هل تنسخ السنة القرآن .؟ وما الراجح مع الدليل.؟ حفظ
السائل : هل السنة تنسخ القرآن أم لا وما الراجح وما الدليل .
الشيخ : لا فرق عندنا بين نسخ السنة بالقرآن أو نسخ القرآن بالسنة ، لأن كلا منهما أو كلاهما يصدران من مشكاة واحدة ألا وهو الوحي ، فالادعاء بأن القرآن لا ينسخ بالسنة إن كان بدليل خاص فهذا لا وجود له وإن كان لعدم الوجود بالنسبة لبعض الناس فذلك لا يعني عدم الجواز ، والواقع أنني أشعر أن هناك بعض الأحكام لا يمكن أن تعقل إلا على أنها نسخت شيئا من القرآن ولعلي أستحضر بعض الأمثله على أني أريد أن أذكر بقضية هامه بالنسبة لهذا السؤال ذلك لأن كثيرا من العلماء قديما وبصورة خاصة حديثا يستهجنون القول بأن القرآن ينسخ بالسنة مع أنهم واقعون في مثله شاءوا أم أبوا ، فمن المعلوم أن السلف كانوا يستعملون النسخ بالمعنى اللغوي الأعم الأشمل كالذي. اصطلح على التعبير عنه المتأخرون بالتخصيص وهم يقولون جميعا بجواز تخصيص عموم القرآن بالآية .
السائل : بالحديث .
الشيخ : نعم عموم القرآن بالحديث نعم فهم يقولون بجواز تخصيص عموم القرآن بالحديث علما أنه التخصيص معناه نسخ لكن الفرق بين هذا النسخ الذي سمي عند المتأخرين بالتخصيص هو أنه لا ينسخ النص القرآني كله وإنما ينسخ جزءا منه ، وحينئذ ما الفرق بين أن ينسخ الحديث جزءا من نص قرآني أو أن ينسخ نصا قرآنيا فهو أي الحديث في كلا من الحالتين حكم وإذا أردنا أن نعبر تعبيرا قد لا يليق كثيرا ونقول تسلط تسلط الحديث على عموم القرآن فخصصه وتسلط الحديث على نص القرآن فنسخه ، لا فرق بين الأمرين إلا من الناحية الشكلية.