تتمة فوائد حديث : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء .. ) . حفظ
الشيخ : ومن فوائد الحديث أنّ من ترك شيئا من الواجبات جاهلا فلا إعادة عليه إلاّ إذا كان في وقت وقت يطالب به وهذه قاعدة مفيدة، فهذا الرّجل لم يؤمر بالإعادة إلاّ فيما كان حاضرا في وقته، إلاّ ما كان في وقته، وعلى هذا فلو قدّر أنّ إنسانا له سنة أو سنتان يصلّي ولا يطمئنّ ثمّ جاء يسأل في وقت الضّحى مثلا هل نأمره بإعادة صلاة الفجر وما قبلها؟ الجواب لا، وهذا الحكم تشهد له أصول الشّريعة فإنّ الله تبارك وتعالى قال: (( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) وهذا يعمّ جميع المحظورات كما هو معروف ويعمّ الواجبات التي جاء في السّنّة بعدم قضائها
ويدلّ لهذا أيضا أنّ الجاهل بالشّريعة كالذي لم يبعث إليه رسول وقد قال الله تعالى: (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) وقال الله تبارك وتعالى: (( رسلا مبشّرين ومنذرين لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل )) وقال تعالى: (( وما كان ربّك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى إلاّ وأهلها ظالمون )) ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يأمر المستحاضة التي كانت تدع الصّلاة وقت استحاضتها بانية على الأصل وهو الأصل أنّ الدّم حيض فلم يأمرها بالإعادة، ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأمر عمّار بن ياسر رضي الله عنه حينما تمرّغ على الصّعيد من أجل التّطهرّ من الجنابة وصلّى بهذا ولم يأمره بالإعادة لأنّه كان جاهلا وبنى على قياس ليس بصحيح بعد أن تبيّن الحكم بالنّصّ المهمّ أنّ هذه القاعدة تنفعك
ولكن هل نطلق العذر بهذا النّوع من الجهل أو نقول إذا لم يفرّط؟ هذه مسألة في الحقيقة تحتاج إلى تحرٍّ قد نقول أنّه إذا كان في بادية ولا يطرأ على باله وجوب هذا الشّيء وليس عنده علماء وكل من حوله كلّهم جهّال فهذا لا نلزمه بالقضاء ليس في الصّلاة فقط حتى في الصّيام، لو فرض أنّ امرأة بلغت بالحيض لا بالسّنّ ولم يطرأ على بالها ولا على بال أهلها أنّها تصوم حتّى تتمّ خمس عشرة سنة وهي قد بلغت في السّنة الثانية عشرة فتركت قبل الخامسة عشرة؟
الطالب : ثلاث سنوات.
الشيخ : ثلاث رمضانات فإنّنا لا نأمرها بالقضاء ونقول استجدّي النّشاط على الطّاعة في المستقبل لكن لو كان هذا الذي جهل الأمر في مدينة العلم فيها واسع وكثير والعلماء فيها كثيرون ولكنّه تهاون ولم يسأل، أو قيل له اسأل فقال: (( يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) فهذا ليس بمعذور لأنّه أمكنه العلم ونبّه على هذا ولم يفعل، فالحاصل أنّ الجهل المطبق الذي لا يطرأ على بال الإنسان وجوب الشّيء وهو في غفلة تامّة لا في تغافل فهذا لا يلزم بقضاء ما فات من الواجب
فإن قال قائل هذا واضح فيما إذا كان الحقّ بين العبد وبين ربّه، لكن إذا كان الحقّ يتعلّق به حقّ الغير كما لو كان لا يزكّي على ماله جهلا منه بوجوب الزّكاة، جهلا منه بوجوب الزّكاة، فهل يلزمه أن يزكّي لما مضى أو نقول هو على القاعدة؟ الظاهر الثاني، الظاهر الثاني، لأنّ حقّ الفقراء في الزّكاة ليس حقّا محضا بل هو حقّ أوجبه الله لهم يعني ليس كالدّين الذي نقول يجب على الإنسان قضاء الدّين ولو طالت المدّة بل هذا حقّ أوجبه الله لهم ففيه شائبة أكبر من حقّ الله عزّ وجلّ من شائبة المخلوق
طيب هل نقول مثل ذلك لو أنّ شخصا ترك واجبا من واجبات الحج ولم يعلم أنّ فيه الفدية هل نقول تسقط عنه؟ الجواب لا، ما تسقط عنه وجه ذلك أنّ الفدية ليس لها وقت ليس لها وقت معيّن، فإذا لم يكن لها وقت معيّن فمتى ذكر أو علم وجب عليه أن يقوم بهذا.
