وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يسلم عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعن شماله : السلام عليكم ورحمه الله . رواه أبو داود بإسناد صحيح . حفظ
القارئ : " وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله السلام عليكم ورحمه الله ) رواه أبو داود بسند صحيح " :
الشيخ : هذا الحديث مما يُستغرب على المؤلف رحمه الله تصحيحه، لأن أكثر الذين خرجوه قالوا إنه ضعيف زيادة وبركاته، ولكن بعض أهل العلم كالمؤلف يرى أن سنده صحيح، فإن كان هذا الحديث صحيحًا فإنه ينبغي للإنسان أن يفعله أحيانًا، ويقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما أن نسخ أبي داود أيضا اختلفت في رواية هذا الحديث ففي بعضها يقولها في التسليمة الأولى فقط، وفي بعضها يقولها في التسليمتين جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيهما جميعا، ولكن أكثر الأحاديث الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: السلام عليكم ورحمة الله فقط، ولا يزيد : وبركاته .
وقد أعلّ بعض العلماء هذا الحديث بالشذوذ وقال: إن الأحاديث الكثيرة المتكاثرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ليس بها ذكر بركاته، والرواة الذي في هذا السند أيضًا متكلم فيهم، والأولى ما دام الحديث فيه هذا الخلاف في متنه وسنده، الأولى أن يقتصر على ما تظافرت به النصوص: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، فإن هذا أسلم للإنسان وأبرأ لذمته، لأن إثبات شيء زائد في شريعة الله يحتاج إلى سند صحيح يكون حجة للإنسان بينه وبين ربه إذا لقيه يوم القيامة ، وما دام أكثر الأحاديث المتكاثرة على الاقتصار على ذلك بدون وبركاته فهو أولى ، لاسيما أنها بعض الأحيان تحدث تشويشًا، ولكن التشويش فيما ثبتت فيه السنة ما يهم، لأن الناس لو شوّشوا أول مرة يعتادون، إنما إذا كان الأمر لم يثبت ثبوتا يطمئن إليه الإنسان فالأولى ألا يفعل، نعم إذا كان الإنسان يريد أن يفعل ذلك فيما بينه وبين نفسه في صلاة النوافل بحيث إذا ترجح عنده أن الحديث له صحيح، فإن ترجح عنده ضعفه فلا يقوله لا في النوافل ولا في غيرها.
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم؟
الطالب : ما فيه، ما رواه مسلم بن فضيل عند الدارقطني ... أبي داود!
الشيخ : نعم لكن حتى في رجاله متكلم فيه، فيه كلام كثير في رجاله.
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَد منك الجد ) متفق عليه " .