وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . حفظ
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
نكمّل الرّوايات التي ساقها ابن حجر رحمه الله في " بلوغ المرام " في حديث المسيء في صلاته، انتهينا إلى قوله: ( فإن كان معك قرآن فاقرأ ) وكلمة إن كان معك قرآن فاقرأ مطلق فيحمل على المقيّد وهو أنّ الواجب أن تكون القراءة ...
وقوله: ( وإلاّ ) يعني وإن لا يكن معك من القرآن فاحمد الله يعني قل الحمد لله والله أكبر ولا إله إلاّ الله، هذا البدل هل يساوي المبدل منه أو لا؟ الجواب لا، يساوي آية أو بعض آية من الفاتحة ولهذا نقول البدل لا يشترط أن يكون مساويا للمبدل منه، انظر إلى الصّيام في كفّارة اليمين كم؟ ثلاثة أيّام، والإطعام؟ إطعام عشرة، عشرة مساكين طيب، فلا يشترط أن يكون البدل مساويا للمبدل منه وسيأتي إن شاء الله في الفوائد.
ولأبي داود: ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) الواو للجمع يعني اقرأ بالأمرين بفاتحة الكتاب وبما شاء الله، أمّ الكتاب هي الفاتحة وسمّيت أمّا لأنّ الأمّ ما يؤول إليه الشّيء ويقصد ولهذا سمّي كتاب الأعمال إماما كما قال عزّ وجلّ: (( وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين )) لأنّه يقتدى به، أمّ الكتاب ... الكتاب الفاتحة جميع معاني القرآن الإجماليّة تشتمل عليها الفاتحة
ففيها حمد وثناء وربوبيّة وألوهيّة وعبادة وأخبار الأمم السّابقة بالإجمال، وأحوال الخلق ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم وهم الذين علموا الحقّ وعملوا به وقسم غضب الله عليهم وهم الذين علموا الحقّ ولم يعملوا به كاليهود، وقسم أرادوا الحقّ فضلّوا عنه كالنّصارى، المهمّ أنها أعني فاتحة الكتاب جمعت المعاني التي جاء بها القرآن ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع إلى كتاب ابن القيّم رحمه الله " مدارج السّالكين " فإنّه أتى فيه بالعجب العجاب حول الكلام على الفاتحة وما تضمّنته.
ولابن حبّان: ( ثمّ بما شئت ) بدل بما شاء الله والمعنى واحد لأنّ ما شاءه الله لا بدّ أن يشاءه العبد، لأنّ ما شاءه الله لا بدّ أن يشاءه العبد، وما شاءه العبد فقد حصل بعد مشيئة الله فهما متلازمان هل نحن أخذنا فوائد الحديث من الأوّل؟ طيب.