فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث عدة فوائد أولا زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي المال من هو أفقر منه .
ثانيا : أن الناس يتفاضلون في الغنى والفقر وتفاضلهم في الغنى والفقر له حِكَم عظيمة بالغة ولولا هذا التفاضل لولا هذا التفاضل ما قام للدنيا عمل ولا للآخرة أيضًا ، قال الله تعالى (( أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )) لماذا ؟ (( ليتخذ بعضهم بعضًا سُخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )) لولا فقر العامل ما صار يعمل لك ولا لا ؟ لو كان العامل مثلك قلت تعال أبيك تبني لي هذا الجدار قال ابنه أنت أنت مثلي .
طيب إذن نحن يسخر بعضنا بعضا ويذلل بعضنا بعضا لأن الله تعالى رفع بعضنا فوق بعض درجات أيضا من الحكم أننا نتدرج بهذا التفاضل إلى التفاضل في الآخرة (( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) نحن الآن نقول مثلا هذا الرجل غني عنده سيارات وقصور وبنين ونساء وحنا ما عندنا شيء نقول هذا لا شك أنه تفضيل ولكن الفضل في الآخرة أعظم وأعظم .
ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أهل الجنة يتراؤون أصحاب الغرف يعني المنازل العالية كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق الكوكب الدري المضيء نعم اللي في الأفق بعيد يتراؤون أصحاب الغرف كما يتراؤون الكوكب الدري الغادر في الأفق وهذا تفضيل عظيم أيما هذا أو أن يكون عند الإنسان قصر واسع وكبير وسيارات وخدم وحشم هاه لا شك لا فرق يعني لا سواء ولهذا قال (( ولا الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) كم من إنسان مهين في هذه الدنيا لا يساوي نعلة لكنه في الآخرة من أصحاب الغرف هذا هو الفخر في الحقيقة .
أما أن يكون هناك تفاضل في هذه الدنيا الزائلة التي كما أشرنا من قبل صفوها منغص بكدر ثم هو ليس بدائم حتى لو صفت للإنسان غاية الصفاء فإنه كما قال الشاعر
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "نعم .
على كل حال الناس في هذه الدنيا يختلفون كما قال عمر بن الخطاب " أعطه أفقر مني " .
طيب وفي هذا دليل في الحديث أيضا دليل على مشروعية أخذ المعطى من الزكاة إذا كان أهلًا نعم لقوله خذه ، وهل هو على سبيل الوجوب أو على سبيل الاستحباب ؟ قال بعض أهل العلم إنه على سبيل الوجوب ، وأن الإنسان إذا أُهدِي إليه شيء أو تصدق عليه بشيء وهو أهل له ولم تستشرف نفسه ولم يسأل فإنه يجب عليه أن يقبل ، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد : أنه إذا أُهدِي إليك هدية وأنت لم تستشرف نفسك لها ولم تسألها وجب عليك القبول ، لقوله : فخذه والأصل في الأمر الوجوب لاسيما وأن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن في الناس من هو أحوج من عمر رضي الله عنه ، فكونه يصرفه إلى هذا الرجل ويأمر بأخذها يدل على الوجوب .
وقال بعضهم بل هو على الاستحباب لأن الأمر هنا في مقابل الامتناع ، لما امتنع كأنه يقول خذه فهو مباح لك وهذا هو الأقرب وعلى كلا القولين إذا خِفت مضرة عليك بقبول هذه الهدية فلا يلزمك القبول ، لا يلزمك القبول .
لأن بعض الناس إذا أهدى هدية صار يمنّ بها كلما حصلت مناسبة قال هذا جزائي يوم أعطيك ذاك اليوم كذا وكذا ، نعم ثم صار يوبّخ هذا الرجل ويمنّ عليه فإذا كنت تخشى من هذا فلا شك أنه لا يجب عليك القبول حتى على القول بوجوب القبول في هذه الحال لا يجب لأن ذلك ضرر عليك .
