فوائد حديث ( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين ...). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث فوائد: منها:
وقوع الطلاق الثلاث يعني: أنه طلاق معتبر
الطالب : ...
الشيخ : اصبروا يا جماعة ، لا اله إلا الله خلق الإنسان من عجل وكان عجولاً
أن طلاق الثلاث معتبر لكن هل يعتبر بوصفه أو يعتبر بأصله؟ يعتبر بأصله فيقع الطلاق لكن واحدة وقالت الرافضة: الطلاق الثلاث لا يقع أصلاً وأن الإنسان إذا طلق زوجته وقال: أنت طالق ثلاثاً لم يقع عليه شيء لا واحدة ولا ثلاثا، - انتبهوا - وعللوا ذلك بأن هذا طلاق منهي عنه والمنهي عنه يكون مردوداً، أرأيتم لو باع صاعاً بصاعين ،صاعا من البر بصاعين من البر هل تقولون ببطلان الزيادة وهي الصاع أو ببطلان البيع جملة؟ نعم
الطالب : ببطلان البيع جملة
الشيخ : ببطلان البيع جملة ،قالوا فهذا أيضا كذلك لا تبطلوا الثلاث فقط أبطلوا الكل أبطلوا الكل، لأنه وقع على غير ما أمر الله به ورسوله فيكون مردوداً: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) والتحريم إنما هو في إيش؟ التحريم في الوصف وأنتم تجعلون ما عاد على الوصف كالذي عاد على الذات أو على الأصل تجعلون ما عاد على الوصف كالذي عاد على الأصل وحينئذٍ يلزمكم أن تقولوا بأن الطلاق الثلاث غير واقع أصلاً، أفهمتم ؟ الحجة قوية لكن لا حجة تصادم النص، فحديث ابن عباس صريح بأنه يقع كم؟
الطالب : واحدة
الشيخ : واحدة فيلغي الوصف ويبقي الأصل وإذا كان عندنا نص في المسألة بطل القياس إذا كان عندنا في المسألة نص بطل القياس، فكم تبين لكم الآن من قول؟
الطالب : ثلاثة
الشيخ : ثلاثة أقوال، فيه قول رابع: أن هذا في غير المدخول بها الطلاق الثلاث يقع واحدة في غير المدخول بها ويقع ثلاثاً في المدخول بها لكن هذا لا يخرج عن قول الجمهور في الحقيقة، لأن غير المدخول بها تبين بالأول ويقع ما بعده على أجنبية فهو بمعنى القول الأول وإن كان بعضهم يجعله قولاً، فعلى كل حال: نحن نقول: إن القول الراجح الذي دلت عليه السنة هو اعتبار الأصل إيش؟ وإلغاء الوصف فيعتبر الطلاق أصله ويلغي وصفه وهو الثلاث إذا قال: أنت طالق ثلاثا أو يلغي ما بعد الجملة الأولى لأنه وقع على غير ما أراد الله ورسوله أو على غير ما أمر الله به ورسوله فيلغي هذا هو القول الراجح في هذه المسألة .
ثم قال : " وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال : ( أُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً ) " يعني قال أنت طالق أنت طالق أنت طالق ، بتها جميعاً ( فقام غضبان ) غضبان ، الحقيقة كيف ما نبهتوني ما كملنا فوائد الأول نعم ما كملنا فوائد الأول ، طيب ما الذي قلنا في الفائدة الأولى ؟ وقوع الطلاق وقوع الطلاق طيب.
ومن فوائد الحديث: أن الطلاق الثلاث يكون واحدة سواء وقع بلفظ: أنت طالق أنت طالق أنت طالق أو بلفظ: أنت طالق ثلاثاً، لقوله: كان طلاق الثلاث واحدة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن كون الطلاق الثلاث واحدة لو ادعى مدع أنه إجماع قديم لكان قوله صحيحاً متوجها، لأنه مضى عليه عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر.
ومن فوائد الحديث: أن لولي الأمر أن يعذر بحرمان الإنسان ما يستحق بحرمان الإنسان ما يستحق، كما أن له أن يعذر بإيقاع العقوبة على من يستحق فهنا عذرهم عمر بمنعهم مما يستحقون، ما الذي يستحقونه ؟ المراجعة يستحقون المراجعة بالطلاق الثلاث، لكن منعهم لئلا يستعجلوا في أمر فيه أناة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن إرداف الطلاق بالطلاق سفه واستعجال، سفه واستعجال، لقوله: ( استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة ) والأناة عقل وحلم، وضدها ايش؟ العجلة والسفه، ووجه ذلك يا إخواني: أن الإنسان إذا طلق زوجته واحدة هل يجبر على إرجاعها؟ لا يجبر، يتركها حتى تنقضي عدتها، وحينئذٍ تبين منه ولا تطالبه لا بنفقة ولا بغيرها فأيهما أقرب إلى العقل أن يطلقها طلاقا يكون له فيه أناة وخيار إن شاء راجع وإن شاء لم يراجع مع أن الأمر إليه أو أن يبت طلاقها حتى يحال بينه وبينها؟
الطالب : الأول
الشيخ : الأول. نعم
ومن فوائد هذا الحديث: جواز إضافة الضمير إلى النفس بصيغة التعظيم لقوله: ( أمضيناه ) ولم يقل أمضيته وهذا لا بأس به خلافاً لبعض الناس الذي يقول إن الرجل إذا قال رأينا كذا يكون متكبراً معجباً برأيه، بل له أن يقول: رأيي كذا، ورأينا كذا لا سيما إذا كان حاكماً أو قاضيا أو أميراً أو ما أشبه ذلك يعني: له كلمة، فله أن يقول ذلك لكن يشترط شرط لا بد منه وهو: ألا يكون الحامل له على ذلك الإعجاب أو الكبرياء فإن كان الحامل له على ذلك الإعجاب أو الكبرياء منع من إطلاق هذا اللفظ من أجل ألا يجره ذلك إلى الاستمرار مما هو عليه من الكبرياء والإعجاب، ويقول إذا خاف هذا الشيء يقول رأيي كذا ، لو أمضيت كذا ،حتى يهين نفسه التي شمخت وعلت لأن الإنسان على نفسه بصيرة وهو مؤتمن عليها ، يجب أن يرعاها حق رعايتها وأن يقودها إلى ما فيه الخير وإذا رأى من نفسه أنها تميل إلى شر وإلى فساد وجب عليه أن يكبح جماحها وليعلم أن النفس الأمارة بالسوء عدوة فإذا تغلب عليها فهو كانتصاره على عدوه يكون بعد ذلك له السيطرة التامة على نفسه، يستطيع أن يوجهها التوجيه السليم ويبعدها عن المزالق وهذه المسألة يجب على أرباب السلوك العناية بها ، الذين يريدون تهذيب نفوسهم وتطهيرها من سوء الأخلاق أن يكون لهم السيطرة عليها السيطرة عليها، وإذا كانت لهم السيطرة عليها صارت النفوس بأيديهم كالعجينة بيد العاجن من اللين والطواعية، لكن إذا ترك الإنسان نفسه وما هي عليه فإنه في النهاية يعجز عن كبح جماحها، لأنها تسيطر عليه.