فوائد حديث : ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) . حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث أن هذا الوقت ما بين الأذان والإقامة وقت لإجابة الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) وظاهر الحديث العموم وأنه لا فرق بين الرجال والنساء وظاهره أيضا أنه لا فرق بين منتظر الصلاة وغير منتظر الصلاة وظاهره أيضا أنه لا فرق بين المتوضئ وغير المتوضئ يعني العموم ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة الدعاء ولا شك أن الدعاء عبادة كما قال جل وعلا : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادي سيدخلون جهنم داخرين )) فجعل الله الدعاء عبادة قال : (( ادعوني )) ثم قال : (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) ولا شك أنه عبادة لأن الداعي يظهر أمام الله بمظهر المحتاج المفتقر الذي يشعر بأن الله تعالى هو الذي بيده الأمور وهو الذي يعطي ويحرم ومن فوائد هذا الحديث : ما أشرنا إليه في أول الكلام أن الراد والقابل من ؟ هو الله عز وجل ويتفرع على هذه القاعدة فائدة عظيمة وهي أن الإنسان إذا دعا على آخر فهل يخاف الآخر من دعائه ؟ إذا دعا إنسان على آخر هل يخاف الإنسان المدعو عليه من دعائه ؟ الجواب : لا يخاف إلا إذا كان ظالما لأن الإنسان إذا دعا على غير مظلوم يعني على غير ظالم فإن الذي يجيبه هو الله عز وجل ولو أجابه على دعائه لكان الله تعالى يعين الظالمين وحاشاه من ذلك بل قال الله عز وجل : (( إنه لا يفلح الظالمون )) وعلى هذا فلا تخف من دعاء من يدعو عليك بغير حق لأن المستجيب للدعاء من ؟ هو الله عز وجل وهو سبحانه وتعالى لا ينصر الظالم أبدا لكن إن كنت ظالما فاحذر لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه وقد بعثه إلى اليمن وأمره بأخذ الزكاة من أموالهم وقال : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) وللدعاء آداب معلومة في الكتب المكتوبة في ذلك فإن قال قائل : إن الإنسان قد يدعو بين الأذان والإقامة فلا نرى إجابة فما موقفنا من هذا الحديث ؟ فالجواب : أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن هذا الوقت سبب لإجابة الدعاء والسبب قد لا يحصل المسبب لوجود مانع انتبه يعني إذا جاءت مثل هذه النصوص التي فيها الأخبار ثم تخلف الخبر بناء على ظنك فاعلم أنه لن يتخلف إلا لوجود مانع لوجود مانع يمنع إجابة الدعاء واستمع إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام حين ذكر : ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) انظر لهذا الحديث أسباب الإجابة موجودة وهي السفر كونه أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يدعو يا رب يا رب يا رب واستبعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الاستجابة له لأنه يأكل الحرام فهذا مانع من إجابة الدعاء مع توافر شروطه أيضا أذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا ) مع أن كثيرا من الناس يقولون هذا ولكن الشيطان يستولي على أولادهم وذلك لوجود لوجود مانع يمنع من حصول ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو لوجود سبب أقوى لوجود سبب أقوى حصل فيه تفريط من ولي الأمر مثلا أن يكون هذا الولد إذا كبر وترعرع صاحب أناسا لا خير فيهم وأبوه لم ينهه عنهم ولم يراقبه فيكون الأب قد أضاع ما أوجب الله عليه من رعاية الولد والولد حصل له سبب قوي وهو صحبة هؤلاء الأشرار فلاحظوا هذه المسائل أن الله عز وجل في شرعه وقدره يربط الأشياء بعضها ببعض وقد يتخلف المسبب وقد يوجد المسبب على غير السبب المعلوم لأن الأمر كله بيد الله عز وجل ولكن أبشروا أيها الداعون إلى الله أنه ما من إنسان يدعو الله إلا حصل على أجر قطعا كيف ذلك ؟ ما من أحد يدعو الله إلا حصل على أجر كيف ذلك ؟ لأن الدعاء عبادة الدعاء عبادة من أفضل العبادات ثم إما أن يستجيب الله له وإما أن يدخر له عنده ما هو أفضل مما دعا به وإما أن يصرف عنه من السوء الذي انعقدت أسبابه من هذا الداعي ما هو أعظم مما دعا به فلن يعدم داعي الله تعالى لن يعدم خيرا هو على خير على كل حال أكثر من الدعاء وأحسن الظن بالله عز وجل ولهذا جاء في الحديث : ( ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ) ما من أحد يدعو الله إلا حصل على أجر كيف ذلك ؟ لأن الدعاء عبادة الدعاء عبادة من أفضل العبادات ثم إما أن يستجيب الله له وإما أن يدخر له عنده ما هو أفضل مما دعا به وإما أن يصرف عنه من السوء الذي انعقدت أسبابه من هذا الداعي ما هو أعظم مما دعا به فلن يعدم داعي الله تعالى لن يعدم خيرا هو على خير على كل حال أكثر من الدعاء وأحسن الظن بالله عز وجل ولهذا جاء في الحديث : ( ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ) ما من أحد يدعو الله إلا حصل على أجر كيف ذلك ؟ لأن الدعاء عبادة الدعاء عبادة من أفضل العبادات ثم إما أن يستجيب الله له وإما أن يدخر له عنده ما هو أفضل مما دعا به وإما أن يصرف عنه من السوء الذي انعقدت أسبابه من هذا الداعي ما هو أعظم مما دعا به فلن يعدم داعي الله تعالى لن يعدم خيرا هو على خير على كل حال أكثر من الدعاء وأحسن الظن بالله عز وجل ولهذا جاء في الحديث : ( ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ) .