فوائد حديث : ( طرف بن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ... ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها : خشوع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن هذا البكاء لم ينتج إلا عن حضور القلب وتصور ما يقول وما نعم ومنها : أن البكاء وإن ظهر له صوت لا يبطل الصلاة وهذا هو مراد المؤلف رحمه الله بسياق هذا الحديث في هذا الباب فإذا وجد الصوت من المصلي من البكاء فإن صلاته لا تبطل وإن كان بعض العلماء يقول : إذا بان حرفان بطلت الصلاة ولكن هنا سؤال : هل ينبغي للإنسان أن يتقصد البكاء والنحيب العالي الرفيع أو الأولى أن يجعل المسألة على حسب الطبيعة ؟ الثاني بلا شك هو الأولى وأما ما يتكلفه بعض الناس في قيام رمضان من النحيب العالي فهذا يذم صاحبه إلا أن يكون بلا اختياره لأن الشيء الذي يكون بغير اختياره الشيء الذي يكون يغير اختياره الإنسان لا يلام عليه لأنه لا يستطيع أن يعارضه ومن فوائد هذا الحديث : جواز تشبيه الأعلى بالأدنى إذا قصد بذلك التقريب وجهه بكاء الرسول عليه الصلاة والسلام أعلى من أزيز القدر أليس كذلك ؟ لكن شبه له به للتقريب ونظيره قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ) وكذلك في حديث الوحي ( كأنه سلسلة على صفوان ) فهذه الأمثلة التقريبية لا يقتضي لا تستلزم بأي حال من الأحوال التماثل بين المشبه والمشبه به كل له حكمه .