ومن فوائد هذا الحديث حسن فهم الصّحابة رضي الله عنهم فهذا رجل أعرابي لمّا أراد أن يقسم على أنّه لا يعرف غير هذا عدل عن الإقسام بالله إلى الإقسام بصفة تشعر بأنّه ملتزم بما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لقوله: ( والذي بعثك بالحقّ ) وهل نقول إنّه إذا حلف على شيء فإنّه يختار من أسماء الله ما يناسبه؟ أن نقول الجواب في هذا تفصيل، أمّا إذا كان الشّيء يحتاج إلى ذكر المناسب فليذكره، وأمّا إذا كان لا يحتاج فالقسم بالله أولى يعني بلفظ الله.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ طلب التّعليم لا يدخل في السّؤال المذموم لا يدخل في السّؤال المذموم لأنّ الرّجل قال علّمني وليس كالمال، يعني سؤال العلم أهون بكثير من سؤال المال، لأنّ المال النّفوس مجبولة على محبّته فسؤال الغير المال يكون ثقيلا عليه لكن العلم؟ العلم ليس ثقيلا على النّفوس وبذله سهل فسؤاله ليس فيه كراهة إطلاقا بل قد نقول إنّه واجب
ولكن هل نقول إنّ الإنسان ينبغي أن يسأل في الوقت المناسب؟ أو يسأل ولو شقّ على المسؤول؟ الأوّل، أحيانا لا يناسب السّؤال لا سيما إذا لم يكن ضروريّا فهنا لا تسأل تحرج صاحبك، ربّما يتحمّل يتحمّل يتحمل لكن مع إحراج مثل أن يكون محتاجا إلى أن يقضي حاجته، أو محتاجا إلى موعد قرّره من قبل أو ما أشبه ذلك، ويعلم هذا بحال العالم الذي تريد أن تسأله، فرق بين أن يكون متأهّبا لتلقّي الأسئلة ويكون على عجل فلا تحرجه إلاّ على المسائل الضّروريّة فلا بدّ منها.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه يشرع الوضوء لكلّ صلاة لقوله: ( إذا قمت إلى الصّلاة ) وهذا يعمّ جميع الصّلوات ولكنّه ليس على سبيل الوجوب إلاّ على من أحدث ولهذا قال أهل العلم يستحبّ تجديد الوضوء عند كلّ صلاة لأنّهم أخذوا هذا من عموم قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا )) ولكن لا يجب إلاّ ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : إلاّ عن حدث، لأنّه ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يصلّي أحيانا الصّلوات الخمس كلّها بوضوء واحد.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة لأنّه أمر به للصّلاة وهو سابق عليها وكلّ ما يجب للصّلاة قبلها فهو من شروطها لأنّ الأركان نفس ماهيّة العبادة والشّروط سابقة تنقضي قبل الدّخول في العبادة لكن بعضها قد يلزم أن يصحب العبادة إلى آخرها كاستقبال القبلة والطّهارة وستر العورة وما أشبه هذا.
ومن فوائد هذا الحديث عدم التّفصيل في المجمل إذا كان معلوما لقوله ( أسبغ الوضوء ) ولم يبيّن كيف الوضوء لأنّه معلوم على أنّه ربّما يكون هذا الرّجل لا يعرف الوضوء لكن لو كان لا يعرفه لقال علّمنيه لأنّ المقام مقام تعليم.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب استقبال القبلة لقوله: ( ثمّ استقبل القبلة ) وسبق لنا أنّ استقبال القبلة شرط لصحّة الصّلاة إلاّ في مواطن، من يذكرها؟ ارفع يدك.
الطالب : إذا كان ..
الشيخ : يسقط في النّافلة في السّفر هذا واحد نعم.
الطالب : إذا خاف ...
الشيخ : عند الخوف طيب نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم؟ إيش؟
الطالب : للضّرورة ...
