وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال :( أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً ، فقام غضبان ، ثم قال : أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ، حتى قام رجل فقال يا رسول الله : ألا أقتله ؟). رواه النسائي ورواته موثقون . حفظ
الشيخ : ثم قال : " وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: ( أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا، فقام غضبان ثم قال: أيلعب بكتاب الله تعالى، وأنا بين أظهركم؟ ! حتى قام رجل فقال: يا رسول الله، ألا أقتله؟ ) رواه النسائي ورواته موثقون ".
قوله: ( أخبر رسول الله ) لم يعين المخبر فهو مجهول، ولكن هذا لا يضر لأنه لا يتعلق به حكم، الحكم بما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي روى الحكم عن الرسول معلوم أو غير معلوم؟
الطالب : معلوم
الشيخ : من هو؟ محمود محمود بن لبيد.
وقوله: ( عن رجل طلق امرأته ) من هذا الرجل؟ غير معلوم، وهل يضرنا جهله؟ لا ... صحابي، لا يضرنا جهله لأنه لا يتعلق بمعرفته حكم فجهله غير ضار، يوجد بعض الناس من المحدثين وغير المحدثين من يتعب نفسه في معرفة هؤلاء المبهمين، يتعب نفسه ولكن هذا لا داعي له، لأنه يشغله عما هو أهم، صحيح أن المبهم من الرواة تجب العناية به لماذا؟ لأنه يترتب على علمه قبول الخبر أو رده، لكن مثلاً رجل وقعت عليه المسألة فيذكر مبهماً ليس لنا كبير أهمية في أن نعرف هذا هذا المبهم، طيب وربما يكون الراوي تعمد إبهامه خصوصا إذا كان الشيء مما ينتقد وينكر فإنهم قد يبهمونه سترا عليه
يقول: ( طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ) ثلاث تطليقات لا يكون الطلاق إلا بجملة أنت طالق، فإذا كانت ثلاث تطليقات معناه: أنه قال: أنت طالق، أنت طالق أنت طالق وهكذا لو قال الراوي طلقها ثلاثا فإنه يحمل على هذا، لا على أنه قال أنت طالق ثلاثاً، بل أنا في شك هل هذه الصيغة توجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا؟ أنت طالق ثلاثا، لأنه مثلا إذا قالوا : قالها ثلاثاً ( ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور قالها ثلاثا ) هل معناه: أن الرسول قال ألا وشهادة الزور ثلاثا؟ لا، المعنى قال ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور هكذا إذا جاءت الصيغة في الحديث طلقها ثلاثاً لا شك أنه يراد بها أنه قال أنت طالق أنت طالق أنت طالق، لأن الذي يقع به الطلاق هي الجملة التامة لا أن الصيغة أنت طالق ثلاث - انتبهوا لهذا ، فعلى هذا نقول معنى ثلاث تطليقات جميعاً أنه قال: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، لكن جمع بعضها إلى بعض ( فقام ) أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( غضبان ) والغضب وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدق وصف وصفه بأنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، والقلب منه يظهر الدم، ولهذا تنتفخ أوداجه، يعني: عروقه المحيطة بالحلقوم، ومن الناس من تحمر عيناه تمتلئ دماً، ومن الناس من ينتفش شعره، ومن الناس من يكفهر وجهه يكاد يتفجر من الغضب، لأن هذه الجمرة جعلت الدم يغلي يغلي كما يغلي الطعام في القدر، هذا هو الغضب، والغضب صفة كسبية وصفة غريزية صفة كسبية وصفة غريزية، صفة غريزية يعني: أن بعض الناس يُخلق سريع الغضب وبعض الناس يتكلف سرعة الغضب يحب أن يغضب، ولذلك تجده إذا فعل ما يغضبه أحياناً يغضب وأحياناً لا يغضب لأنه أحيانا يغضب ليري الرجل الذي أساء إليه أو الولد الذي أساء في معاملته ليريه أنه قادر على الانتقام منه فيغضب، وأحياناً لا ، ومع ذلك
( فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له رجل: أوصني ) يعني اعهد علي بشيء ينفعني ويهمني ( قال: لا تغضب، قال أوصني ، قال: لا تغضب ، أوصني قال: لا تغضب ) والنبي عليه الصلاة والسلام يوصي كل إنسان بما يليق بحاله فكأن هذا الرجل معلوم أنه سريع الغضب فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بترك الغضب وكرر مراراً وهو يقول لا تغضب، هل المعنى لا يعتريك الغضب أو لا تنفذ الغضب؟ نعم الثاني، لأن الأول قد لا يكون للإنسان فيه حيلة فلا يستطيع، لكن الثاني هو المراد يعني وطن نفسك على ألا تغضب وإذا غضبت فلا تنفذ، بعض الناس يغضب يكسر الأواني ويطلق الزوجات، وربما يحلف أيمان على ألا يفعل شيئاً وهو محتاج إليه ثم إذا أفاق ندم ندامة عظيمة وجاء يسأل: أنا فعلت أنا فعلت ثم يكون نادماً على ما فعل ولكن ما هو الطريق إلى أن نكف هذا الغضب؟ في طريق أولاً: أن يستعيذ بالله من الشيطان أن يستعيذ بالله من الشيطان، وهذا هو الأولى إذا رأينا رجلاً غضباناً أن نقول استعذ بالله ، تعوذ بالله من الشيطان ، بعض الناس يقول: صل على النبي، نعم نسمع كثيراً وإلا قل: لا إله إلا الله، كل هذا طيب ، الأمر بذكر الله والأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا طيب لكن الكلمة التي قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ذكر له غضب رجل ( قال: إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ) لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان ، فيستعيذ بالله من شر الشيطان أحسن
ومنها: أن يتوضأ فالأول دواء معنوي والثاني دواء حسي معنوي لأنك إذا توضأت بردت أعضاؤك وهبطت نفسك
ومنها إذا كان قائما أن يجلس، وإذا كان جالسا أن يضطجع، لأن تغير الحال توجب زوال الحال الأولى، ومنها وهو مجرب لكنه لم تأت به السنة فيما أعلم أن ينصرف ينصرف عن المكان، لأنه إذا انصرف أفاق ولم ينفذ ما يقتضيه غضبه، ولهذا نجد الناس إذا رأوا شخصين يتخاصمان وكل واحد منهما غاضب على الآخر نراهم يمسكون بأحدهما نعم ثم يسحبونه يذهبون به إلى مكان آخر، فعلى كل حال أهم شيء أن الإنسان لا يغضب ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس يغضب انتقاما لنفسه أبداً وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله، ولهذا قام هنا غضبان
ثم قال: ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ ) الاستفهام هنا للإنكار والتعجب أيضاً، أما الإنكار فإنه ينكر على كل من لعب بكتاب الله، وأما التعجب فيتعجب الإنسان كيف يلعب بكتاب الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ينزل عليه الوحي بين أظهركم؟ ! هذه حالة غريبة تدعو إلى العجب
وقوله: ( بكتاب الله ) يعني: القرآن ووجه كونه لعبا بالقرآن أن الله قال: (( الطلاق مرتان )) أي: مرة بعد مرة والجملة خبرية لكن معناها الأمر، يعني: طلقوا مرة بعد مرة لا تطلقوا مرات متتابعة، بل مرة ثم إذا حصل نكاح أو رجعة طلقوا مرة ثانية ثم إذا حصل نكاح أو رجعة طلقوا مرة ثالثة فإن طلقها فلا تحل له من بعد فالله عز وجل قال: (( الطلاق مرتان )) هذا شأنه شرعا، وهذا ما أمر به الله عز وجل فإذا جاء شخص وقال: أنت طالق أنت طالق أنت طالق هل جعل الطلاق مرتين؟ لا، ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا لعبا بكتاب الله فقال: ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ) ونختم الدرس لأنه جاء وقت الأسئلة، بإعراب ( وأنا بين أظهركم ) من يريد ... المحقق ؟
الطالب : ... حالية
الشيخ : ويش تقولون ؟ الجملة حالية، يعني: والحال أني بين أظهركم نعم سؤالك ؟
قوله: ( أخبر رسول الله ) لم يعين المخبر فهو مجهول، ولكن هذا لا يضر لأنه لا يتعلق به حكم، الحكم بما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي روى الحكم عن الرسول معلوم أو غير معلوم؟
الطالب : معلوم
الشيخ : من هو؟ محمود محمود بن لبيد.
