تتمة المناقشة السابقة . حفظ
الشيخ : لأنّه يجوز في الخوف ما لا يجوز في غيره، إذا كان حركاته التي من غير جنس الصّلاة في حال الخوف تجوز أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : يجوز يكرّ ويفرّ، ويجوز للإمام أن يقسم الجيش إلى قسمين: قسم يصلّي معه ركعة فإذا قام الإمام للثانية كمّل بقيّة الصّلاة ثمّ انصرف وجاءت الطائفة الأخرى فدخلت مع الإمام في الرّكعة الثانية فإذا جلس للتّشهّد كمّلت قبل أن يسلّم وسلّم بها، فالخوف يغتفر فيه ما لا يغتفر في غيره، وهل مثل ذلك أن يفكّر الإنسان في مسألة علميّة أشكلت عليه؟ الأخ؟
الطالب : ليس مثله.
الشيخ : ليس مثله، لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : صحيح، لأنّ وقت البحث في المسائل العلميّة متّسع فإذا قال قائل لو حدثت حادثة، تستوجب ... فهل له أن يفكّر؟ أقول إنّ الظاهر أنّ له أن يفكّر لكن بشرط أن لا يخلّ بشيء من أركان الصّلاة والواجبات، يعني مثلا لو فرض أنّ مسألة يترتّب عليها قتل وإنّه لا بدّ في الحال من معرفة الحكم فللإنسان أن يفكّر في هذه الحال لأنّ العلم نوع من إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : من الجهاد في سبيل الله فإذا كانت الضّرورة تستدعي أن يفكّر فليفكّر أمّا إذا كانت المسألة في سعة فلا يفكّر، طيب لو قال قائل هل له أن يفكّر في معنى ما يقرأ وما يقول من تسبيح ودعاء؟ فالجواب نعم هذا من تمامه، كما قال عزّ وجلّ: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته )) فمثلا إذا قال: (( الحمد لله ربّ العالمين )) استحضر أنّ الرّبّ عزّ وجلّ ربّ لكلّ العالمين، وإذا قال: (( مالك يوم الدّين )) يستحضر يوم القيامة الذي يزول فيه كلّ ملك إلاّ ملك الله عزّ وجلّ وهكذا لأنّ هذا من تمام القراءة وإحسان القراءة فلا يدخل في الوساوس الخارجة عن موضوع الصّلاة، طيب هل إذا رأينا شخصا يعبث بقلمه أو لحيته أو ساعته أو غترته أو مشلحه أو ما أشبه ذلك، هل نستدلّ بهذا على أنّ قلبه غافل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنّ هذه الحركة لا بد تصدر عن إرادة، والإرادة أين محلّها؟
الطالب : القلب.
الشيخ : القلب، فيكون القلب مشغولا بإرادة هذا الفعل فنقول هذا ليس بخاشع لكنّه يعفى ويتسامح عن الشّيء الذي يحتاجه الإنسان كما فعل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من كونه يحمل أمامة بنت زينب، فمعلوم أنّه يحملها بإرادة ويضعها بإرادة، طيب لو تذكّر الإنسان في صلاته شيئا وخاف أن ينساه مرّة أخرى فأخرج القلم ورسم بكفّه يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز بشرط وهو الحاجة وأن لا يترتّب على ذلك ضرر، كيف الضّرر؟ ربّما يشاهده شخص فيقع في عرضه إن لم يكن فعله محلّ التّأسّي أو يتأسّى به فيما ليس من جنس فعله إذا كان أهلا لإيش؟
الطالب : للتأسّي.
الشيخ : للتّأسّي وهذه نقطة يجب على الإنسان أن يلاحظها، قد يكون الشّيء جائزا لكنّه يخفى على كثير من العوامّ فلو فعله الإنسان وهو ليس أسوة وقدوة في المجتمع لعدّوا ذلك إيش؟ نقصا في حقّه، وجعلوا يأكلون لحمه وإن كان قدوة وأسوة اتّخذ النّاس من هذا الفعل أن يفعلوا ما ليس يفعله الذي تأسّوا به، وهذه نقطة يجب على طالب العلم أن ينتبه لها لأنّ النّاس ينظرون إلى العالم الذي يعتبرونه أسوة ينظرون إليه بكم من عين؟
الطالب : بأربع عيون.
الشيخ : لا ما يكفي أربع عيون، إذا صار ينظر إليه مائة نفر كم يكون؟
الطالب : مائتين.
