فوائد حديث : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ... ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على فوائد عديدة منها : أن الكلام كلام الآدميين مبطل للصلاة لقوله : ( لا يصلح فيها شيء ) ومنها : أنه لا فرق بين كون الكلام كثيرا أو قليلا ولا فرق بين أن يكون في النفل أو في الفريضة لعموم ( شيء ) ولا فرق بين أن يكون جاهلا أو عالما ولا فرق بين أن يكون ناسيا أو ذاكرا لكلمة لقوله : ( شيء ) في سياق النفي لكن الجهل والنسيان يأتينا إن شاء الله الكلام عليهما وأنهما لا يدخلان في الحديث والحديث لا يدل عليهما ومن فوائد الحديث : أنه لا فرق بين أن يكون الكلام من حرف أو حرفين المهم أن يكون كلاما فإذا قال المصلي لشخص : ع يعني أمر من الوعي من وعى يعي ع فهنا هذا كلام جملة كاملة فتبطل الصلاة مع أنه ليس من حرفين وإذا تنحنح وقال : اح اح تبطل أو لا ؟ لا تبطل مع أنه من حرفين لأن هذا الأخير إيش ؟ لا يسمى كلاما والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفصح الخلق يعرف الكلام من غير الكلام فعبر بالكلام فما كان كلاما أبطلت به الصلاة وما ليس كلاما فإنه لا تبطل به الصلاة ومن فوائد هذا الحديث : أن ما يتعلق بخطاب الباري جل وعلا لا يبطل الصلاة فلو قال المصلي : رب أسألك رب أستغفرك رب أشكرك فهذا كلام يخاطب به الرب عز وجل فالصلاة لا تبطل بهذا لأن هذا ليس كلام آدميين ليس مما يتداوله الناس بينهم بل هو دعاء وعبادة واستثنى بعض العلماء خطاب النبي صلى الله عليه ووعلى آله سلم حيث قال حيث علمنا أن نقول : السلام عليك أيها النبي وفي هذا الاستثناء نظر لأن السلام عليك أيها النبي دعاء وليس خطابا كالخطاب العادي ولذلك يقوله الصحابة وهم بعيدون عن مكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو لا يسمعهم أيضا فليس خطاب الآدميين المعتاد ولكنه دعاء ولذلك الآن نحن نقول : السلام عليك وأن لنا مخاطبته وعليه فالاستثناء فيه نظر لأن هذا دعاء لكن لقوة استحضار الإنسان بما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم كأنه حاضر بين يديه كأنه حاضر بين يديه ولهذا نقول : إن الأثر الذي رواه البخاري عن ابن مسعود قال : ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي : السلام عليك أيها النبي فلما مات كنا نقول : السلام على النبي ) هذا الأثر وهو في * صحيح البخاري * يعتبر اجتهادا من ابن مسعود في مقابلة النص لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أمته هذا الدعاء بهذا اللفظ ( السلام عليك ) ولا قال : قولوا هكذا ما دمت حيا بل أطلق ولأننا نعلم أن الصحابة حينما يقولون : السلام عليك لا يريدون خطابه المباشر حتى يقال : إنه الآن قد توفي فلا يباشر بالسلام ولأنه ثبت في * الموطأ * موطأ الإمام مالك رحمه الله بإسناد من أصح الأسانيد أن عمر بن الخطاب خطب الناس يعلمهم التشهد وهو خليفة بلفظ : ( السلام عليك أيها النبي ) ولم ينكر عليه أحد ومعلوم أن عمر بن الخطاب أفقه في دين الله من عبد الله بن مسعود وعليه نقول : ما ذكره ابن مسعود رضي الله عنه فهو اجتهاد والصواب اتباع النص وحينئذ لا يصح الاستثناء استثناء بعض الفقهاء يستثنى من ذلك خطاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأننا نقول : هذا ليس خطابا مباشرا كالخطاب المعتاد بين الناس بل هو دعاء نعم من فوائد الحديث : بارك الله فيكم : أن ظاهره أنه لو تكلم بغير قصد بغير قصد فإنها تبطل الصلاة .