وقوله: ( عن رجل طلق امرأته ) من هذا الرجل؟ غير معلوم، وهل يضرنا جهله؟ لا ... صحابي، لا يضرنا جهله لأنه لا يتعلق بمعرفته حكم فجهله غير ضار، يوجد بعض الناس من المحدثين وغير المحدثين من يتعب نفسه في معرفة هؤلاء المبهمين، يتعب نفسه ولكن هذا لا داعي له، لأنه يشغله عما هو أهم، صحيح أن المبهم من الرواة تجب العناية به لماذا؟ لأنه يترتب على علمه قبول الخبر أو رده، لكن مثلاً رجل وقعت عليه المسألة فيذكر مبهماً ليس لنا كبير أهمية في أن نعرف هذا هذا المبهم، طيب وربما يكون الراوي تعمد إبهامه خصوصا إذا كان الشيء مما ينتقد وينكر فإنهم قد يبهمونه سترا عليه
يقول: ( طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ) ثلاث تطليقات لا يكون الطلاق إلا بجملة أنت طالق، فإذا كانت ثلاث تطليقات معناه: أنه قال: أنت طالق، أنت طالق أنت طالق وهكذا لو قال الراوي طلقها ثلاثا فإنه يحمل على هذا، لا على أنه قال أنت طالق ثلاثاً، بل أنا في شك هل هذه الصيغة توجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا؟ أنت طالق ثلاثا، لأنه مثلا إذا قالوا : قالها ثلاثاً ( ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور قالها ثلاثا ) هل معناه: أن الرسول قال ألا وشهادة الزور ثلاثا؟ لا، المعنى قال ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور هكذا إذا جاءت الصيغة في الحديث طلقها ثلاثاً لا شك أنه يراد بها أنه قال أنت طالق أنت طالق أنت طالق، لأن الذي يقع به الطلاق هي الجملة التامة لا أن الصيغة أنت طالق ثلاث - انتبهوا لهذا ، فعلى هذا نقول معنى ثلاث تطليقات جميعاً أنه قال: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، لكن جمع بعضها إلى بعض ( فقام ) أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( غضبان ) والغضب وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدق وصف وصفه بأنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، والقلب منه يظهر الدم، ولهذا تنتفخ أوداجه، يعني: عروقه المحيطة بالحلقوم، ومن الناس من تحمر عيناه تمتلئ دماً، ومن الناس من ينتفش شعره، ومن الناس من يكفهر وجهه يكاد يتفجر من الغضب، لأن هذه الجمرة جعلت الدم يغلي يغلي كما يغلي الطعام في القدر، هذا هو الغضب، والغضب صفة كسبية وصفة غريزية صفة كسبية وصفة غريزية، صفة غريزية يعني: أن بعض الناس يُخلق سريع الغضب وبعض الناس يتكلف سرعة الغضب يحب أن يغضب، ولذلك تجده إذا فعل ما يغضبه أحياناً يغضب وأحياناً لا يغضب لأنه أحيانا يغضب ليري الرجل الذي أساء إليه أو الولد الذي أساء في معاملته ليريه أنه قادر على الانتقام منه فيغضب، وأحياناً لا ، ومع ذلك
( فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له رجل: أوصني ) يعني اعهد علي بشيء ينفعني ويهمني ( قال: لا تغضب، قال أوصني ، قال: لا تغضب ، أوصني قال: لا تغضب ) والنبي عليه الصلاة والسلام يوصي كل إنسان بما يليق بحاله فكأن هذا الرجل معلوم أنه سريع الغضب فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بترك الغضب وكرر مراراً وهو يقول لا تغضب، هل المعنى لا يعتريك الغضب أو لا تنفذ الغضب؟ نعم الثاني، لأن الأول قد لا يكون للإنسان فيه حيلة فلا يستطيع، لكن الثاني هو المراد يعني وطن نفسك على ألا تغضب وإذا غضبت فلا تنفذ، بعض الناس يغضب يكسر الأواني ويطلق الزوجات، وربما يحلف أيمان على ألا يفعل شيئاً وهو محتاج إليه ثم إذا أفاق ندم ندامة عظيمة وجاء يسأل: أنا فعلت أنا فعلت ثم يكون نادماً على ما فعل ولكن ما هو الطريق إلى أن نكف هذا الغضب؟ في طريق أولاً: أن يستعيذ بالله من الشيطان أن يستعيذ بالله من الشيطان، وهذا هو الأولى إذا رأينا رجلاً غضباناً أن نقول استعذ بالله ، تعوذ بالله من الشيطان ، بعض الناس يقول: صل على النبي، نعم نسمع كثيراً وإلا قل: لا إله إلا الله، كل هذا طيب ، الأمر بذكر الله والأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا طيب لكن الكلمة التي قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ذكر له غضب رجل ( قال: إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ) لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان ، فيستعيذ بالله من شر الشيطان أحسن
ومنها: أن يتوضأ فالأول دواء معنوي والثاني دواء حسي معنوي لأنك إذا توضأت بردت أعضاؤك وهبطت نفسك
ومنها إذا كان قائما أن يجلس، وإذا كان جالسا أن يضطجع، لأن تغير الحال توجب زوال الحال الأولى، ومنها وهو مجرب لكنه لم تأت به السنة فيما أعلم أن ينصرف ينصرف عن المكان، لأنه إذا انصرف أفاق ولم ينفذ ما يقتضيه غضبه، ولهذا نجد الناس إذا رأوا شخصين يتخاصمان وكل واحد منهما غاضب على الآخر نراهم يمسكون بأحدهما نعم ثم يسحبونه يذهبون به إلى مكان آخر، فعلى كل حال أهم شيء أن الإنسان لا يغضب ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس يغضب انتقاما لنفسه أبداً وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله، ولهذا قام هنا غضبان
ثم قال: ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ ) الاستفهام هنا للإنكار والتعجب أيضاً، أما الإنكار فإنه ينكر على كل من لعب بكتاب الله، وأما التعجب فيتعجب الإنسان كيف يلعب بكتاب الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ينزل عليه الوحي بين أظهركم؟ ! هذه حالة غريبة تدعو إلى العجب
وقوله: ( بكتاب الله ) يعني: القرآن ووجه كونه لعبا بالقرآن أن الله قال: (( الطلاق مرتان )) أي: مرة بعد مرة والجملة خبرية لكن معناها الأمر، يعني: طلقوا مرة بعد مرة لا تطلقوا مرات متتابعة، بل مرة ثم إذا حصل نكاح أو رجعة طلقوا مرة ثانية ثم إذا حصل نكاح أو رجعة طلقوا مرة ثالثة فإن طلقها فلا تحل له من بعد فالله عز وجل قال: (( الطلاق مرتان )) هذا شأنه شرعا، وهذا ما أمر به الله عز وجل فإذا جاء شخص وقال: أنت طالق أنت طالق أنت طالق هل جعل الطلاق مرتين؟ لا، ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا لعبا بكتاب الله فقال: ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ) ونختم الدرس لأنه جاء وقت الأسئلة، بإعراب ( وأنا بين أظهركم ) من يريد ... المحقق ؟
الطالب : ... حالية
الشيخ : ويش تقولون ؟ الجملة حالية، يعني: والحال أني بين أظهركم نعم سؤالك ؟