الشيخ : مائتي عين، فهذه ملاحظة يغفل عنها كثير من النّاس، ولذلك نسمع من بعض النّاس أنّهم يقولون فلان لا يخشع في صلاته، فلان يعني يتحرّك كثير وهو ربّما يتحرّك للعبرة فيسبّونه إن لم يكن أسوة ويتساهلون في الأمر إذا كان أسوة فلاحظوا هذه المسألة، طيب نأخذ الحديث؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، قال: " باب الخشوع في الصّلاة " سبق أن قلنا أنّ العلماء اختلفوا في الخشوع هل هو واجب أو لا، وظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب " القواعد النورانيّة " وهو كتاب مختصر مفيد أنّ الخشوع واجب، والأدلّة التي استدلّ بها قويّة لكن يعكّر على هذا الحديث الصّحيح أنّ الشّيطان يأتي إلى الإنسان إذا دخل في الصّلاة ويقول اذكر كذا، اذكر كذا في يوم كذا، ولم يقل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فمن فعل ذلك فليعد صلاته كما قال حينما تكلّم عن أنّ ذبح الأضحية لا يكون إلاّ بعد صلاة العيد، قال: ( من ذبح قبل ذلك فليذبح مكانها أخرى ) طيب إنّما على الإنسان أن يحرص على الخشوع في الصّلاة بحضور القلب، لأنّه إذا حضر قلبه استفاد فائدة عظيمة من صلاته، سوف يتأثّر إذا انتهى من الصّلاة تأثّرا بالغا لكن إذا دخل فيها ثم من يوم ما يدخل ينفتح له باب الوساوس التي كان في الأوّل قبل الدّخول غافلا عنها ولم تطرأ على باله فإنّه سيخرج من الصّلاة بدون أن يتأثّر قلبه وسيبقى دائما على هذا الحال، لكن لو عالج نفسه وصار كلّما اتّجهت إلى شيء ردّها واستحضر ما يقول ويفعل وهو راكن معها مسألة ما هي هيّنة لكن إذا عوّد نفسه مرّة بعد أخرى ومرّة يستحضر نصف الصّلاة ومرّة يستحضر أقلّ ومرّة أكثر وعوّد نفسه سهل عليه، أمّا يستمرّ ويغفل عن هذا فإنّه لن يستفيد كثيرا من صلاته إلاّ إبراء الذّمّة فقط.
الطالب : بلى.
الشيخ : يجوز يكرّ ويفرّ، ويجوز للإمام أن يقسم الجيش إلى قسمين: قسم يصلّي معه ركعة فإذا قام الإمام للثانية كمّل بقيّة الصّلاة ثمّ انصرف وجاءت الطائفة الأخرى فدخلت مع الإمام في الرّكعة الثانية فإذا جلس للتّشهّد كمّلت قبل أن يسلّم وسلّم بها، فالخوف يغتفر فيه ما لا يغتفر في غيره، وهل مثل ذلك أن يفكّر الإنسان في مسألة علميّة أشكلت عليه؟ الأخ؟
الطالب : ليس مثله.
الشيخ : ليس مثله، لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : صحيح، لأنّ وقت البحث في المسائل العلميّة متّسع فإذا قال قائل لو حدثت حادثة، تستوجب ... فهل له أن يفكّر؟ أقول إنّ الظاهر أنّ له أن يفكّر لكن بشرط أن لا يخلّ بشيء من أركان الصّلاة والواجبات، يعني مثلا لو فرض أنّ مسألة يترتّب عليها قتل وإنّه لا بدّ في الحال من معرفة الحكم فللإنسان أن يفكّر في هذه الحال لأنّ العلم نوع من إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : من الجهاد في سبيل الله فإذا كانت الضّرورة تستدعي أن يفكّر فليفكّر أمّا إذا كانت المسألة في سعة فلا يفكّر، طيب لو قال قائل هل له أن يفكّر في معنى ما يقرأ وما يقول من تسبيح ودعاء؟ فالجواب نعم هذا من تمامه، كما قال عزّ وجلّ: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته )) فمثلا إذا قال: (( الحمد لله ربّ العالمين )) استحضر أنّ الرّبّ عزّ وجلّ ربّ لكلّ العالمين، وإذا قال: (( مالك يوم الدّين )) يستحضر يوم القيامة الذي يزول فيه كلّ ملك إلاّ ملك الله عزّ وجلّ وهكذا لأنّ هذا من تمام القراءة وإحسان القراءة فلا يدخل في الوساوس الخارجة عن موضوع الصّلاة، طيب هل إذا رأينا شخصا يعبث بقلمه أو لحيته أو ساعته أو غترته أو مشلحه أو ما أشبه ذلك، هل نستدلّ بهذا على أنّ قلبه غافل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنّ هذه الحركة لا بد تصدر عن إرادة، والإرادة أين محلّها؟
الطالب : القلب.
