فوائد حديث ( إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ...). حفظ
الشيخ : من فوائد هذا الحديث: هذه المنة الكبيرة التي من الله بها على هذه الأمة وهي أن الله تجاوز عنها ما حدثت بها أنفسها.
ومن فوائد الحديث: أن حديث النفس لا يؤاخذ به مهما عظم ما يحدث به، لو حدث نفسه في أمور عظيمة تتعلق بالتوحيد أو في جانب الربوبية فإنه لا يؤاخذ بذلك ما دام لم يستقر ويقر ما حدث به النفس فلا عبرة به، ولهذا ( لما شكا الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يجدون في نفوسهم من مثل هذا حتى قالوا إننا يا رسول الله، نحب أن يكون الواحد منا حممة ) يعني: فحمة محترقاً ولا يتكلم بين لهم أن ذلك لا يضر وأنهم إذا رأوا ذلك فليستعيذوا بالله ولينتهوا يعرضوا ويسكتوا يتغافلون عن هذا الشيء فيزول وهذا هو الدواء أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم لا تتكلم ... ولا يا يستهوينك الشيطان فتتكلم لا اقصر لسانك وما حدثت به نفسك فإنه لا يضر.
ومن فوائد هذا الحديث: اعتبار القول وأن من قال قولا فإنه يؤاخذ به لقوله: ( أو يتكلم ) فإذا حدث نفسه بشيء ثم تكلم به مقرراً له فإنه يؤاخذ به.
ومن فوائد الحديث أيضا: أن العمل إذا عمل الإنسان عملا فإنه مؤاخذ به، لأن حديث النفس يؤدي إما إلى قول وإما إلى عمل، فإذا أدى إلى العمل فإنه يؤاخذ بما يقتضيه ذلك العمل.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه إذا قُرن القول بالعمل اختلف المعنى، وأما إذا أُطلق العمل وحده فإنه يشمل القول، لأن القول عمل اللسان لكن إذا ذُكر القول معه صار العمل للجوارح، والقول للسان، طيب وكذلك أيضاً في الفعل، إذا ذكر مع القول فهو فعل الجوارح، وإذا أطلق فإنه يشمل القول.