وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : ( كنا نصلي المغرب مع الرسول صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله . متفق عليه ) . حفظ
الشيخ : يقول : " وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : ( كنا نصلي المغرب مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله ) متفق عليه " قوله : ( كنا نصلي ) هذه كان واسمها والمعروف أن كان تفيد الدوام غالبا إذا كان خبرها فعلا مضارعا كان يقرأ كان يفعل وما أشبه ذلك وقوله : ( نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا ) يعني من الصلاة وهم لا ينصرفون إلا بعد انصراف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه نهى أن يسبقوه بالانصراف وكان صلى الله عليه وسلم يبقى مستقبل القبلة بقدر ما يقول : أستغفر الله ثلاثا اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينصرف فينصرف الناس فقوله : ( فينصرف أحدنا ) يعني بعد بعد أن ينصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم و إنه الجملة هذه حالية حال من الفاعل في قوله : ( ينصرف ) أي : من أحدنا والحال ( وإنه ليبصر مواقع نبله ) وكسرت إن لأن الجملة الحالية تكون مستأنفة ويضاف إلى ذلك في هذا التعبير أنها قرنت اللام في خبرها وإذا قرن خبر إن باللام وجب كسرها ( ليبصر مواقع نبله ) أي : المكان الذي يقع فيه النبل يعني نبل السهم يعني السهم إذا أطلقه من القوس وهو بعيد بعيد ففي هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يبكر بصلاة المغرب لأنهم إذا كانوا ينصرفون منها والضياء باق إلى هذا الحد دل ذلك على أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يبادر بصلاة المغرب ولكن لا بد من أن يكون هناك فاصل بين الأذان والإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب ) ثم قال في الثالثة : ( لمن شاء ) وهذا يقتضي أن يكون بين غروب الشمس وبين صلاة المغرب وقت يتسع للصلاة وهل يجوز أن تؤخر ؟ الجواب : نعم يجوز لأن وقتها موسع إلى متى ؟ إلى أن يبقى بينه وبين دخول وقت العشاء مقدار الصلاة فحينئذ يجب أن يصلي لأنه لا يجوز أن يؤخر الصلاة عن وقتها ولا بعض الصلاة عن وقتها .