب أن يتبين للناس أنه مدين في هذه الحال هل الأولى أن نذهب نحن لنسدد عنه أو أن نعطيه بنفسه ويسدد الأفضل أن نعطيه بنفسه ويسدد لئلا يلحقه الخجل والحياء نعم . كما أنه يتأكد أن نسدد عن المدين إذا كنا نخشى إذا أعطيناه ذهب يشتري يا عبد الرحمن ما لا ينفعه إذا أعطيناه المال قلنا خذ هذه مئة ريال سدد الدين اللي عليك على طول راح اشترى موز برتقال وتفاح نعم ؟ وما يوجد في السوق من الفواكه ودعا أصحابه قال الليلة نتعلى جميع على هذه الفواكه ، وش اللي خسر الآن المئة ريال قضى دينه ولا لا ؟ إذا رأينا مثل هذا الرجل إذا رأينا مثل هذا الرجل هل نعطيه يسدد ولا نسدد عنه نحن، نحن نسدد عنه ؟ لأن إعطاؤه في الحقيقة إفساد للمال .
طيب هذا الغارم لنفسه يشترط في الغارم لنفسه ألا يكون عنده ما يوفي به فإن كان عنده ما يوفي به لم نُعْطِه ولم نسدد عنه لأن الذي عنده ما يوفي به ليس بغارم حقيقة ولا لا هو غارم
الطالب : لا
الشيخ : ليس بغارم إذا شاء أخذ من المال اللي عنده وأوفى الذي عليه فليس بغارم .
إذن الغارم لنفسه يشترط لإعطائه من الزكاة ألا يوجد عنده ما يوفي به نعم .
طيب رجل عليه غرم خمسمئة درهم ، جئنا إليه قلنا وش هذا الغرم ؟ والله هذا اشتريت به دخان نعم نوفي عنه ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما نوفي عنه ؟
الطالب : لا
الشيخ : مسكين غريم الآن صاحب الدخان ماسكه الآن يالله عطني نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هو بشاري الآن خلاص تاب إلى الله تاب توبة نصوحًا ؟
الطالب : يعطى ...
الشيخ : نقول هذا نعطيه ، إذا غرم في شيء محرم ثم تاب فإننا نعطيه بل قد يتأكد أن نعطيه لأن في ذلك تأليفًا له ، تأليفًا له فإذا رأى أن إخوانه المسلمين يعينونه إذا تاب من المحرّم نشِط في التوبة لأن الإنسان بشر كل شيء ينشطه وكل شيء يثبطه .
طيب القسم الثاني من الغارمين الغارم لإصلاح ذات البين انتبه ، الغارم لإصلاح ذات البين وهل يشترط أن يكون ذلك بين القبائل ؟ والجماعات التي يحصل فتنة كبيرة إذا لم يصطلحوا أو يكون حتى بين شخصين لذاتهما ؟ المعروف عند أهل العلم أنه يكون بين القبائل التي يحصل بالتنافر بينها فتن .
فهذا رجل طيب حبيب يحب الخير رأى بين قبيلتين خصامًا ونزاعًا وأن هذا الخصام والنزاع يشتدّ يشتدّ ويزداد ، وخاف إن زاد أو إن ترك خاف أن يصل إلى حد القتال ، فجاء فهد وذهب إلى رؤساء القبيلتين وغرم لهما مالًا وقال تعالوا أنتم أنا بعطيكم عشرة آلاف وسامحوا إخوانكم ، وجاء للآخرين قال أبى أعطيكم عشرة آلاف وسامحوا إخوانكم كم غرم ؟ عشرين ألفًا وقالوا لا بأس قالوا لا بأس ، هذا يعطى من الزكاة .
يعني هذا الرجل الطيب الخير جاء إلينا وقال يا جماعة أنا أصلحت بين هاتين القبيلتين بأن أدفع لكل واحدة منهما عشرة آلاف ريال نحن نشجعه ونقول جزاك الله خيرا نعم ، ونحن نعطيك من الزكاة لأنك أصلحت ذات البين ، وهذا الرجل غرم لأي شيء ؟ هاه غرم لإصلاح ذات البين لا لنفسه ، ولهذا نعطيه من الزكاة ما يدفع به الغرم ولو كان غنيًا ، هذا الرجل عنده مئات الآلاف نعطيه من الزكاة .
