وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) . رواه مسلم والترمذي ، وزاد : ( في الصلاة ) . حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ). رواه مسلم والترمذي وزاد: ( في الصلاة ). ".
التّثاؤب مبتدأ، ومن الشيطان خبره، يعني أنّ الشّيطان هو الذي يأتي بالتّثاؤب، وما هو التّثاؤب؟
الطالب : معروف.
الشيخ : معروف، نعم التّثاؤب معروف، وهنالك أشياء ما يمكن تحدّها أو تعرّفها، لو قال لك مثلا ما هو العطاس؟ نعم، العطاس ربما يكون أقرب إلى أن يحدّ " خروج الرّيح من الأنف بصفة مخصوصة " لكن التّثاؤب إيش تقولون؟ هذه الأشياء الفطريّة يعني الطّبيعيّة حدّها أو تعريفها صعب
طيب لكن قوله: ( من الشّيطان ) أي أن الشيطان سببه، ( فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) إذا تثاءب أي أتاه التّثاؤب لأنّ قوله فليكظم يقتضي أنّه إذا كظم لا يتثاءب، لكن إذا تثاءب أي طرأ عليه التّثاؤب وأحسّ به، فليكظم أي فليمنع، ومنه قوله تعالى: (( والكاظمين الغيظ )) أي المانعين، ما استطاع أي بقدر استطاعته، فإن عجز لم يذكر في الحديث لكن جاء في حديث آخر صحيح ( إن عجز وضع يده على فيه ) وضعها وضعا طبيعيّا لا مقلوبة كما اختاره بعض العلماء، يقول تضع يدك مقلوبة هكذا وعلّل هذا بأنّه إذا وضعها على فمه على ظهرها كأنّما يدافع الشّيطان بيده ولكن نقول الحديث لا يدلّ على هذا
يقول: " وزاد التّرمذي ( في الصّلاة ) " يعني أنّ قوله ( التّثاؤب من الشّيطان ) يعني أنّ الشّيطان هو الذي يحمل المصلي على التّثاؤب لأنّه يدلّ على الكسل والاسترخاء ولكن الأخذ بالعموم أولى لأنّ سبب التّثاؤب واحد لا في الصّلاة ولا في غيرها وهو ميل البدن إلى الكسل، ومن ثَمّ نعلم الآن الطّفل إذا أتاه النّوم من أين نعلم أنّه يريد النّوم؟
الطالب : من التّثاؤب.
الشيخ : من كثرة تثاؤبه، والإنسان إذا صار كسلان يكثر تثاؤبه.