الشيخ : لا، عند العجز، عند العجز، كمريض لا يمكن أن يوجّه إلى القبلة وأسير وما أشبه ذلك، هذه ثلاثة أشياء، فيه شيء آخر؟ الجهل؟ لا هذه قصدك يعني إذا اجتهد وأخطأ؟ لا هذا استقبل القبلة شرعا يعني له حكم مستقبل القبلة لكن ما ذكرناه يعلم أنّ القبلة من هنا ويتركها، ثمّ يستقبل القبلة.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب تكبيرة الإحرام لقوله: ( فكبّر ) بلفظ الله أكبر فلو أتى بلفظ يدلّ عليها مثل أن يقول الله أعظم، عقيل ماذا تقول؟ لا يجزئ؟
الطالب : لا يجزئ.
الشيخ : نعم لا يجزئ، لا يجزئ إلاّ الله أكبر بهذا اللّفظ، لو قال الله أجلّ أو أعظم أو أعزّ أو أعلم ما يكفي ولها شروط في الواقع أظنّها سبقت شروط، يشترط أن تكون بهذا اللّفظ ويشترط الترتيب بين الكلمتين الله أكبر، فلو قلت الأكبر الله لم يجزئ لأنّ ألفاظ الأذكار توقيفيّة، ويشترط أن لا يمدّ الهمزة لكن في الجزء الأوّل منها وإلاّ في الثاني؟ فلو قال آلله أكبر ما أجزأ ولو قال الله آكبر ما أجزأ لأنّه يحوّل الجملة إلى؟
الطالب : استفهام.
الشيخ : إلى استفهام، يشترط أيضا أن لا يمدّ الباء فيقول الله أكبار قال أهل العلم بأنّ أكبار جمع كَبَر كأسباب جمع سبب، والكبر من أسماء القبر فلا يجزئ، لو قال الله ومدّها مدّا طويلا، يوجد بعض المؤذنّين يمد الله اللّام هذه يمدّها مدّا طويلا جدّا فهل يجزئ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الظاهر يجزئ لكنّه أخطأ من حيث التّجويد
ومن فوائد هذا الحديث وجوب قراءة القرآن حسب ما يتيسّر للإنسان لقوله: ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) وهذا الحديث مجمل لكن بيّنت السّنّة أنّه يجب أن يقرأ الفاتحة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فإن عجز عنها قرأ ما يكون بقدر آياتها وكلماتها يعني سبع آيات تكون على قدر كلمات الفاتحة أو أزيد، هذا ممكن أو غير ممكن؟
الطالب : ممكن.
الشيخ : ممكن يكون الفاتحة ما حفظها لكن حفظ آيات من أماكن أخرى فإن لم يعرف شيئا فالتّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى تيسير الشّريعة الإسلاميّة لقوله: ( ما تيسّر معك من القرآن ) طيب إذا قدّر أنّه حينما دخل الوقت لم يكن يعرف الفاتحة لكن بإمكانه أن يتعلّمها فهل نقول أخّر الصّلاة حتى تتعلّمها وتقرأ أو صلّ في أوّل الوقت بدون قراءة؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : الأوّل نعم، نقول إذا كان يمكنه أن يتعلّمها قبل خروج الوقت فليفعل لأنّه قدر على أن يأتي بالرّكن قبل خروج الوقت أمّا إذا كان لا يستطيع فليصلّ في أوّل الوقت على الحال التي يستطيعها.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الرّكوع لقوله: ( اركع ) وهو من الأركان، من أركان الصّلاة لأنّ الله تعالى عبّر به عن الصّلاة، والتّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه هكذا ذكر العلماء هذه القاعدة المفيدة التّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه، وقد عبّر الله بالرّكوع عن الصّلاة في قوله تعالى: (( واركعوا مع الرّاكعين )) وقوله: (( يا أيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا )) ومن فوائد هذا الحديث وجوب الطّمأنينة وهي الاستقرار وهل المراد الاستقرار بقدر الذّكر الواجب أو الاستقرار وإن كان أقلّ؟ في ذلك قولان للعلماء منهم من يقول يجب أن يستقرّ بقدر ما يقول سبحان ربّي العظيم، ومنهم من يقول الاستقرار وإن لم يتمكّن وإن لم يكن بقدر قول سبحان ربّي العظيم أفهمتم؟ ولكن لو ركع بأسرع ممّا يقول سبحان ربّي العظيم وقلنا إنّ سبحان ربّي العظيم واجب في الصّلاة وتركها عمدا هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إنّها واجبة في الصّلاة وهذا تركها عمدا؟
الطالب : بطلت صلاته.