وفي هذا الحديث دليل على كراهة التطلّع لما في أيدي الناس أو سؤالهم ، لقوله ( وأنت غير مشرف ولا سائل ) وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون زاهدًا فيما في أيدي الناس لا يتطلع له . قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل قال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، شف هذا الرجل كيّس يطلب عمل يحبه الله ويحبه الناس قال له النبي عليه الصلاة والسلام ( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) لا تتشرف فيما في أيدي الناس ولا تسألهم فالناس يحبونك لأنك لم تضايقهم في دنياهم .
ازهد في الدنيا : لأن من زهد في الدنيا رغب في ضرتها وهي الآخرة فيحبه الله عز وجل .
طيب وفي هذا أيضا في الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتبعه نفسه المال ، لا ينبغي أن يتبع نفسه المال إن فاته فلا يهمنه وإن حصل له بطريق مشروع فهذا رزق الله لا يحرمه نفسه لكن لا يتبع نفسه المال ، لأنك إذا أتبعت نفسك المال فإنك لا يمكن أن تشبع إذا أتبع الإنسان نفسه المال لا يشبع أبدا لكن إذا زهد فيه وجعله كما قال ابن تيمية رحمه الله بمنزلة الحمار يركبه أو بيت الخلاء يقضي حاجته فيه وين هذا اللي بسوي ؟ نعم يجعل المال كبيت الخلاء يقضي حاجته فيه ، أو كالحمار يركبه الناس الآن يجعلون الأموال كالتيجان يلبسونها نعم .
هذا في الحقيقة خطأ ونحن لا نقول إن المال لا ينفع المال الصالح عند الرجل الصالح من أفضل الأعمال حتى جعله الرسول عليه الصلاة والسلام قرينا للعلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله الحكمة فهو يعلمها الناس ويعمل بها والثاني أتاه الله المال فسلطه على هلكته في الحق ) لا ننكر أن المال نافع ولكنا نقول لا تتبعه نفسك لأنك إن أتبعه نفسك ما شبعت منه أبدا اجعله مركوبا تركبه تقضي به حاجاتك فهو في الحقيقة وسيلة لأن أنهى ما تنتفع به في مالك ماهو ما تأكله وتشربه هذا أنهى ما يكون وأين تضع ما تأكله وتشربه في الأماكن القذرة أعتقد أن الإنسان إذا أتاه البول أو الغائط يقول أبى أرجع لغرفة النوم يقضي حاجته فيها ولا لا وين يروح ؟ دلوني على المرحاض رائحة منتنة وكريهة ومكان غير مرغوب ليضع المال الذي نعم أكله المال الذي أكله هذا شيء هذا أعلى ما يصل إليه في الانتفاع به لا ينبغي أن يكون هو شغل الإنسان الشاغل .
أنا لا تأخذوا عني أني أقول اتركوا الدنيا لا لا بد من الدنيا لكن اتركوا أن تتعلق بها قلوبكم اجعلوا الدنيا في أيديكم لا في قلوبكم بعض الناس يجعل الدنيا في قلبه ويداه خالية منها ، هذا مشكل وبعض الناس يجعلها في قلبه ويده ملأى منها ، وبعض الناس يجعلها في يده وقلبه خال منها ما تهمه هذا اسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم هؤلاء هم الذين وفقوا وعرفوا قدر المال .
إذن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما لا فلا تتبعه نفسك ) وهذه كلمة في الحقيقة لو أننا اعتبرنا بها وعملنا بها لزهدنا في المال زهدا تامًا ولم نأخذ منه إلا ما ينفعنا في الآخرة .
طيب هل في هذا الحديث دليل على أن ما يأخذه عامل الزكاة يرجع إلى نظر الإمام ؟ نعم يرجع إلى نظر الإمام يعني أن ما يأخذه العامل ليس مقدرًا شرعًا بمعنى أننا لا نقول لك من الزكاة العشر نصف العشر كذا وكذا نعم هذا هو الظاهر لأن الحديث ما فيه أنه أعطاه شيئًا يعتبر نسبة من الزكاة ، ولكن سبق لنا أن عامل الزكاة يعطى بمقدار هاه عمله يعني بمقدار أجرته .
