وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد : النكاح ، والطلاق ، والرجعة ). رواه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم . وفي رواية لابن عدي من وجه آخر ضعيف :( الطلاق و العتاق و النكاح ). وللحارث بن أبي أسامة من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه رفعه :( لا يجوز اللعب في ثلاث : الطلاق ، والنكاح ، والعتاق ، فمن قالهن فقد وجبن ). وسنده ضعيف . حفظ
الشيخ : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح ، والطلاق ، والرجعة ). رواه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم . وفي رواية لابن عدي من وجه آخر ضعيف: ( الطلاق والعتاق و النكاح ) .
وللحارث بن أبي أسامة من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه رفعه: ( لا يجوز اللعب في ثلاث : الطلاق ، والنكاح ، والعتاق ، فمن قالهن فقد وجبن ). وسنده ضعيف "
.
هذا الحديث بروايتيه والحديث الذي بعده في حكم طلاق الهازل يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ثلاث جدهن وهزلهن جد ) الجد بمعنى: الكلام المقصود الذي تكلم به المتكلم قاصداً الكلام وقاصدا المعنى، هذا هو الجد، والهزل هو: الذي تكلم به المتكلم قاصدا الكلام ولكنه لم يقصد المعنى، أراد به الهزل أو يقال: تكلم به المتكلم قاصدا اللفظ والمعنى لكن هزلا وهذه المسألة اختلف فيها العلماء كما سنبين إن شاء الله.
يقول : ( ثلاث جدهن جد ) الجد هو الذي قصد لفظه ومعناه ، ( وهزلهن جد ) هو الذي قصد لفظه ومعناه على سبيل الهزل ، أو قول آخر : هو الذي قصد لفظه دون معناه.
( النكاح ) يعني عقده، فإذا قال الرجل لشخص يمزح معه زوجتك بنتي فقال: قبلت وكان عنده حضرة، المهم تمت الشروط فإن النكاح يكون صحيحاً منعقدا.
الثاني: الطلاق وهو: حل قيد النكاح فالنكاح ربطه وعقده، والثاني حل العقد، الطلاق أيضاً يعتبر هزله جد فلو كان الرجل يهازل زوجته ويمازحها فقال لها: أنت طالق فإنها تطلق، لأن هزل الطلاق جد.
والثالث: الرجعة ، الرجعة هو: ارتجاع الرجل زوجته في عدتها فإذا طلقها طلاقا رجعيا فراجعها يمزح فإن الرجعة تثبت، لأن هزلها جد، وإنما كانت هذه الثلاثة هزلها جد لخطرها وعظمها حتى لا يتلاعب أحد بها بخلاف البيع والإجارة والرهن والوقف وما أشبهها، فهذه أمرها أهون، لكن هذه خطرها عظيم، الطلاق والنكاح والرجعة خطرها عظيم، لذلك جعل الشارع الهزل فيها جدا حتى لا يتلاعب الناس بها فإذا قال الهازل: أنا لم أقصد أن يقع الطلاق قلنا: لكنك قصدت الطلاق وإذا قال أنا لم أقصد أن أعقد النكاح قلنا ولكنك ، نعم أنا لم أرد أن ينعقد النكاح قلنا: ولكنك أتيت بصيغته وكونه ينعقد أو لا ينعقد ليس إليك إنما هو إلى الله عز وجل، وكذلك الطلاق نقول: أنت الآن أتيت بصيغته ونويته وكونه يقع أو لا يقع ليس إليك إنما هو إلى الله كذلك الرجعة لو راجع زوجته وقال: أنا ما أردت حقيقة الرجعة إنما أمزح، قلنا: ولكنك أردت الرجعة وكونها تحصل أو لا تحصل ليس إليك، وعلى هذا فيكون التفسير الصحيح للهزل أن الإنسان يريد اللفظ والمعنى، ولكنه هازل بخلاف من قال أنا طلقت وأردت طالقاً من وثاق أنا قلت زوجتك ولم أرد أن أزوجك لكن أريد زوجتك أي: جعلتك صنفا، لأن الزوج صنف كما قال تعالى: (( وءاخر من شكله أزواج )). كذلك الرجعة يقول: أنا ما أردت الرجعة إنما أردت أني رجعت في كلامي ولم أقصد أن ترجع على كل حال، فرق بين من تلفظ بالشيء لا يريد معناه ومن تلفظ به يريد معناه، لكن كان هازلاً فنحن نقول: أنت الآن تكلمت بالطلاق مريداً به الطلاق فيقع وكونك تقول: أنا لم أقصد الجد وإنما قصدت الهزل هذا ليس إليك.