وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبل الله حائض إلا بخمار ) . رواه الخمسة إلا النسائي , وصححه ابن خزيمة . حفظ
الشيخ : قال رحمه الله الدرس الجديد : " وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبل الله حائض إلا بخمار ) . رواه الخمسة إلا النسائي ، وصححه ابن خزيمة " ( لا يقبل الله ) نفي القبول تارة يراد به رد العبادة المستلزم لعدم صحتها ووجوب إعادتها وتارة يراد به : أنها لا تقبل بمعنى أن السيئة التي هي في هذه العبادة تربو على المفسدة أو السيئة التي خارج العبادة تربو على مصلحة الصلاة فلا تقبل وهذا لا يستلزم الفساد والأصل أن نفي القبول يعني الرد رد العبادة هذا الأصل فإذا وجد دليل يدل على أنها تقبل مع هذا الذي انتفى القبول من أجله صار معنى ذلك : أن السيئة التي منعت القبول تكون محيطة بهذه الحسنة
مثال الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) معنى نفي القبول هنا : الرد وأن العبادة لا تجزئ وعليه أن يعيدها ومثال الثاني : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من أتى عرافا فسأله لم يقبل له صلاة أربعين يوما ) فنفي القبل هنا لا يعني الرد لكن يعني أن ذهابه إلى العراف وسؤاله إياه سيئة تحيط بحسنة هذه العبادة وإن كانت هي صحيحة غير مردودة وما هو الأصل ؟ الأصل أن نفي القبول يعني الرد ونفي الصحة ( لا يقبل الله صلاة خائض ) أي : متصفة بالحيض يعني قد حاضت وليس المراد أنها متلبسة بالحيض لأن الحائض لا تصح منها الصلاة مطلقا لكن المراد أنها بلغت بالحيض وقوله : ( إلا بخمار ) الخمار ما يخمر به الرأس أي : يغطى به .