وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق ) . رواه أحمد والأربعة إلا الترمذي ، وصححه الحاكم وأخرجه ابن حبان . حفظ
الشيخ : " وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة ) "
رفع القلم أي قلم هل هو قلم القدر أو قلم التكليف؟ هو قلم التكليف أما القدر فلا يرفع عن أحد، كل يجري عليه قلم القدر لكن قلم التكليف رفع عن ثلاثة والرافع له هو الله عز وجل
يقول: ( عن النائم حتى يستيقظ ) النائم مرفوع عنه القلم حتى يستيقظ فإذا استيقظ ينظر إن كان صغيرا دخل في الجملة التي بعدها
( وعن الصغير حتى يبلغ أو المجنون ) وإن كان بالغا عاقلاً فالقلم يجري عليه، طيب ( وعن الصغير حتى يكبر -أو يكْبُر- وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق ) الصغير حتى يكبر والمراد بكبره: بلوغه حتى يبلغ، والمجنون حتى يفيق ويزول عنه الجنون ويرتد إليه عقله فهؤلاء ثلاثة رفع عنهم القلم وذلك أن رحمة الله عز وجل تسبق غضبه وعفوه يسبق عقوبته فلهذا رُفع القلم عن هؤلاء الثلاثة
أولاً: النائم، وما المراد بالنوم الذي يرتفع به القلم؟ النوم الذي يفقد فيه الإنسان الإحساس فأما النوم الذي لا يفقد به الإحساس فإنه لا يرتفع به القلم لا يرتفع عنه القلم لكن إذا نام صار ما يدري فإنه مرفوع عنه القلم أحياناً لا يستغرق الإنسان في النوم لكن يذهب عنه الإحساس بحيث إنك لو لقنته لتلقن ، أحياناً تجي عند إنسان ينعس كثيراً تقول مثلاً جاء فلان ... وهو ما يعرف أنه جاء ، لكن قد غلبه النوم وتجده يخبط يذكر كلام غير متناسق هذا نقول: إنه مرفوع عنه القلم، لأن العلة في رفع القلم عن النائم ما هو؟ هي فقد الإحساس ... نعم
( وعن الصغير حتى يبلغ ) والبلوغ يحصل بواحد من أمور ثلاثة بالنسبة للذكور:
أولا: الحلم يعني: بأن يخرج منه المني بشهوة
والثاني نبات شعر العانة وهو الشعر الخشن الذي يكون حول القبل
والثالث تمام خمس عشرة سنة
فإذا حصل واحد من هذه الثلاثة فالإنسان بالغ سواء كان كبير الجسم أو صغير الجسم
وتزيد الأنثى برابع وهو الحيض فإذا حاضت ولو لدون خمس عشرة سنة فإنها تكون بالغة فهذا الذي يحصل به البلوغ فما دام الإنسان لم يبلغ فقلم التكليف مرفوع عنه لا تجب عليه الفرائض ولا يعاقب على المحرمات، لأنه صغير مرفوع عنه القلم
والثالث المجنون حتى يفيق أو حتى يعقل، المجنون: فاقد العقل سواء فقد عقله بجنون أو فقد عقله بإغماء، أو فقد عقله بحادث فصار يهذي أو فقد عقله بكبر صار يهذي، المهم كل من فقد عقله فإنه مرفوع عنه القلم.
يستفاد من الحديث فوائد