الكلام على علم الحديث نشأته وتدوينه وتطوره مع ذكر أهمية علم مصطلح الحديث . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فللتذكير في أصول الحديث الذي هو علم المصطلح ينبغي أن نعلم أو أن نأخذ شيئا ولو نتفا علم الحديث كان حادثا يعني أن كتابته كحفظ له كان حادثا على هذا الوجه الواسع لكن كتابة الحديث أصلا ثابتة من حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عام الفتح خطبة بليغة فقال رجل يقال له أبو شاه : ( اكتبوا لي فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب له ) وهذا أصل تدوين الحديث كذلك عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان يكتب الحديث حتى إن أبا هريرة اعترف له بذلك وقال : ( لا أعلم أحدا أكثر حديثا مني إلا من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب لا أكتب ) فأصل تدوين الحديث موجود في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن التوسع فيه حدث بعد ذلك شيئا فشيئا حسب الحاجة وهذا من نعمة الله عز وجل ومن حفظ الدين على أهله أن قيض الله علماء جهابذة يحفظون الحديث بالكتابة ويحفظون الحكم عليه بما يقررونه من الأصول والمصطلحات ثم ألف علم المصطلح ليكون ميزانا للأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واختلف الناس طرقا شتى في كيفية ذلك فمنهم من بناه على الأبواب ومنهم من بناه على المسانيد ومنهم من بناه على مواضيع غير مرتبة لكن في ذلك ... بلا شك وما زال هذا يتطور حتى وصل إلى مراحل عظيمة بالغة جدا ثم إن علم الحديث على أصول المصطلح لم ينقرض كما زعمه بعض الناس فقالوا : إنه لا حاجة إلى معرفة علم المصطلح وعلم التخريج وما أشبه ذلك لأن هذا قد كفيناه من العلماء السابقين ولكن هذا ليس بصحيح لأنه قد يطلع الآخر على ما لم يطلع عليه السابق وما دامت الأصول متفق عليها ومعروفة فإنه يمكن لكل واحد يهبه الله تعالى علما وفهما أن يطبق ما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على على هذه الأصول ويحكم به قول العلماء السابقين والثاني : قول العلماء اللاحقين ولكن إذا تعارض إذا تعارض قولان أحدهما قول العلماء السابقين والثاني قول العلماء اللاحقين فإن تبين رجحان أحدهما على الآخر فالواجب اتباع الراجح سواء من الأول أو من الآخر وإن لم يتبين فالظاهر أن ما رجحه السابقون أولى لأنهم أدرى بالحديث وأقرب زمنا إلى عهد النبوة وما كان أقرب إلى عهد النبوة فإنه أولى بالاتباع وأقرب إلى الصواب فيؤخذ بأقوال العلماء السابقين ولاسيما أهل الفقه منهم يعني الذين جمعوا بين علم الحديث والفقه لأن من اقتصر على علم الحديث فقط واعتمد على الإسناد فقط فقد يفوته شيء كبير باعتبار المتن وفقه المتون أمر مهم ولهذا كان من الشروط لصحة الحديث أو حسنه أن يكون غير معلل ولا شاذ وكثير من الناس ربما يعتمد على ظاهر السند ويحكم بالصحة لأنه رواه البخاري أو مسلم أو غيرهما مثلا ممن التزم الصحة فيما يخرجونه ولكنه لم يهتم يما يتعلق في متن الحديث وفقهه وهذا خلل كبير وذلك لأن السنة شريعة لها أصول وقواعد عامة مهمة يرجع إليها فيما يكون من الشواذ ثم يحكم بمقتضى القواعد العامة وذلك لأن الحديث معتمد على النقل والنقل قد يكون فيه وهم من الراوي أو نسيان أو تردد أو إدخال حديث في حديث أو ما أشبه ذلك من أسباب لكن القواعد العامة في الشريعة قواعد كالجبال لا تزعزها الرياح فالواجب النظر إلى هذا بوجه دقيق حتى يكون للإنسان حجة عند الله عز وجل ثم إن العلماء رحمهم الله قسموا الأحاديث باعتبار طرقها وباعتبار مراتبها فباعتبار الطرق قالوا : إنها ثلاثة بل أربعة متواتر ومشهور وعزيز وغريب وباعتبار المراتب صحيح لذاته وصحيح لغيره وحسن لذاته وحسن لغيره وضعيف ونؤخر نؤجل الكلام إلى دروس أخرى إن شاء الله وهخل يكفينا أن نتكلم عن هذه النبذ في الدرس من الأسبوع أو في كل درس ؟ نعم فكروا في الموضوع لسنا بعيدين عن علم المصطلح .