طيب فإن سدد من عنده فهل نعطيه من الزكاة ولا لا ؟ لا ما نعطيه من الزكاة ليش هاه ؟ لأنه الآن غير غارم نعم إن استقرض وأوفى وليس عنده ما يسدده أعطيناه للغرم من جهة هاه ثانية وهي الغرم لنفسه .
والحاصل أن الغارم لإصلاح ذات البين إن سلّم المال من نفسه فإنه لا يستحق لماذا ؟ لأنه ليس بغارم الآن اللهم إلا إذا كان مدفوعًا من جهة ولي الأمر قال له اذهب وأصلح بين هاتين الطائفتين أو القبيلتين ولو بمال ، ونحن نضمنه لك فذهب ودفع من ماله فحينئذ يعطى ولا لا ؟ يعطى لأنه نائب عن الإمام .
(( الغارمين وفي سبيل الله )) هذه اللي بعده ؟ وفي سبيل الله أعاد قوله في في سبيل الله لزيادة التأكيد تأكيد الظرفية سبيل الله ما هو ؟ سبيل الله في الأصل هو الطريق الموصل إلى الله فيشمل كل عمل صالح لكن المراد به هنا الجهاد في سبيل الله .
الجهاد في سبيل الله فقط لأننا لو حملناه على كل العمل الصالح لفات مقصود الحصر في قوله إنما الصدقات للفقراء ولأننا لو عممناه لتعطلت أو لأغلقت أبواب كثيرة من أبواب الخير واعتمد الناس فيها على وش عليه على الزكاة لو قلنا تبنى المساجد والمدارس وتصلح الطرق وتطبع الكتب وما أشبه ذلك انسدت أبواب الخير في هذه الجهات لأن كل إنسان يقول هذا للزكاة ولكن المراد بذلك في سبيل الله أي في الجهاد في سبيل الله خاصة وقوله في سبيل الله هل يشمل المجاهد وعتاده يعني سلاحه ودرعه وما أشبه ذلك أو يختص بالمجاهد فقط ؟ الصحيح أنه يشمل المجاهد وعتاده .
واستدل بعضهم لهذا بقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أما خالد فإنكم تظلمون خالدا فقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله ) قالوا وسبيل الله مصرف من مصارف الزكاة وخصص بعض العلماء في سبيل الله بالمجاهدين فقط فقالوا يعطى الغازي إذا لم يكن له ما يكفيه من الديوان العام للمسلمين يعني بيت المال ولا يشترى منه أسلحة .
ولكن هذا القول ضعيف لأن الله لم يقل وفي المجاهدين بل قال (( وفي سبيل الله )) فيشمل هاه العتاد والمجاهد فيعطى المجاهد ما يكفيه من مؤونة ويشترى له أسلحة أيضا وعلى هذا فصرف الزكاة في شراء الأسلحة للمجاهدين في سبيل الله صرف في وجهه ومحله .
ولكن ماهو الجهاد في سبيل الله ؟ الجهاد في سبيل الله هو أن يكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا فقط لا لشيء آخر لتكون كلمة الله هي العليا ، والذي جاء بهذا الميزان هو أعدل الناس وزنًا وهو : رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سُئِل عن الرجل يقاتل حمية ، ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله ؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله ) .
ولهذا تجد هذا الرجل المجاهد لتكون كلمة الله هي العليا لا يني ولا يفتر بل هو دائما في عمل وإصلاح وتخطيط وتكتيك كما يقولون أما الآخر الذي يقاتل لغير أن تكون كلمة الله هي العليا فتجده يكسل أحيانا وينشط أحيانا وإذا حصل له ما يريد يقول لا يهمني الباقي نعم . فالرجل الذي يقاتل ليحرر بلده لأنها بلده فقط هل هو في سبيل الله لا هذه قومية والذي يقاتل لأنه شجاع يقاتل لشجاعته والإنسان الشجاع يحب أن يقاتل دائما يعني طبيعته تملي عليه ذلك هل هو في سبيل الله ؟ لا
والذي يقاتل حمية وحدبًا على قومه فهذا أيضًا ليس في سبيل الله ، لكن إذا قال أنا أُقاتل لتكون كلمة الله هي العليا سواء في بلدي أو في غير بلدي فهذا هو الذي في سبيل الله وهو الذي يستحق من الزكاة .
