وعن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس ). وفي رواية :( وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) رواه مسلم . حفظ
الشيخ : وعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ) وفي رواية ( وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) رواه مسلم قال ( إن الصدقة ) الصدقة هنا كلمة عامة تشمل الزكاة وصدقة التطوع أما كونها تشمل صدقة التطوع فظاهر لأن الصدقة في الأصل لا يفهم منها عرفا إلا الصدقة التطوع وأما شمولها للصدقة الواجبة فلقوله تعالى (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) وهذه هي الزكاة لقوله في آخرها (( فريضة من الله والله عليم حكيم )) هنا هل المراد بالصدقة الواجبة والمستحبة أم الواجبة ؟ ننظر إن أشرنا بالعموم قلنا إنها شاملة لصدقة التطوع والواجبة وهي الزكاة وإن نظرنا إلى التعليل إنما هي أوساخ الناس رجحنا أن المراد به الزكاة لأن الزكاة هي التي تنظف المال وتطهره من الآفات فهي إذن كالماء الذي تغسل به النجاسات فيكون وسخا وهذا التعليل لا ينطبق على صدقة التطوع لأن صدقة التطوع مكفرة للذنوب وليست مطهرة للأموال لأنها ليست واجبة على هذا هو ما ذهب إليه الجمهور أن المراد بالصدقة هنا إيش الزكاة ولكن بعض أهل العلم يقول إنها عامة تشمل الصدقة الواجبة وصدقة التطوع نعم .
يقول ( إن الصدقة لا تنبغي ) سبق لنا أن كلمة لا تنبغي في القرآن والسنة معناه الامتناع يعني ممتنع لا تحل لآل محمد آل محمد هم بنو هاشم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم فمن كان من ذريته من ذرية هاشم فهو من آل محمد ومن فوقهم من بني عبدمناف ومن فوقه فإنهم ليسوا من آل محمد فالآل آل الشخص إلى الجد الرابع فقط .
إذن لا تحل لبني هاشم ذكورهم وإناثهم لأنه قال ( لا تنبغي لآل محمد ) ثم قال ( إنما هي أوساخ الناس ) : هذه الجملة كما تشاهدون جملة حصرية طريق الحصر فيها إنما يعني ماهي إلا أوساخ الناس وأوساخ الناس لا ينبغي أن تكون لأطيب الناس عرقا وهم بنو هاشم فإن بني هاشم أطيب الناس عرقا ونسبا فلا تحل لهم الزكاة لأنهم أشرف من أن يأخذوا أوساخ الناس نعم هذا معنى الحديث .
وقوله ( أوساخ الناس ) المراد بالناس هنا الناس الذين عليهم زكاة لا كل أحد لأنه ليس كل أحد عليه أن يزكي فهو إذن عام أريد به الخاص عام أريد به الخاص .
أحيانا نسمع عام مخصوص ونسمع عام أريد به الخاص فهل بينهما فرق نعم الفرق بينهما أن العام المخصوص أنه لفظ عام أريد عمومه ثم أخرج من هذا العموم شيء من الأفراد أخرج من العموم شيء من الأفراد (( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا )) الإنسان عام إيش مخصوص لأنه قال (( إلا الذين آمنوا )) والاستثناء هذا يخرج بعض أفراد العموم ( فيما سقت السماء العشر ) هذا عام ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ) هذا مخصص فالعام المخصوص هو الذي أريد عمومه ، أولا ثم أخرج منه بعض الأفراد وعلى هذا فيكون حجة فيما عدا التخصيص فإذا استدل أحد بعمومه على أي فرد من أفراده فاحتجاجه صحيح إلا في الفرد الذي خصص واضح طيب .
ثانيًا أن العام المخصوص يصح الاستثناء منه بخلاف العام الذي أريد به الخاص فإنه لا يصح الاستثناء منه طيب العام الخاص في الوجه الأول لا يراد به العموم أصلا بل يراد به شيء معيّن وعلى هذا فأي أحد يدخل فيه شيئا من العموم فإنه ممنوع لماذا لأنه أريد به الخاص فلا يمكن أن ندخل فيه شيئا من العموم ثانيا أن الذي أريد به الخاص إذا دل على فرد لا يمكن الاستثناء منه مثاله (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) قالوا إن المراد بالناس هاه أبو سفيان (( إن الناس قد جمعوا لكم ))
والمراد بالناس الذين قالوا عن الناس الرجل الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن قريشا جمعوا لهم فهو إذن عام أريد به الخاص فالأول من عين ابن مسعود والثاني أبو سفيان هكذا قيل وعلى كل حال هذا الفرق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص .