وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( أوصيك يا معاذ : لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) . رواه أحمد وأبو داود والنسائي بسند قوي . حفظ
القارئ : " وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ( أوصيك يا معاذ لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أَعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أحمد وأبو داود والنسائي بسند قوي " :
الشيخ : هذا الحديث أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل رضي الله عنه أن يقول دبر كل صلاة: والمراد كل صلاة مكتوبة كما جاء ذلك مقيدا في بعض الروايات .
يقول: ( اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ): الإعانة على هذه الأمور يحصل بها سعادة الدنيا والآخرة.
على ذكرك: يعني بالقلب واللسان، وعلى شكرك بالقلب واللسان والجوارح، وعلى حسن عبادتك: وهو أخص من الشكر، لأن الشكر يحصل بالعبادة وإن كانت على غير وجه الأحسن، لكن على حسن عبادتك أخص، وفيه الإعانة على هذه الأمور إعانة على ما فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة .
وفي سؤال العبد ربه أن يعينه على ذلك عنوان على افتقاره إلى ربه، وأنه سبحانه وتعالى إن لم يعنه فإنه لا يفعل، وهو كذلك إذا لم يمدك الله عز وجل بعونه فإنه إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى ضعف وعجز وعورة، ولهذا قرن الله الاستعانة بالعبادة فقال: (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ، وقال: (( فاعبده وتوكل عليه )).
فلابد من استعانة العبد بربه، فإن لم يعنه خذل وعجز عن إدراك العمل، وفي قوله: ( حسن عبادتك ) لم يقل: على عبادتك، وإنما قال: ( على حسن )، لأن الإنسان قد يعبد ربه ولكن لا يكون عمله حسنا، إما لعدم إخلاصه وإما لعدم متابعته، والعمل لا يكون حسنا إلا بأمرين: بالإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقوله: ( أن تقول دبر كل صلاة ) : اختلف العلماء في معنى دبر فقال بعض العلماء أي: بعد الصلاة، وهذا هو المشهور عند أكثر أهل العلم.
وقال بعض العلماء: في دبر كل صلاة أي: في آخر الصلاة قبل السلام، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: لأن محل الدعاء آخر الصلاة لا ما بعد الصلاة، الذي بعد الصلاة الذكر وأما الدعاء فهو قبل، وعلى هذا فإذا جاءت دبر إن كان دعاء فهو قبل السلام، وإن كان ذكرًا فهو بعد السلام، الدليل من القرآن والسنة.
أما من القرآن في الذكر فقد قال الله تعالى: (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله )) فجعل محل الذكر بعد الصلاة، فكل ذكر يقيّد بدبر الصلاة فالمراد بعدها، وأما في الدعاء فقال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود لما ذكر التشهد: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) ، وقال: ( إذا تشهد أحدكم التشهد آخره أو الأخير فليقل: أعوذ بالله من عذاب جهنم ) ، فجعل النبي عليه الصلاة والسلام ما بعد التشهد وقبل التسليم محلا للدعاء.
وحديث معاذ هذا قد ورد في بعض ألفاظه : أن الرسول أمره أن يقول في صلاته : ( لا تدعن أن تقول في صلاتك ) وهذه الرواية تؤيد ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنها تقال قبل السلام لا بعده ، نعم ؟
الطالب : هل تقال هنا وهنا ؟
الشيخ : لا ما يمكن، ما يمكن يقال هنا وهنا ما يمكن .
الطالب : يعني الأفضل في الصلاة؟
الشيخ : إما في الصلاة وإلا بعدها والأحسن في الصلاة ، نعم ؟
الطالب : شيخ بعض الوعاظ يقول: في فضل الله أكبر ... يدخل في معناها بأنك بين يدي أكبر فلا تنشغل عنه هل يصح الكلام هذا الذي يقال ؟
الشيخ : يعني له وجه يعني كونه يخص الانتقال هذا بالتكبير له وجه، إنك تذكر نفسك عند الانتقال من ركن إلى ركن لأنك بين يدي من هو أكبر من كل شيء إيه نعم.
الطالب : يعني لو قال : أعني على ذكرك والقصد الذي كان بالقلب يعني معناه الذكر الخاص ؟
الشيخ : هو الظاهر، لأن الشكر أعم علشان يكون بين الكلمتين تغاير .