أما الثامن فهو ابن السبيل، ابن السبيل ماهي السبيل الطريق كما قال الله تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) أي : الطريق وما معنى ابن الطريق ؟ ابن الطريق هل الطريق يلد أبناءً ؟ لا لكن يقال ابن الشيء للملازم له كأنه ابن له لأن الابن يلازم أباه غالبًا فيقال ابن السبيل أي الملازم للسفر اللي لا زال في سفره ، قالوا كما يقال ابن الماء لطير معروف يسمى ابن الماء لأنه دائما ما يقع إلا على الماء فيسمونه ابن الماء . ونحن نعرف ونحن صغار طائرًا يسمى دجاجة الماء
الطالب : بط
الشيخ : لا غير البط دجاجة الماء طير صغير يأتي في الخريف يكثر في الخريف وقبل أن تكثر البواريد يعني البنادق هذه وهو نجده في البيوت يعني ونصيده نعم ، نسميه دجاجة الماء .
على كل حال ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع به السفر فلم يجد ما يوصله إلى بلده ولو كان غنيًا في بلده يعطى ، الآن نفقته سرقت مثلا وانقطع نعطيه ما يوصله إلى البلد ولو كان غنيا في بلده .
طيب هل نشتري له شيئًا يعينه على سفره لو ما أعطيناه هاه لأن الله يقول (( وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل )) فجعلها معطوفة على في الدالة على الظرفية وعلى هذا فلا يشترط تمليك ابن السبيل بل يجوز أن يشتري له راحلة يسافر عليها أو نشتري له متاعا أو نعطيه هو بنفسه يشتري ولا حرج .
واعلم أن الله عز وجل تولى قسم الصدقات بنفسه فقال : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) .
فنتكلم على الآية لأنها هي الأصل في هذا الباب والأحاديث تفسير لها وبيان ومعلوم أن الإنسان إذا أراد أن يستدل يبدأ أولا بكتاب الله لأنه الأصل ولأنه لا يحتاج إلى النظر في سنده لأنه متواتر مقطوع به وإنما يحتاج إلى النظر في دلالته بخلاف السنة فتحتاج أولًا إلى النظر في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إلى النظر في دلالتها على الحكم .
فالله عز وجل يقول (( إنما الصدقات للفقراء )) وإنما تفيد الحصر يعني الصدقات لا تكون إلا في هؤلاء الأصناف :
الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل قال العلماء : والفقراء أحوج من المساكين لأن الله تعالى بدأ بهم وإنما يُبدؤ بالأهم فالأهم ، ثم قالوا : إن الفقير هو الذي يجد دون نصف الكفاية أو لا يجد شيئًا أبدا هذا الفقير وأصله موافقة القفر وهي الأرض الخالية ، القفر والفقر يتفقان في الاشتقاق الأكبر وهو الاتفاق في الحروف دون الترتيب ، دون الترتيب .
فالأرض القفر معناه الأرض الخالية والفقر هو الخلو فالفقير إذن من يجد دون نصف الكفاية أو لا يجد شيئًا ، طيب والكفاية إلى متى إلى الموت ؟ لا نعلم متى يموت الإنسان .
قال العلماء نحدد الكفاية بسنة لأن السنة هي الزمن الذي تجب فيه زكوات الأموال فنعطي هذا الرجل ما يكفيه سنة ، لأنه بعد السنة تأتي زكاة جديدة فيُعطى إلى سنة ، ثم تأتي زكاة جديدة فيعطى إلى سنة وهلم جرًا ، إذن قدرنا الكفاية بماذا هاه ؟ بالسنة وجهه ما ذكرنا .
المسكين هو المحتاج وسمي المحتاج مسكينا لأن الحاجة أسكنته ، لأن العادة أن الإنسان الغني يكون عنده رِفعَة رأس وسلطة في القول والفعل ويتصدر المجالس ، بخلاف الفقير المحتاج فإنه قد أسكنته الحاجة لكنه أحسنُ حالًا من الفقير لأنه يجد نصف الكفاية ودون الكفاية . يجد نصف الكفاية ودون الكفاية . طيب هذان يأخذان لحاجتهما .
