فوائد حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم ...). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث أولًا من الفوائد :
جواز استعمال الرجل على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث هذا الرجل ولكن يشترط في الرجل الذي يستعمل على الصدقة يشترط فيه شرطان : العلم والأمانة .
العلم بماذا ؟ العلم بأحكام الزكاة أخذًا وإعطاءً فيعرف الأموال الزكوية ، ويعرف مقدار الأنصبة ويعرف مقدار الواجب ويعرف المستحِق إذا كان قد وُكِل إليه الصرف انتبهوا .
ويشترط أيضًا : أن يكون أمينًا وهذان الشرطان القوة والأمانة شرطان في كل عمل، كل عمل لابد أن يكون الإنسان فيه قويًا وأن يكون أمينًا عليه وقد ذُكِرَ هذا في موضعين من كتاب الله فقالت إحدى البنتين لأبيها صاحب مدين (( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) وقال العفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) لقوي أمين .
فكل عمل لابد فيه من القوة عليه ومن الأمانة كون العامل إيش ؟ أمينًا قويًا ، قويًا يعني أنه يعلم الزكاة أنصباءها مقدار الواجب ومستحقها حتى يصرفها إذا وكل إليه الصرف .
طيب وأمينا بحيث لا يخون فإن خان فإن كان خائنا أو يخاف من الخيانة فإنه لا يجوز أن يولَّى طيب ومن فوائد الحديث : جواز إخبار الإنسان بما ينتفع به انتفاعًا دنيويًا ، أو بعبارة أخرى جواز طلب المشاركة من شخص لينتفع بما شارك فيه انتفاعًا دنيويًا هاه الدليل ؟ اصحبني فإنك تصيب منها .
ومن فوائد الحديث : ورع الصحابة رضي الله عنهم فإن أبا رافع رضي الله عنه مع كون هذا الرجل شجعه على الذهاب معه امتنع قال حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على كمال الورع في الصحابة رضي الله عنهم .
وهناك شيئا يسمى ورعا وشيئا يسمى زهدا وبينهما فرق فرّق بينهما ابن القيم بقوله الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة وبينهما فرق هاه ؟ طيب يتبين الفرق في مباشرة شيء لا نفع فيه ولا ضرر فمباشرته لا تنافي الورع ولكنها تنافي الزهد لأن الزاهد هو الذي يفعل مافيه المنفعة والمصلحة وأما ما لا منفعة فيه في الآخرة فيتركه .
ومن فوائد الحديث أيضا أن مولى بني هاشم لا تحل له الصدقة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) ومنها أنه قد يستدل بعمومه على أن مولى القوم وارث
الطالب : لا
الشيخ : هاه قال ( مولى القوم من أنفسهم ) هل يعني يستدل به أن مولى القوم وارث هاه ؟
الطالب : لا لا
الشيخ : نشوف أما جمهور العلماء فيقولون إن المولى من أسفل لا يرث وإنما الوارث المولى من أعلى لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الولاء لمن أعتق ) .
وأما المعتَق فإن مولى سيده الذي أعتقه إذا لم يوجد له عاصب يذهب إلى بيت المال ولا يعطى العتيق .
ولكن بعض العلماء قال إن المولى من أسفل يرث إذا لم يوجد عاصب سواه ولا صاحب فرض وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة أنها ترث لقيطها وعتيقها وولدها الذي لاعنت عليه .
طيب وفيه أيضًا جواز إطلاق المولى على بني آدم وأن تقول هذا فلان مولاي وما أشبه ذلك نعم وهو كذلك ، وقد قال الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )) نعم (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) فالمولى تطلق على الله عز وجل وتطلق على المخلوق لكن إطلاقها على المخلوق ليس كإطلاقها على الله لأن الله سبحانه وتعالى له الولاية المطلقة وأما الإنسان فولايته مقيدة .
