وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار :( أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة ، فقلب فيهما النظر ، فرآهما جلدين فقال: إن شئتما أعطيتكما ، ولا حظ فيها لغني ، ولا لقوي مكتسب ). رواه أحمد ، وقواه أبو داود والنسائي . حفظ
الشيخ : وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار رضي الله عنه أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة نعم من الصدقة فقلّب فيهما النظر فرآهما جلدين فقال ( إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب ) رواه أحمد وقواه أبو داود والنسائي .
قوله : أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله الله في هذا إشكال يا خليل وهو جهالة هذين الرجلين ، وهذا يجعل الحديث مردودا لأن جهالة الراوي قدح في المروي وش تقول يا خليل ؟ صح
الطالب : ... لا تضر الحديث ...
الشيخ : إيه
الطالب : الذين ...
الشيخ : لا تضر جهالتهما
الطالب : لا تضر جهالتهما
الشيخ : نعم صح ... يا خليل
الطالب : ... روايين يعني
الشيخ : هما راويين .
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار رضي الله عنه أن رجلين حدثاه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فقلّب فيهما النظر إلى آخره ، أولًا : قال أن رجلين حدثاه هذان الرجلان مبهمان مجهولان ولكن جهالتهما لا تضر لأنهما صحابيان والصحابي لا تضر جهالته ثانيا : قال يسألانه من الصدقة يسألانه السؤال يطلق على طلب المال ويطلق على الاستخبار الاستفهام عن الشيء فإن كان للمعنى الأول تعدى إلى المفعول الثاني بنفسه وإن كان للمعنى الثاني تعدى إلى المفعول الثاني بلفظه عنه فتقول : سألت فلانا مالا هاه هذا سؤال إيش سؤال العطاء سؤال العطاء وسألت فلانا عن كذا سؤال الاستفهام نعم .
ولهذا قال الله تعالى (( يسألونك ماذا أحل لهم )) (( ويسألونك عن الجبال )) (( ويسألونك عن اليتامى )) وأما سأله بمعنى طلب الإعطاء فإنه يتعدى بنفسه إلى المفعول الثاني مثل سألت زيدًا نعم مالًا .
وقد يتعدى بمن مثل قوله تعالى (( واسألوا الله من فضله )) إذا قلت المراد بها بيان الجنس هنا يسألانه من الصدقة من أي النوعين من سؤال العطاء المعدى بمن مثل (( واسألوا الله من فضله )) يسألانه من الصدقة أي من الزكاة لأن الغالب ما يكون عند الرسول عليه الصلاة والسلام من الزكوات .
فقلّب فيهما النظر فرآهما جلدين : قلّب فيهما النظر يعني معناه أنه جعل ينظر إليهما بإمعان ودقة ، فرآهما جلدين أي قويين والجلد معناه القوة والصبر ومنه تجلّد على كذا أي تصبر عليه ومعنى جلدين أي قويين .
فقال ( إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب ) رواه أحمد وقواه وأبو داود والنسائي .
قال الإمام أحمد " ما أجوده من حديث " نعم يقول ( إن شئتما أعطيتكما ) يعني أنه عليه الصلاة والسلام لا يرد سائلًا لكن أراد هنا أن يبين لهما الحكم فإن كانا من أهل الصدقة أعطاهما وإن لم يكونا من أهل الصدقة لم يعطهما .
ولكنه بيّن فقال ( لا حظ فيها الحظ ) بمعنى النصيب ومنه قوله تعالى (( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) أي ذو نصيب عظيم وقوله ( فيها ) أي في الصدقة ( لغني ولا لقوي مكتسب ) الغني هنا : نفسره بما فسرناه بالغني في الحديث الأول وهو الذي يجد كفايته وكفاية عائلته لمدة سنة .
قال ( ولا لقوي مكتسب ) اشترط النبي عليه الصلاة والسلام شرطين القوة والاكتساب فإن كان قويًا ولا كسب له ؟ حلّت له ، وإن كان مكتسبًا لكن لا قوة له فإنها تحل له كرجل ذي صنعة يعرف ولكنه مريض ما يستطيع أن يعمل فهذا تحل له الزكاة .
إذن هذان الاثنان الغني والقوي المكتسب فالغني هو الغني بماله والقوي المكتسب هو الغني بصنعته واكتسابه طيب هذا الحديث معناه ظاهر الإجمالي أن رجلين أتيا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام يسألانه من الصدقة فبيّن لهما الحكم .