وقوله : (( والعاملين عليها )) هم الذين ينصبهم السلطان لقبض الزكاة وقسمها وتفريقها فهم جهة ولاية وليسوا جهة وكالة ، ولهذا قال (( العاملين عليها )) فأتى بعلى الدالة على أن لهم سلطة الولاية ، لأن على تفيد العلو بخلاف الوكيل ، وكيل شخص يؤدي زكاته ليس من العاملين عليها ، فأنا إذا وكلتُك تحصي زكاة مالي وتخرجها فلست من العاملين عليها بخلاف الذين ينصبهم السلطان الإمام فإنهم عاملون عليها لأن لهم نوع ولاية .
وهؤلاء يعطون بقدر أجرتهم أي بقدر العمل الذي قاموا به لأنهم استحقوها بوصف ومن استحق بوصف كان له من الحق بمقدار ما له من ذلك الوصف فيعطَون قدر أجورهم وهؤلاء يعطون للحاجة إليهم لا لحاجتهم انتبه ولهذا يعطون ولو كانوا أغنياء لأنهم يعطون على عمل للحاجة إليهم فنعطيهم بقدر عملهم .
أما الرابع فالمؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوبهم مؤلفة هذه اسم مفعول وقلوب : نائب فاعل ا.
لمؤلفة قلوبهم هم الذين نفرت قلوبهم واشمأزت من الإسلام وكرهت الإسلام وكرهت المسلمين فهم يودون العدوان على المسلمين وعلى الإسلام فيعطَون ما يحصل به التأليف ، يعطون ما يحصل به التأليف ، لأنهم استحقوا بوصف فاستحقوا بمقدار ما يحصل به ذلك الوصف .
يعني لهم شيء معين ولا لا ؟ هاه لا ما يحصل به التأليف والناس يختلفون فيما يحصل به التأليف منهم من نفسه كبيرة لا يؤلفها إلا مال كثير ، ومنهم من دون ذلك يؤلفه المال القليل المهم أن نعطي من الزكاة ما يحصل به التأليف . ذكرت أن التأليف إنما يكون لمن كان في نفرة هاه عن الإسلام أو عن المسلمين وعلى هذا فيعطى المؤلف ما يقوى به إيمانه ويحبب الإسلام إليه ويعطى من ليس في قلبه إيمان ولكن يخشى من شره يعطى ما يدفع به شره ولو كان كافرا حتى لو كان كافرا يخشى من شره على المسلمين فإننا نعطيه من الزكاة ماهو من بيت المال فقط من الزكاة ما ندفع به شره .
انتبهوا لهذه النقطة لأن بعض الناس يعترض مثلا يقول ليش نعطي الكفار لماذا نعطي الكفار من أموال المسلمين نقول نعم إذا كان هؤلاء الكفار يخشى من شرهم وفعلا لهم شر وإذا أعطيناهم ألفناهم ودفعنا شرهم فإننا نعطيهم تأليفا لقلوبهم لا على الإسلام لأنهم مستكبرون ولكن هاه لدفع شرهم عن المسلمين طيب هؤلاء يعطون لإيش هاه لتأليفهم على الإيمان أو لدفع شرهم هؤلاء أربعة للفقراء والمساكين وهؤلاء يعطون لحاجتهم والعاملين عليها يعطون للحاجة إليهم والمؤلفة قلوبهم بعضهم يعطى لحاجته وبعضهم يعطى للحاجة إليه أما الذي يعطى لحاجته فهو الذي يؤلف على هاه على الإسلام والإيمان لأن ذلك من مصلحته والذي يعطى للحاجة إليه هو الذي يعطى هاه لدفع شره هذه نعطيه لأننا نحن بحاجة إلى دفع شره .
ثم قال (( وفي الرقاب )) وأنت ترى الآن أن حرف الجر اختلف ويبيّن لنا فهد وجه الاختلاف فيه
الطالب : ...
الشيخ : وهذه بفي في الرقاب .