ثم نعم ترى هذه
الطالب : ...
الشيخ : إيش
الطالب : ...
الشيخ : نشوف وش تقولون ؟ هل يدل على أن عمر من الفقراء
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يالله يا غانم من أين ؟
الطالب : من قوله " أفقر مني "
الشيخ : وجه الدلالة ؟
الطالب : التفضيل
الشيخ : إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : ما وجه أن اسم التفضيل يدل على أن عمر فيه فقر
الطالب : لأنه قال أفقر مني قال أفقر
الشيخ : إيه هو أدانا قاعدة نمشي عليها يا غانم قاعدة ننتفع بها ونمشي عليها هاه
الطالب : اسم التفضيل يدل على أنه يشتركان ...
الشيخ : اشتراك المفضل والمفضل عليه في الوقت
الطالب : إيه نعم
الشيخ : مع زيادة المفضل
الطالب : إيه نعم
الشيخ : صح القاعدة ذي ؟
الطالب : نعم
الشيخ : صحيح
الطالب : صحيح
الشيخ : إيه هذا الأصل ، هذا الأصل وقد يختل الأصل (( آلله خير أما يشركون )) وآلتهم ما فيها خير (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا )) .
طيب على كل حال أنا أظن أن ما قاله الأخ غانم صواب ، أن ما قاله الأخ غانم صواب، القاعدة أنه إذا وجد اسم تفضيل فإنه يدل على اشتراك المفضل والمفضل عليه في هذا الوصف نعم مع زيادة هاه المفضل طيب هذا هو الأصل والغالب طيب عندك شيء يا أخ حمد ؟
الطالب : ...
الشيخ : رجعت ؟ طيب
الطالب : أقول هل من البر ... إما في أيدي الناس ...
الشيخ : لا هذا ماهو بعطاء هذا ما يقال في أيدي الناس لأن المقصود المال لكن هذا يدخل في أن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا الناس شيئا حتى كان أحدههم يسقط منه العصا وهو على راحلته فلا يقول ناولني إياه ينزل ويأخذه إيه نعم
الطالب : ...
الشيخ : بس هو ما يدخل في الحديث إنما لا شك أن كون الإنسان يستغني عن الناس ما استطاع فهو أولى لكنه مر علينا هذا البحث وقلنا إذا كان المأمور أو المطلوب منه الشيء يعني يفرح بهذا فإنه لا بأس به ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يفعلوا شيئا وهو من مصلحته هو الخاصة فمثلا إذا قدر الابن يفرح أن أبوه يأمره ولا لا ؟ ما نقول لا تأمر ابنك أو مثل الصديق يفرح أن صديقه يأمره يقضي حاجته ، حتى بعض الناس يجي يملك يقول لك صار لك غرض لازم توصيني على كذا توصيني على إذا أراد أن يسافر أو يذهب إلى مكان ما يفهم منه هذا الشيء .
الطالب : ...
الشيخ : نعم يا أحمد
الطالب : أقول نأخذها قاعدة من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله .
الشيخ : إيش
الطالب : من لا منة في سؤاله لا بأس بسؤاله
الشيخ : إيه نعم إيه نعم
الطالب : شيخ ... عمله هل يشترط فيه عدم الاستحقاق
الشيخ : أما إذا كان عمل خير فنعم قد نقول لا ينبغي أنك تستشرف للمال وأما إذا كان عمل دنيوي فمعروف أن الدنيا تريد بها عوضًا دنيويًا
الطالب : لكن في هذا الحديث
الشيخ : في هذا الحديث عمل عمر الظاهر إنه عمل أخروي
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : ألا نقول شيخ ... أموالا كثيرة ... هذه الصدقة
الشيخ : إيه
الطالب : ولكن ...
الشيخ : إيه هذا صحيح هذه فاتتنا من مناقب عمر رضي الله عنه إيثار غيره على نفسه لأنه ما قال أعطه فأنا لا أستحق قال " أعطه أفقر مني " فهذا من إيثاره رضي الله عنه نعم .