ومن فوائد الحديث أيضًا حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وإقناعه لأنه قال للرجل ( مولى القوم من أنفسهم ) وبيّن له أنهم لا تحل لهم الصدقة نعم طيب .
ومنها أيضا أنه يجوز الاقتصار على المقدمات وإن لم تذكر النتيجة إذا فهمت من السياق لأن ذكر النتيجة وقد فهمت من السياق لا يفيد إلا التطويل نعم .
طيب كيف ذلك ؟ انظر قال ( إن مولى القوم من أنفسهم ) هذه المقدمة الأولى ، ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) هذه المقدمة الثانية والنتيجة ؟ فلا تحل لك الصدقة لا حاجة إلى ذكرها إذا كانت معلومة من المقدمات لأن ذكر النتيجة بعد العلم يعتبر تطويلًا لا فائدة منه .
فلهذا نقول إنما يجعجع به المنطقيون من تلك المقدمات والنتائج الطويلة العريضة أكثرها لا حاجة إليه ، أكثرها لا حاجة إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول " كنت أعلم دائما أن المنطق اليوناني لا ينتفع به البليد ولا يحتاج إليه الذكي " ، لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد إذن فهو تطويل بلا فائدة .
ما دام الذكي ما يحتاج إليه والبليد لا ينتفع به نعم إن قرأه البليد شوش عليه وخلا أفكاره تحوم وتدور على غير فائدة ، وإن قرأه الذكي قال لا حاجة لي به وإنما هو مضيعة للوقت طيب .
ومن فوائد الحديث أيضًا : وجوب التصريح بالحق ولو على النفس لقوله ( إنها لا تحل لنا الصدقة ) وهكذا يجب أن يذكر الإنسان ما له وما عليه قائمًا لله تعالى بذلك بالقسط (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) .
وبعض الناس تجده مع الطمع والجشع يحاول أن يأخذ ما لا يستحق بالطرق الملتوية ولكن العاقل على خلاف ذلك .
وعن سالم بن عبد الله
الطالب : ...
جواز استعمال الرجل على الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث هذا الرجل ولكن يشترط في الرجل الذي يستعمل على الصدقة يشترط فيه شرطان : العلم والأمانة .
العلم بماذا ؟ العلم بأحكام الزكاة أخذًا وإعطاءً فيعرف الأموال الزكوية ، ويعرف مقدار الأنصبة ويعرف مقدار الواجب ويعرف المستحِق إذا كان قد وُكِل إليه الصرف انتبهوا .
ويشترط أيضًا : أن يكون أمينًا وهذان الشرطان القوة والأمانة شرطان في كل عمل، كل عمل لابد أن يكون الإنسان فيه قويًا وأن يكون أمينًا عليه وقد ذُكِرَ هذا في موضعين من كتاب الله فقالت إحدى البنتين لأبيها صاحب مدين (( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) وقال العفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) لقوي أمين .
فكل عمل لابد فيه من القوة عليه ومن الأمانة كون العامل إيش ؟ أمينًا قويًا ، قويًا يعني أنه يعلم الزكاة أنصباءها مقدار الواجب ومستحقها حتى يصرفها إذا وكل إليه الصرف .
طيب وأمينا بحيث لا يخون فإن خان فإن كان خائنا أو يخاف من الخيانة فإنه لا يجوز أن يولَّى طيب ومن فوائد الحديث : جواز إخبار الإنسان بما ينتفع به انتفاعًا دنيويًا ، أو بعبارة أخرى جواز طلب المشاركة من شخص لينتفع بما شارك فيه انتفاعًا دنيويًا هاه الدليل ؟ اصحبني فإنك تصيب منها .
ومن فوائد الحديث : ورع الصحابة رضي الله عنهم فإن أبا رافع رضي الله عنه مع كون هذا الرجل شجعه على الذهاب معه امتنع قال حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على كمال الورع في الصحابة رضي الله عنهم .