الرقاب جمع رقبة وذكر العلماء أنها ثلاثة أنواع : مسلم أسير عند الكفار يعطى الكفار من الزكاة لفك رقبته هذا من الرقاب .
الثاني : عبد عند سيده اشتريناه منه لنعتقه هذا أيضا في الرقاب .
الثالث : مكاًتَب اشترى نفسه من سيده فنعطيه ما يسدد به كتابته هذا أيضا في الرقاب .
وهؤلاء يعطون لإيش ؟ لحاجتهم لكن لا يعطون هم ولهذا قال " في " الدالة على الظرفية لأن هذه جهة وليست تمليك .
العبد لا نعطيه هو نعطي سيده صح ؟ نعطي سيده الأسير عند الكفار ما نعطيه هو من نعطي ؟ هاه الكفار الذين أسروه ، المكاتب : نعطي سيده ، وهذه هي النكتة في قوله (( وفي الرقاب )) .
طيب (( والغارمين )) الغارمين أيضا تجدونها معطوفة على قوله (( وفي الرقاب )) ، ولم يقل للغارمين قال وفي الرقاب والغارمين ، أي وفي الغارمين ، في الغارمين فالصرف إليهم صرف إلى جهة .
والغارم هو الذي لحقه الغرم وهو الضمان الضمان ، وقسمهم أهل العلم إلى قسمين :
غارم لنفسه ، وغارم لإصلاح ذات البين .
فالغارم لنفسه هو الذي لزمه الغرم لمصلحته الخاصة مثل رجل استدان ليشتري بيتا استدان ليشتري بيتا هذا غارم لكن لإيش ؟ لإصلاح ذات البين لنفسه هذا غارم .
يستحق من الزكاة ما يوفي دينه يستحق من الزكاة ما يوفي دينه ولو كثر ؟ هاه طيب هل يلزم أن نعطيه المال ليوفي أو أن نوفي نحن عنه ؟ نوفي نحن عنه لأنه قال " في " جعلها معطوفة على المجرور بفي فهو جهة ، ولا يحتاج إلى أن نملكه . ولكن إذا كان هذا الرجل لو ذهبنا نحن نسدد دينه خجل وانكسر قلبه لأنه رجل من قبيلة شريفة ، ولا يحب أن يتبين للناس أنه مدين في هذه الحال هل الأولى أن نذهب نحن لنسدد عنه أو أن نعطيه بنفسه ويسدد الأفضل أن نعطيه بنفسه ويسدد لئلا يلحقه الخجل والحياء نعم . كما أنه يتأكد أن نسدد عن المدين إذا كنا نخشى إذا أعطيناه ذهب يشتري يا عبد الرحمن ما لا ينفعه إذا أعطيناه المال قلنا خذ هذه مئة ريال سدد الدين اللي عليك على طول راح اشترى موز برتقال وتفاح نعم ؟ وما يوجد في السوق من الفواكه ودعا أصحابه قال الليلة نتعلى جميع على هذه الفواكه ، وش اللي خسر الآن المئة ريال قضى دينه ولا لا ؟ إذا رأينا مثل هذا الرجل إذا رأينا مثل هذا الرجل هل نعطيه يسدد ولا نسدد عنه نحن، نحن نسدد عنه ؟ لأن إعطاؤه في الحقيقة إفساد للمال .
طيب هذا الغارم لنفسه يشترط في الغارم لنفسه ألا يكون عنده ما يوفي به فإن كان عنده ما يوفي به لم نُعْطِه ولم نسدد عنه لأن الذي عنده ما يوفي به ليس بغارم حقيقة ولا لا هو غارم
الطالب : لا
الشيخ : ليس بغارم إذا شاء أخذ من المال اللي عنده وأوفى الذي عليه فليس بغارم .
إذن الغارم لنفسه يشترط لإعطائه من الزكاة ألا يوجد عنده ما يوفي به نعم .
طيب رجل عليه غرم خمسمئة درهم ، جئنا إليه قلنا وش هذا الغرم ؟ والله هذا اشتريت به دخان نعم نوفي عنه ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما نوفي عنه ؟
الطالب : لا
الشيخ : مسكين غريم الآن صاحب الدخان ماسكه الآن يالله عطني نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هو بشاري الآن خلاص تاب إلى الله تاب توبة نصوحًا ؟
الطالب : يعطى ...