الشيخ : بطلت صلاته لترك الواجب لكن إذا قلنا إنّها ليست بواجبة أو نسي فصلاته صحيحة، إذا قلنا إنّ المراد الطّمأنينة ولو أقلّ من الذّكر الواجب كم من الفوائد طيب توافقون على هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب نأخذ خمس دقائق أسئلة ونكمّل، نعم؟
ويدلّ لهذا أيضا أنّ الجاهل بالشّريعة كالذي لم يبعث إليه رسول وقد قال الله تعالى: (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) وقال الله تبارك وتعالى: (( رسلا مبشّرين ومنذرين لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل )) وقال تعالى: (( وما كان ربّك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى إلاّ وأهلها ظالمون )) ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يأمر المستحاضة التي كانت تدع الصّلاة وقت استحاضتها بانية على الأصل وهو الأصل أنّ الدّم حيض فلم يأمرها بالإعادة، ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأمر عمّار بن ياسر رضي الله عنه حينما تمرّغ على الصّعيد من أجل التّطهرّ من الجنابة وصلّى بهذا ولم يأمره بالإعادة لأنّه كان جاهلا وبنى على قياس ليس بصحيح بعد أن تبيّن الحكم بالنّصّ المهمّ أنّ هذه القاعدة تنفعك
ولكن هل نطلق العذر بهذا النّوع من الجهل أو نقول إذا لم يفرّط؟ هذه مسألة في الحقيقة تحتاج إلى تحرٍّ قد نقول أنّه إذا كان في بادية ولا يطرأ على باله وجوب هذا الشّيء وليس عنده علماء وكل من حوله كلّهم جهّال فهذا لا نلزمه بالقضاء ليس في الصّلاة فقط حتى في الصّيام، لو فرض أنّ امرأة بلغت بالحيض لا بالسّنّ ولم يطرأ على بالها ولا على بال أهلها أنّها تصوم حتّى تتمّ خمس عشرة سنة وهي قد بلغت في السّنة الثانية عشرة فتركت قبل الخامسة عشرة؟
الطالب : ثلاث سنوات.
الشيخ : ثلاث رمضانات فإنّنا لا نأمرها بالقضاء ونقول استجدّي النّشاط على الطّاعة في المستقبل لكن لو كان هذا الذي جهل الأمر في مدينة العلم فيها واسع وكثير والعلماء فيها كثيرون ولكنّه تهاون ولم يسأل، أو قيل له اسأل فقال: (( يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) فهذا ليس بمعذور لأنّه أمكنه العلم ونبّه على هذا ولم يفعل، فالحاصل أنّ الجهل المطبق الذي لا يطرأ على بال الإنسان وجوب الشّيء وهو في غفلة تامّة لا في تغافل فهذا لا يلزم بقضاء ما فات من الواجب
فإن قال قائل هذا واضح فيما إذا كان الحقّ بين العبد وبين ربّه، لكن إذا كان الحقّ يتعلّق به حقّ الغير كما لو كان لا يزكّي على ماله جهلا منه بوجوب الزّكاة، جهلا منه بوجوب الزّكاة، فهل يلزمه أن يزكّي لما مضى أو نقول هو على القاعدة؟ الظاهر الثاني، الظاهر الثاني، لأنّ حقّ الفقراء في الزّكاة ليس حقّا محضا بل هو حقّ أوجبه الله لهم يعني ليس كالدّين الذي نقول يجب على الإنسان قضاء الدّين ولو طالت المدّة بل هذا حقّ أوجبه الله لهم ففيه شائبة أكبر من حقّ الله عزّ وجلّ من شائبة المخلوق
طيب هل نقول مثل ذلك لو أنّ شخصا ترك واجبا من واجبات الحج ولم يعلم أنّ فيه الفدية هل نقول تسقط عنه؟ الجواب لا، ما تسقط عنه وجه ذلك أنّ الفدية ليس لها وقت ليس لها وقت معيّن، فإذا لم يكن لها وقت معيّن فمتى ذكر أو علم وجب عليه أن يقوم بهذا.