الشيخ : القلب، فيكون القلب مشغولا بإرادة هذا الفعل فنقول هذا ليس بخاشع لكنّه يعفى ويتسامح عن الشّيء الذي يحتاجه الإنسان كما فعل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من كونه يحمل أمامة بنت زينب، فمعلوم أنّه يحملها بإرادة ويضعها بإرادة، طيب لو تذكّر الإنسان في صلاته شيئا وخاف أن ينساه مرّة أخرى فأخرج القلم ورسم بكفّه يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز بشرط وهو الحاجة وأن لا يترتّب على ذلك ضرر، كيف الضّرر؟ ربّما يشاهده شخص فيقع في عرضه إن لم يكن فعله محلّ التّأسّي أو يتأسّى به فيما ليس من جنس فعله إذا كان أهلا لإيش؟
الطالب : للتأسّي.
الشيخ : للتّأسّي وهذه نقطة يجب على الإنسان أن يلاحظها، قد يكون الشّيء جائزا لكنّه يخفى على كثير من العوامّ فلو فعله الإنسان وهو ليس أسوة وقدوة في المجتمع لعدّوا ذلك إيش؟ نقصا في حقّه، وجعلوا يأكلون لحمه وإن كان قدوة وأسوة اتّخذ النّاس من هذا الفعل أن يفعلوا ما ليس يفعله الذي تأسّوا به، وهذه نقطة يجب على طالب العلم أن ينتبه لها لأنّ النّاس ينظرون إلى العالم الذي يعتبرونه أسوة ينظرون إليه بكم من عين؟
الطالب : بأربع عيون.
الشيخ : لا ما يكفي أربع عيون، إذا صار ينظر إليه مائة نفر كم يكون؟
الطالب : مائتين.
الشيخ : مائتي عين، فهذه ملاحظة يغفل عنها كثير من النّاس، ولذلك نسمع من بعض النّاس أنّهم يقولون فلان لا يخشع في صلاته، فلان يعني يتحرّك كثير وهو ربّما يتحرّك للعبرة فيسبّونه إن لم يكن أسوة ويتساهلون في الأمر إذا كان أسوة فلاحظوا هذه المسألة، طيب نأخذ الحديث؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، قال: " باب الخشوع في الصّلاة " سبق أن قلنا أنّ العلماء اختلفوا في الخشوع هل هو واجب أو لا، وظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب " القواعد النورانيّة " وهو كتاب مختصر مفيد أنّ الخشوع واجب، والأدلّة التي استدلّ بها قويّة لكن يعكّر على هذا الحديث الصّحيح أنّ الشّيطان يأتي إلى الإنسان إذا دخل في الصّلاة ويقول اذكر كذا، اذكر كذا في يوم كذا، ولم يقل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فمن فعل ذلك فليعد صلاته كما قال حينما تكلّم عن أنّ ذبح الأضحية لا يكون إلاّ بعد صلاة العيد، قال: ( من ذبح قبل ذلك فليذبح مكانها أخرى ) طيب إنّما على الإنسان أن يحرص على الخشوع في الصّلاة بحضور القلب، لأنّه إذا حضر قلبه استفاد فائدة عظيمة من صلاته، سوف يتأثّر إذا انتهى من الصّلاة تأثّرا بالغا لكن إذا دخل فيها ثم من يوم ما يدخل ينفتح له باب الوساوس التي كان في الأوّل قبل الدّخول غافلا عنها ولم تطرأ على باله فإنّه سيخرج من الصّلاة بدون أن يتأثّر قلبه وسيبقى دائما على هذا الحال، لكن لو عالج نفسه وصار كلّما اتّجهت إلى شيء ردّها واستحضر ما يقول ويفعل وهو راكن معها مسألة ما هي هيّنة لكن إذا عوّد نفسه مرّة بعد أخرى ومرّة يستحضر نصف الصّلاة ومرّة يستحضر أقلّ ومرّة أكثر وعوّد نفسه سهل عليه، أمّا يستمرّ ويغفل عن هذا فإنّه لن يستفيد كثيرا من صلاته إلاّ إبراء الذّمّة فقط.