الشيخ : نقول هذا نعطيه ، إذا غرم في شيء محرم ثم تاب فإننا نعطيه بل قد يتأكد أن نعطيه لأن في ذلك تأليفًا له ، تأليفًا له فإذا رأى أن إخوانه المسلمين يعينونه إذا تاب من المحرّم نشِط في التوبة لأن الإنسان بشر كل شيء ينشطه وكل شيء يثبطه .
طيب القسم الثاني من الغارمين الغارم لإصلاح ذات البين انتبه ، الغارم لإصلاح ذات البين وهل يشترط أن يكون ذلك بين القبائل ؟ والجماعات التي يحصل فتنة كبيرة إذا لم يصطلحوا أو يكون حتى بين شخصين لذاتهما ؟ المعروف عند أهل العلم أنه يكون بين القبائل التي يحصل بالتنافر بينها فتن .
فهذا رجل طيب حبيب يحب الخير رأى بين قبيلتين خصامًا ونزاعًا وأن هذا الخصام والنزاع يشتدّ يشتدّ ويزداد ، وخاف إن زاد أو إن ترك خاف أن يصل إلى حد القتال ، فجاء فهد وذهب إلى رؤساء القبيلتين وغرم لهما مالًا وقال تعالوا أنتم أنا بعطيكم عشرة آلاف وسامحوا إخوانكم ، وجاء للآخرين قال أبى أعطيكم عشرة آلاف وسامحوا إخوانكم كم غرم ؟ عشرين ألفًا وقالوا لا بأس قالوا لا بأس ، هذا يعطى من الزكاة .
يعني هذا الرجل الطيب الخير جاء إلينا وقال يا جماعة أنا أصلحت بين هاتين القبيلتين بأن أدفع لكل واحدة منهما عشرة آلاف ريال نحن نشجعه ونقول جزاك الله خيرا نعم ، ونحن نعطيك من الزكاة لأنك أصلحت ذات البين ، وهذا الرجل غرم لأي شيء ؟ هاه غرم لإصلاح ذات البين لا لنفسه ، ولهذا نعطيه من الزكاة ما يدفع به الغرم ولو كان غنيًا ، هذا الرجل عنده مئات الآلاف نعطيه من الزكاة .
طيب فإن سدد من عنده فهل نعطيه من الزكاة ولا لا ؟ لا ما نعطيه من الزكاة ليش هاه ؟ لأنه الآن غير غارم نعم إن استقرض وأوفى وليس عنده ما يسدده أعطيناه للغرم من جهة هاه ثانية وهي الغرم لنفسه .
والحاصل أن الغارم لإصلاح ذات البين إن سلّم المال من نفسه فإنه لا يستحق لماذا ؟ لأنه ليس بغارم الآن اللهم إلا إذا كان مدفوعًا من جهة ولي الأمر قال له اذهب وأصلح بين هاتين الطائفتين أو القبيلتين ولو بمال ، ونحن نضمنه لك فذهب ودفع من ماله فحينئذ يعطى ولا لا ؟ يعطى لأنه نائب عن الإمام .
(( الغارمين وفي سبيل الله )) هذه اللي بعده ؟ وفي سبيل الله أعاد قوله في في سبيل الله لزيادة التأكيد تأكيد الظرفية سبيل الله ما هو ؟ سبيل الله في الأصل هو الطريق الموصل إلى الله فيشمل كل عمل صالح لكن المراد به هنا الجهاد في سبيل الله .
الجهاد في سبيل الله فقط لأننا لو حملناه على كل العمل الصالح لفات مقصود الحصر في قوله إنما الصدقات للفقراء ولأننا لو عممناه لتعطلت أو لأغلقت أبواب كثيرة من أبواب الخير واعتمد الناس فيها على وش عليه على الزكاة لو قلنا تبنى المساجد والمدارس وتصلح الطرق وتطبع الكتب وما أشبه ذلك انسدت أبواب الخير في هذه الجهات لأن كل إنسان يقول هذا للزكاة ولكن المراد بذلك في سبيل الله أي في الجهاد في سبيل الله خاصة وقوله في سبيل الله هل يشمل المجاهد وعتاده يعني سلاحه ودرعه وما أشبه ذلك أو يختص بالمجاهد فقط ؟ الصحيح أنه يشمل المجاهد وعتاده .