ومن فوائد هذا الحديث حسن فهم الصّحابة رضي الله عنهم فهذا رجل أعرابي لمّا أراد أن يقسم على أنّه لا يعرف غير هذا عدل عن الإقسام بالله إلى الإقسام بصفة تشعر بأنّه ملتزم بما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لقوله: ( والذي بعثك بالحقّ ) وهل نقول إنّه إذا حلف على شيء فإنّه يختار من أسماء الله ما يناسبه؟ أن نقول الجواب في هذا تفصيل، أمّا إذا كان الشّيء يحتاج إلى ذكر المناسب فليذكره، وأمّا إذا كان لا يحتاج فالقسم بالله أولى يعني بلفظ الله.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ طلب التّعليم لا يدخل في السّؤال المذموم لا يدخل في السّؤال المذموم لأنّ الرّجل قال علّمني وليس كالمال، يعني سؤال العلم أهون بكثير من سؤال المال، لأنّ المال النّفوس مجبولة على محبّته فسؤال الغير المال يكون ثقيلا عليه لكن العلم؟ العلم ليس ثقيلا على النّفوس وبذله سهل فسؤاله ليس فيه كراهة إطلاقا بل قد نقول إنّه واجب
ولكن هل نقول إنّ الإنسان ينبغي أن يسأل في الوقت المناسب؟ أو يسأل ولو شقّ على المسؤول؟ الأوّل، أحيانا لا يناسب السّؤال لا سيما إذا لم يكن ضروريّا فهنا لا تسأل تحرج صاحبك، ربّما يتحمّل يتحمّل يتحمل لكن مع إحراج مثل أن يكون محتاجا إلى أن يقضي حاجته، أو محتاجا إلى موعد قرّره من قبل أو ما أشبه ذلك، ويعلم هذا بحال العالم الذي تريد أن تسأله، فرق بين أن يكون متأهّبا لتلقّي الأسئلة ويكون على عجل فلا تحرجه إلاّ على المسائل الضّروريّة فلا بدّ منها.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه يشرع الوضوء لكلّ صلاة لقوله: ( إذا قمت إلى الصّلاة ) وهذا يعمّ جميع الصّلوات ولكنّه ليس على سبيل الوجوب إلاّ على من أحدث ولهذا قال أهل العلم يستحبّ تجديد الوضوء عند كلّ صلاة لأنّهم أخذوا هذا من عموم قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا )) ولكن لا يجب إلاّ ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : إلاّ عن حدث، لأنّه ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يصلّي أحيانا الصّلوات الخمس كلّها بوضوء واحد.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة لأنّه أمر به للصّلاة وهو سابق عليها وكلّ ما يجب للصّلاة قبلها فهو من شروطها لأنّ الأركان نفس ماهيّة العبادة والشّروط سابقة تنقضي قبل الدّخول في العبادة لكن بعضها قد يلزم أن يصحب العبادة إلى آخرها كاستقبال القبلة والطّهارة وستر العورة وما أشبه هذا.
ومن فوائد هذا الحديث عدم التّفصيل في المجمل إذا كان معلوما لقوله ( أسبغ الوضوء ) ولم يبيّن كيف الوضوء لأنّه معلوم على أنّه ربّما يكون هذا الرّجل لا يعرف الوضوء لكن لو كان لا يعرفه لقال علّمنيه لأنّ المقام مقام تعليم.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب استقبال القبلة لقوله: ( ثمّ استقبل القبلة ) وسبق لنا أنّ استقبال القبلة شرط لصحّة الصّلاة إلاّ في مواطن، من يذكرها؟ ارفع يدك.
الطالب : إذا كان ..
الشيخ : يسقط في النّافلة في السّفر هذا واحد نعم.
الطالب : إذا خاف ...
الشيخ : عند الخوف طيب نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم؟ إيش؟
الطالب : للضّرورة ...
الشيخ : لا، عند العجز، عند العجز، كمريض لا يمكن أن يوجّه إلى القبلة وأسير وما أشبه ذلك، هذه ثلاثة أشياء، فيه شيء آخر؟ الجهل؟ لا هذه قصدك يعني إذا اجتهد وأخطأ؟ لا هذا استقبل القبلة شرعا يعني له حكم مستقبل القبلة لكن ما ذكرناه يعلم أنّ القبلة من هنا ويتركها، ثمّ يستقبل القبلة.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب تكبيرة الإحرام لقوله: ( فكبّر ) بلفظ الله أكبر فلو أتى بلفظ يدلّ عليها مثل أن يقول الله أعظم، عقيل ماذا تقول؟ لا يجزئ؟
الطالب : لا يجزئ.
