ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . حفظ
الشيخ : أخذ بعض العلماء من هذا أنّه إذا رفع من الرّكوع أرسل يديه وقال ترجع العظام يعني إلى طبيعتها ومن جملة العظام اليدان ولكنّ هذا المأخذ مغالاة في التّعميم، لأنّ الكلام على العظام التي تتأثّر بالرّكوع وهي الصلب والورك وما أشبه ذلك، ثمّ لدينا حديث أحسن من هذا في الدلالة وهو ما رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: ( كان النّاس يؤمرون أن يضع الرّجل كفّه اليمنى على ذراعه اليسرى في الصّلاة ) كلمة في الصّلاة يشمل كلّ الصّلاة، كلّ الصّلاة لكن من المعلوم أنّه يخرج الرّكوع لأنّ اليدين على الرّكبتين، ويخرج السّجود لأنّ اليدين على الأرض، ويخرج الجلوس لأنّ اليدين على الفخذين، يبقى القيام الذي قبل الرّكوع والذي بعده يدخل في العموم، الإمام أحمد رحمه الله قال " إنّ الإنسان إذا رفع من الرّكوع يخيّر "، واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : الآن استثنينا الرّكوع والسجود والجلوس من عموم في الصّلاة والعادة أن المستثنى يكون أقلّ من المستثنى منه هذا هو الغالب حتى إنّ بعضهم لم يصحّح الاستثناء إذا كان المستثنى أكثر إذا كان المستثنى أكثر وقالوا مثلا إنّ الرّجل إذا قال للشّخص له عندي عشرة إلاّ سبعة يلزمه؟ عشرة لأنّ هذا الاستثناء غير صحيح، إذا كان المستثنى أكثر ... المستثنى واقتصر عليه قل له عندي سبعة دراهم، أمّا تقول عشرة إلاّ سبعة هذا قلب، على كلّ حال الذي يظهر لي والذي نعمل به ومشايخنا هو أنّ ما بعد الرّكوع كالذي قبل الرّكوع إلاّ شيخنا عبد الرّحمن رحمه الله فإنّه اتّبع في ذلك نصّ الإمام أحمد وقال إنّ الإنسان يخيّر بين أن يضع اليد اليمنى على اليسرى أو أن يرسل ورأيته يرسل كثيرا.
" وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع: ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ) "
لا تتمّ ولم يقل لا تصحّ أو لا تقبل، لا تتمّ وفرق بين التّعبيرين بين لا تتمّ أو لا تصحّ أو لا تقبل وما أشبه ذلك حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله أمر الله ب... في قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة )) امشوا
الطالب : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )).
الشيخ : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) هذا الذي أمر الله، وقوله: ( ثمّ يكبّر ) ( كما أمر الله تعالى ) تعالى أي ترفّع سبحانه وتعالى عن كلّ نقص، فتعالى في مكانه وتعالى في صفاته
( ثمّ يكبّر الله تعالى ) وهذه تكبيرة الإحرام ( ويحمده ويثني عليه ) هذا الاستفتاح، وفيها أي في هذه الرّواية ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلّله ) في هذه الرّواية حديث رفاعة فوائد