وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا فجاءت برجل فربطوه بسارية من سواري المسجد ، الحديث . متفق عليه . حفظ
الشيخ : طيب قال رحمه الله: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خيلا فجاءت برجل فربطه بسارية من سواري المسجد ) الحديث، متفق عليه "
( بعث خيلا ) أي للقتال والجهاد في سبيل الله
( فأسروا رجلا جاءوا به إلى النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ) وهذا الرّجل يقال له ثمامة بن أثال فجاءوا به وكان قد خرج يعتمر فأصابوه في الطريق فأتوا به وهو من أشراف أهل اليمامة وله كلمة فيهم ربطه النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بسارية أي بعمود من سواري المسجد، وفائدة ربطه والغرض من ربطه شيئان:
الأول أن يشاهد صلاة المسلمين
والثاني أنّ فيه نوعا من الإهانة، أن يكون رجلا يربط بعمود من عمد المسجد هذا فيه نوع من الإهانة لأنّه كان شريف قومه
وقول المؤلف رحمه الله: " الحديث " يعني إلى آخر الحديث يشير إلى أنّ الحديث مطوّل وأنّه اختصره وأتى بالشّاهد فقط، القصّة أنّه ( لما جاءوا به وربطوه في المسجد مرّ به النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وقال له ماذا عندك ماذا عندك؟ قال له: إن تقتل تقتل ذا دم )، يعني تقتل مستحقّا للقتل ( وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن أردت المال فسل ما تشاء )، ثلاثة أشياء خيّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها، إن تقتل إيش؟
الطالب : ذا دم.
الشيخ : ( تقتل ذا دم، أي مستحقّا للقتل، وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد المال فسل ما شئت ) ... ( فتركه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، جاءه في اليوم الثاني فمرّ به فقال ماذا تريد؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر ) ولم يذكر إن تقتل تقتل ذا دم ولا إن كنت تريد مالا فسل، أتى بشيء واحد يعرّض بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يمنّ عليه ويطلقه وأنّه سينعم على شاكر ( فتركه، في اليوم الثالث مرّ به وقال ماذا عندك؟ ماذا عندك فأعاد عليه، قال عندي ما قلت لك عندي ما قلت لك، فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بإطلاقه فوقع هذا المنّ من رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم موقعه من هذا الرّجل الكبير فخرج من المسجد وذهب واغتسل ثمّ جاء فدخل المسجد وقال أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله ) تشهّد وأعلن ذلك في مسجد الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ( فبشّره النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ) يعني بشّره بالخير لأنّه أسلم ( ثمّ أقسم أنّه كان لا يرى وجها أبغض إليه من وجه الرّسول صلّى الله عليه وسلم قال وإنّ وجهك اليوم لأحبّ الوجوه إليّ )، الله أكبر! شوف الإيمان، ( ولا أرى دينا أبغض إليّ من دينك وإنّ دينك اليوم أحبّ إليّ من كلّ دين فسُرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك وأمره أن يذهب إلى عمرته فذهب واعتمر ودخل مكّة يلبّي بغير تلبية المشركين )، تلبية المشركين يقولون لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إلاّ شريكا هو لك تملكه وما ملك هو دخل بالتّلبية الخالصة بالتّوحيد ( فأنكرت عليه قريش وقالوا له صبأت صبأت قال لا ).