فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ... ) . حفظ
الشيخ : لأنّه صلّى الله عليه وسلّم رسول إلى الخلق فيراقب أفعالهم ليهديهم الصراط المستقيم ولا شكّ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد راقب هذا الرّجل.
ومن فوائد هذا الحديث مشروعيّة السّلام وتكراره ولو لم يطل الفصل، وجهه؟ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ هذا الرّجل على تكرار السّلام
ومنها أنّه إذا سلّم الإنسان ولو كرّر السّلام إذا كان تكراره مشروعا فإنّه يردّ عليه، أمّا إذا كان سلامه غير مشروع فهل يردّ عليه أو لا؟ الجواب لا، لا يحب الرّدّ إذا كان سلامه غير مشروع، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله من سلّم على شخص في حال لا يسنّ فيها السّلام فإنّه لا يجب ردّ السّلام عليه كالمشتغل بالقراءة وما أشبه ذلك، ويدلّ لهذا أنّ الصّحابة إذا أرادوا أن يسألوا الرّسول عليه الصّلاة والسلام ليسوا يسلّمون عليه ما داموا جلوسا معه ما في حاجة إذا أراد أن يلقي السؤال أن يسلّم، السّلام للقادم أو ما كان في حكم القادم.
ومن فوائد هذا الحديث جوزا إقرار الإنسان على عمل فاسد من أجل إصلاح العمل لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ الرّجل على الصّلاة في المرّة الثالثة وهو يعلم أنّه لو كان عنده علم لاطمأنّ في صلاته، لكن بشرط يعني إذا أقررناه على عمل فاسد بشرط أن يبيّن الصّحيح، ويدلّ لهذا قصّة عائشة رضي الله عنها في بريرة، ( بريرة كانت أمة لقوم من الأنصار كاتبوها، كاتبوها يعني باعوا نفسها عليها )، على نفس الأمة ( على تسع أواق من الفضّة خرجت الأمة تطلب من النّاس المعونة فأتت إلى عائشة وقالت لها عائشة: إن أراد أهلك أن أعدّها لهم وولاؤك لي فعلت ) يعني أنقدها نقدا ما هي مؤجّلة، وتعرفون أنّ الكتابة لا بدّ أن تكون مؤجّلة، لكن هل عرفتم الكتابة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : شراء العبد نفسه لسيّده، ( ذهبت لأهلها وقالت لهم قالوا لا، الولاء لنا فرجعت الأمة إلى عائشة وقالت إنّ أهلها أبوا إلاّ أن يكون الولاء لهم، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسمع فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء فأخذتها واشترطت الولاء ) مع أنّ هذا الشّرط باطل وإلاّ صحيح؟
الطالب : باطل.
الشيخ : باطل، أبطله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما أقرّها على هذا الباطل من أجل أن يبيّن إبطاله وإن شرط، وهذه مصلحة ولذلك اشترط الولاء لهم ( ثمّ قام النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فيهم خطيبا ) وأبطل الشّرط وأبطل الشّرط، فإقراره على شرطه مع أنّه فاسد، والشّروط الفاسدة كلّها حرام سواء التزمها الإنسان أم لم يلتزمها، من أجل إيش؟ أن يبيّن أنّ الشّرط الفاسد لا ينفّذ ولو شرط، إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم هذا الرّجل على صلاة باطلة من أجل أن يبيّن أنّ من فعل الصّلاة الباطلة فإنّه لا تجزئه حتى يقيمها كما أمر الله، نأخذ أسئلة وإلاّ نمشي؟
الطالب : نأخذ أسئلة.
الشيخ : نعم؟
السائل : قول الرسول ( استقبل القبلة ) مع أنّه يعني ما أخطأ في استقبالها.
الشيخ : نعم.
السائل : كيف يوجّه ذكره؟
الشيخ : أي نعم هذا إشكال إن شئت أن ننتظر حتّى نصله؟
السائل : ننتظر.
الشيخ : نعم؟
السائل : بارك الله فيكم، العبد إذا ... نفسه فاوفى الكتابة لمن يكون ولاؤه؟