وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال :( مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله . أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ، ونحن وهم بمنزلة واحدة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ). رواه البخاري . حفظ
الشيخ : وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال " مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن وهم بمنزلة واحدة ؟ " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) رواه البخاري .
قوله : مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم : يعني سرت أنا وإياه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا الغرض ولهذه الحاجة الغرض أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطى بني المطلب من خمس خيبر أعطاهم من خمس خيبر والله عز وجل يقول (( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول )) والذي لله وللرسول يصرف في مصالح المسلمين العامة الذي يسمى الفيء (( ولذي القربى )) يعني قرابة النبي عليه الصلاة والسلام من يدخل بذي القربى بنو هاشم .
قلنا إنهم آل الرسول ومن قرابته لا شك بنو المطلب نعم ننظر الرسول عليه الصلاة والسلام جعلهم في الخمس قسمين بنو المطلب يعني عبد شمس ونوفل وهاشم والرابع من هو ؟ هاه
الطالب : ...
الشيخ : هاشم بن عبد مناف عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم كم ذولي ؟ أربعة بطنان أعطاهم النبي عليه الصلاة والسلام من الخمس وبطنان لم يعطهم مع أن الأربعة كلهم أبناء رجل واحد وعثمان بن عفان وجبير بن مطعم من البطنين الممنوعين .
فذهبا إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال كيف تعطي هؤلاء ونحن وإياهم بمنزلة واحدة ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد لماذا ؟
لأن بني المطلب لما صارت محاصرة قريش لبني هاشم إثر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بنو المطلب انضموا إلى بني هاشم وصاروا معهم وحصروا في الشعب وأما بنو عبدشمس ونوفل فإنهم صاروا مع قريش ولهذا كان أبو طالب يقول في لاميته المشهورة
" جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا *** عقوبة شر عاجل غير آجل "
ليش ؟ لأنهم خذلوهم فهم بنو عمهم وكان الواجب عليهم ولو من حيث القرابة أن يكونوا معهم لكن كانوا مع هؤلاء مع قريش .
لذلك لما ساعدوا بني هاشم وكانوا معهم في النصرة والولاء على قريش جعل لهم النبي صلى الله عليه وسلم سهم من الغنيمة وجعلهم شيئا واحدا فهذه هي قصة الحديث الذي جاء به المؤلف وجاء به المؤلف عقب قوله ( إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد ) إشارة إلى أن بني المطلب لا تحل لهم الزكاة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) أيضا ربما يقال وإشارة إلى بيان الحكمة في أنهم لا يعطون من الزكاة ويجعل لهم بدلا من ذلك وهو إيش ؟ الخمس إشارة إلى أن بني المطلب وبنو هاشم يأخذون من الخمس وكأن منعهم من الزكاة جعل لهم عوضا عنه وهو الخمس .
ثم هل بنو المطلب تحل لهم الزكاة ؟ أو لا في هذا قولان لأهل العلم :
منهم من قال إنها لا تحل لهم الزكاة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ) هذا واحد ثانيًا ولأنهم يشاركون بني هاشم في الخمس فإذا شاركوهم في المغنم شاركوهم في الحرمان نعم من الزكاة ومن العلماء من يقول إنها تحل لهم لأن العلة في منع الزكاة على بني هاشم هي القرابة ، ومعلوم أن بنو المطلب بنو عم لبني هاشم وليسوا من بني هاشم ولو كانت العلة القرابة لكان بنو عبدشمس ونوفل هاه يمنعون من الزكاة يعني لو منعنا بني المطلب من الزكاة لمنعنا أيضا بني عبدشمس ونوفل وفي هذه المسألة عن الإمام أحمد رحمه الله روايتان رواية أنها تحل لبني المطلب وهي المذهب والرواية الثانية أنها لا تحل وهي التي مشى عليها صاحب زاد المستقنع كما مر علينا أنها لا تدفع إلى هاشم ومطلب والصحيح أنها تدفع إلى بني المطلب وأن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما أعطاهم من الخمس لا من أجل قرابتهم ولكن من أجل النصرة والحماية حيث كانوا مع بني هاشم على قريش ولو كانت العلة القرابة لم يكن فرق بينهم وبين بني عبدشمس ونوفل .