واستدل بعضهم لهذا بقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أما خالد فإنكم تظلمون خالدا فقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله ) قالوا وسبيل الله مصرف من مصارف الزكاة وخصص بعض العلماء في سبيل الله بالمجاهدين فقط فقالوا يعطى الغازي إذا لم يكن له ما يكفيه من الديوان العام للمسلمين يعني بيت المال ولا يشترى منه أسلحة .
ولكن هذا القول ضعيف لأن الله لم يقل وفي المجاهدين بل قال (( وفي سبيل الله )) فيشمل هاه العتاد والمجاهد فيعطى المجاهد ما يكفيه من مؤونة ويشترى له أسلحة أيضا وعلى هذا فصرف الزكاة في شراء الأسلحة للمجاهدين في سبيل الله صرف في وجهه ومحله .
ولكن ماهو الجهاد في سبيل الله ؟ الجهاد في سبيل الله هو أن يكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا فقط لا لشيء آخر لتكون كلمة الله هي العليا ، والذي جاء بهذا الميزان هو أعدل الناس وزنًا وهو : رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سُئِل عن الرجل يقاتل حمية ، ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله ؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله ) .
ولهذا تجد هذا الرجل المجاهد لتكون كلمة الله هي العليا لا يني ولا يفتر بل هو دائما في عمل وإصلاح وتخطيط وتكتيك كما يقولون أما الآخر الذي يقاتل لغير أن تكون كلمة الله هي العليا فتجده يكسل أحيانا وينشط أحيانا وإذا حصل له ما يريد يقول لا يهمني الباقي نعم . فالرجل الذي يقاتل ليحرر بلده لأنها بلده فقط هل هو في سبيل الله لا هذه قومية والذي يقاتل لأنه شجاع يقاتل لشجاعته والإنسان الشجاع يحب أن يقاتل دائما يعني طبيعته تملي عليه ذلك هل هو في سبيل الله ؟ لا
والذي يقاتل حمية وحدبًا على قومه فهذا أيضًا ليس في سبيل الله ، لكن إذا قال أنا أُقاتل لتكون كلمة الله هي العليا سواء في بلدي أو في غير بلدي فهذا هو الذي في سبيل الله وهو الذي يستحق من الزكاة .
أما الثامن فهو ابن السبيل، ابن السبيل ماهي السبيل الطريق كما قال الله تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) أي : الطريق وما معنى ابن الطريق ؟ ابن الطريق هل الطريق يلد أبناءً ؟ لا لكن يقال ابن الشيء للملازم له كأنه ابن له لأن الابن يلازم أباه غالبًا فيقال ابن السبيل أي الملازم للسفر اللي لا زال في سفره ، قالوا كما يقال ابن الماء لطير معروف يسمى ابن الماء لأنه دائما ما يقع إلا على الماء فيسمونه ابن الماء . ونحن نعرف ونحن صغار طائرًا يسمى دجاجة الماء
الطالب : بط
الشيخ : لا غير البط دجاجة الماء طير صغير يأتي في الخريف يكثر في الخريف وقبل أن تكثر البواريد يعني البنادق هذه وهو نجده في البيوت يعني ونصيده نعم ، نسميه دجاجة الماء .
على كل حال ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع به السفر فلم يجد ما يوصله إلى بلده ولو كان غنيًا في بلده يعطى ، الآن نفقته سرقت مثلا وانقطع نعطيه ما يوصله إلى البلد ولو كان غنيا في بلده .
طيب هل نشتري له شيئًا يعينه على سفره لو ما أعطيناه هاه لأن الله يقول (( وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل )) فجعلها معطوفة على في الدالة على الظرفية وعلى هذا فلا يشترط تمليك ابن السبيل بل يجوز أن يشتري له راحلة يسافر عليها أو نشتري له متاعا أو نعطيه هو بنفسه يشتري ولا حرج .