الشيخ : نعم لا يجزئ، لا يجزئ إلاّ الله أكبر بهذا اللّفظ، لو قال الله أجلّ أو أعظم أو أعزّ أو أعلم ما يكفي ولها شروط في الواقع أظنّها سبقت شروط، يشترط أن تكون بهذا اللّفظ ويشترط الترتيب بين الكلمتين الله أكبر، فلو قلت الأكبر الله لم يجزئ لأنّ ألفاظ الأذكار توقيفيّة، ويشترط أن لا يمدّ الهمزة لكن في الجزء الأوّل منها وإلاّ في الثاني؟ فلو قال آلله أكبر ما أجزأ ولو قال الله آكبر ما أجزأ لأنّه يحوّل الجملة إلى؟
الطالب : استفهام.
الشيخ : إلى استفهام، يشترط أيضا أن لا يمدّ الباء فيقول الله أكبار قال أهل العلم بأنّ أكبار جمع كَبَر كأسباب جمع سبب، والكبر من أسماء القبر فلا يجزئ، لو قال الله ومدّها مدّا طويلا، يوجد بعض المؤذنّين يمد الله اللّام هذه يمدّها مدّا طويلا جدّا فهل يجزئ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الظاهر يجزئ لكنّه أخطأ من حيث التّجويد
ومن فوائد هذا الحديث وجوب قراءة القرآن حسب ما يتيسّر للإنسان لقوله: ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) وهذا الحديث مجمل لكن بيّنت السّنّة أنّه يجب أن يقرأ الفاتحة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فإن عجز عنها قرأ ما يكون بقدر آياتها وكلماتها يعني سبع آيات تكون على قدر كلمات الفاتحة أو أزيد، هذا ممكن أو غير ممكن؟
الطالب : ممكن.
الشيخ : ممكن يكون الفاتحة ما حفظها لكن حفظ آيات من أماكن أخرى فإن لم يعرف شيئا فالتّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى تيسير الشّريعة الإسلاميّة لقوله: ( ما تيسّر معك من القرآن ) طيب إذا قدّر أنّه حينما دخل الوقت لم يكن يعرف الفاتحة لكن بإمكانه أن يتعلّمها فهل نقول أخّر الصّلاة حتى تتعلّمها وتقرأ أو صلّ في أوّل الوقت بدون قراءة؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : الأوّل نعم، نقول إذا كان يمكنه أن يتعلّمها قبل خروج الوقت فليفعل لأنّه قدر على أن يأتي بالرّكن قبل خروج الوقت أمّا إذا كان لا يستطيع فليصلّ في أوّل الوقت على الحال التي يستطيعها.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الرّكوع لقوله: ( اركع ) وهو من الأركان، من أركان الصّلاة لأنّ الله تعالى عبّر به عن الصّلاة، والتّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه هكذا ذكر العلماء هذه القاعدة المفيدة التّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه، وقد عبّر الله بالرّكوع عن الصّلاة في قوله تعالى: (( واركعوا مع الرّاكعين )) وقوله: (( يا أيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا )) ومن فوائد هذا الحديث وجوب الطّمأنينة وهي الاستقرار وهل المراد الاستقرار بقدر الذّكر الواجب أو الاستقرار وإن كان أقلّ؟ في ذلك قولان للعلماء منهم من يقول يجب أن يستقرّ بقدر ما يقول سبحان ربّي العظيم، ومنهم من يقول الاستقرار وإن لم يتمكّن وإن لم يكن بقدر قول سبحان ربّي العظيم أفهمتم؟ ولكن لو ركع بأسرع ممّا يقول سبحان ربّي العظيم وقلنا إنّ سبحان ربّي العظيم واجب في الصّلاة وتركها عمدا هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إنّها واجبة في الصّلاة وهذا تركها عمدا؟
الطالب : بطلت صلاته.
الشيخ : بطلت صلاته لترك الواجب لكن إذا قلنا إنّها ليست بواجبة أو نسي فصلاته صحيحة، إذا قلنا إنّ المراد الطّمأنينة ولو أقلّ من الذّكر الواجب كم من الفوائد طيب توافقون على هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب نأخذ خمس دقائق أسئلة ونكمّل، نعم؟