وهناك شيئا يسمى ورعا وشيئا يسمى زهدا وبينهما فرق فرّق بينهما ابن القيم بقوله الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة وبينهما فرق هاه ؟ طيب يتبين الفرق في مباشرة شيء لا نفع فيه ولا ضرر فمباشرته لا تنافي الورع ولكنها تنافي الزهد لأن الزاهد هو الذي يفعل مافيه المنفعة والمصلحة وأما ما لا منفعة فيه في الآخرة فيتركه .
ومن فوائد الحديث أيضا أن مولى بني هاشم لا تحل له الصدقة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( مولى القوم من أنفسهم ) ومنها أنه قد يستدل بعمومه على أن مولى القوم وارث
الطالب : لا
الشيخ : هاه قال ( مولى القوم من أنفسهم ) هل يعني يستدل به أن مولى القوم وارث هاه ؟
الطالب : لا لا
الشيخ : نشوف أما جمهور العلماء فيقولون إن المولى من أسفل لا يرث وإنما الوارث المولى من أعلى لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الولاء لمن أعتق ) .
وأما المعتَق فإن مولى سيده الذي أعتقه إذا لم يوجد له عاصب يذهب إلى بيت المال ولا يعطى العتيق .
ولكن بعض العلماء قال إن المولى من أسفل يرث إذا لم يوجد عاصب سواه ولا صاحب فرض وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة أنها ترث لقيطها وعتيقها وولدها الذي لاعنت عليه .
طيب وفيه أيضًا جواز إطلاق المولى على بني آدم وأن تقول هذا فلان مولاي وما أشبه ذلك نعم وهو كذلك ، وقد قال الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )) نعم (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) فالمولى تطلق على الله عز وجل وتطلق على المخلوق لكن إطلاقها على المخلوق ليس كإطلاقها على الله لأن الله سبحانه وتعالى له الولاية المطلقة وأما الإنسان فولايته مقيدة .
ومن فوائد الحديث أيضًا حُسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وإقناعه لأنه قال للرجل ( مولى القوم من أنفسهم ) وبيّن له أنهم لا تحل لهم الصدقة نعم طيب .
ومنها أيضا أنه يجوز الاقتصار على المقدمات وإن لم تذكر النتيجة إذا فهمت من السياق لأن ذكر النتيجة وقد فهمت من السياق لا يفيد إلا التطويل نعم .
طيب كيف ذلك ؟ انظر قال ( إن مولى القوم من أنفسهم ) هذه المقدمة الأولى ، ( وإنها لا تحل لنا الصدقة ) هذه المقدمة الثانية والنتيجة ؟ فلا تحل لك الصدقة لا حاجة إلى ذكرها إذا كانت معلومة من المقدمات لأن ذكر النتيجة بعد العلم يعتبر تطويلًا لا فائدة منه .
فلهذا نقول إنما يجعجع به المنطقيون من تلك المقدمات والنتائج الطويلة العريضة أكثرها لا حاجة إليه ، أكثرها لا حاجة إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول " كنت أعلم دائما أن المنطق اليوناني لا ينتفع به البليد ولا يحتاج إليه الذكي " ، لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد إذن فهو تطويل بلا فائدة .
ما دام الذكي ما يحتاج إليه والبليد لا ينتفع به نعم إن قرأه البليد شوش عليه وخلا أفكاره تحوم وتدور على غير فائدة ، وإن قرأه الذكي قال لا حاجة لي به وإنما هو مضيعة للوقت طيب .
ومن فوائد الحديث أيضًا : وجوب التصريح بالحق ولو على النفس لقوله ( إنها لا تحل لنا الصدقة ) وهكذا يجب أن يذكر الإنسان ما له وما عليه قائمًا لله تعالى بذلك بالقسط (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) .
وبعض الناس تجده مع الطمع والجشع يحاول أن يأخذ ما لا يستحق بالطرق الملتوية ولكن العاقل على خلاف ذلك .
وعن سالم بن عبد الله
الطالب : ...