تتمة شرح حديث ( دخل رمضان فخفت أن أصيب امرأتي فظاهرت منها ...). حفظ
الشيخ : إلى يوم الدين حديث سلمة بن صخر أظننا بدأنا به ولكن لم نكمل شرحه ، سلمة بن صخر يقول : ( دخل رمضان، فخفت أن أصيب امرأتي، فظاهرت منها ) وسبق بيان أن هذا الخوف منه خوف من مسألة كبيرة كانت في أول الإسلام وهي أن الناس إذا ناموا أو صلوا العشاء حرمت عليهم نساؤهم إلى أن تغيب الشمس من الغد ولكن الله خفف عن عباده وأباح لهم ذلك إلى أن يطلع الفجر
يقول : ( فظاهرت منها ) والظهار المعروف عندهم أن يقول القائل لزوجته أنت علي كظهر أمي
( فانكشف لي شيء منها ليلة، فوقعت عليها )، وكان قد ظاهر منها كل شهر رمضان
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( حرر رقبة ) هذه الجملة فيها حذف أو فيها كما يقول البلاغيون : إيجاز بالحذف والإيجاز عند البلاغيين ينقسم إلى قسمين : إيجاز قصر وإيجاز حذف ، أما إيجاز القصر فمعناه أن تشتمل الجملة على معنى كثير بدون حذف وأما إيجاز الحذف فمعناه أن يحذف من الجمل ما يدل عليه الباقي، ومعلوم أنه إذا حذف من الجملة ما تحتاج إليه ولكن يدل عليه الباقي فإن ذلك إيجاز ، والإيجاز بالحذف كثير في القرآن وكذلك الإيجاز بالقصر يعني قصر العبارة مع كثرة المعنى فقوله تعالى: (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) هذا إيجاز ، بإيش؟ بالحذف وإلا بالقصر ؟
الطالب : بالحذف
الشيخ : بالقصر ، لو تكتب على هذا مجلدات ما استوعبت صورها ، وقوله سبحانه وتعالى: (( ولكم في القصاص حياة )) هذا أيضاً إيجاز قصر ، هذه الجملة يعني لها معان كثيرة وقد حاول بعض الناس أن يقارن بينها وبين كلمة مشهورة عند العرب يكتبونها بالذهب وهي : " القتل أنفى للقتل " فبين أن ما في القرآن أبلغ بكثير ، وذكر نحو عشرة أوجه على أنني أنا لا أحبذ أن يقارن بين كلام الله وكلام الخلق ، لأنه أجل وأعظم لكن من باب أن هذه الكلمة ، بل هذه الجملة اشتملت على معاني عظيمة
الإيجاز بالحذف كثير في القرآن ومنه قصة موسى عليه الصلاة والسلام حينما قتل القبطي ثم خرج إلى مدين (( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ )) في هذا المكان حذف جمل ، ما الذي حذف ، حذف فذهبت المرأتان إلى أبيهما وأخبرتاه الخبر فأرسل إحداهما إلى موسى فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، هذا إيجاز بإيش؟ بالحذف
في الحديث الذي معنا إيجاز بالحذف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حرر رقبة ) بلغ في حذف لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس عنده حين فعل ما فعل ولكن في الكلام شيء محذوف ، التقدير : فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال حرر رقبة ، وحرر بمعنى أعتق أعتق رقبة ، والرقبة هي المملوك من ذكر وأنثى وصغير وكبير ومؤمن وكافر وسليم ومعيب
الطالب : ...
الشيخ : نعم
السائل : وعدل وفاسق
الشيخ : وعدل وفاسق وقد ذكرنا الكلام على هذا فيما سبق .
( فقلت: ما أملك إلا رقبتي ) ما أملك إلا رقبتي المعنى: ليس عندي شيء لا دراهم ولا متاع ليس عندي إلا رقبتي، وليس هذا يعني أن الإنسان مالك لرقبته ملكا يتصرف فيها كما يشاء، ولكن المعنى ليس عندي شيء وهذا كقول موسى: (( رب إني لا أملك إلا نفسي )) ومعلوم أنه لا يملك نفسه ملك العبد، ما أملك إلا رقبتي
( قال: فصم شهرين متتابعين ) أي: بدون إفطار بينهما، والفاء هنا- فصم يسمونها فاء التفريع، أي: أن ما بعدها مفرع على ما قبلها، والمعنى: فإذا لم تجد شيئاً فصم شهرين متتابعين،
( قلت: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام ) رضي الله عنه، يعني: كيف ، صيام شهر واحد عجز أن يصبر كيف يصبر شهرين
( فقال: أطعم فرقا من تمر ستين مسكيناً ) أخرجه أحمد والأربعة إلا النسائي وصححه ابن خزيمة وابن الجارود
الفرق بفتح الفاء والراء هو ما يسمى عندنا بالزنبيل ويسمى المكتل أيضاً يكون كبيراً ويكون صغيراً لكن لا شك أن الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أنه فرق يحتمل أو يسع إطعام ستين مسكيناً.
أخرجه أحمد والأربعة إلا النسائي ، إلى آخره.
يقول : ( فظاهرت منها ) والظهار المعروف عندهم أن يقول القائل لزوجته أنت علي كظهر أمي
( فانكشف لي شيء منها ليلة، فوقعت عليها )، وكان قد ظاهر منها كل شهر رمضان
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( حرر رقبة ) هذه الجملة فيها حذف أو فيها كما يقول البلاغيون : إيجاز بالحذف والإيجاز عند البلاغيين ينقسم إلى قسمين : إيجاز قصر وإيجاز حذف ، أما إيجاز القصر فمعناه أن تشتمل الجملة على معنى كثير بدون حذف وأما إيجاز الحذف فمعناه أن يحذف من الجمل ما يدل عليه الباقي، ومعلوم أنه إذا حذف من الجملة ما تحتاج إليه ولكن يدل عليه الباقي فإن ذلك إيجاز ، والإيجاز بالحذف كثير في القرآن وكذلك الإيجاز بالقصر يعني قصر العبارة مع كثرة المعنى فقوله تعالى: (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) هذا إيجاز ، بإيش؟ بالحذف وإلا بالقصر ؟
الطالب : بالحذف
الشيخ : بالقصر ، لو تكتب على هذا مجلدات ما استوعبت صورها ، وقوله سبحانه وتعالى: (( ولكم في القصاص حياة )) هذا أيضاً إيجاز قصر ، هذه الجملة يعني لها معان كثيرة وقد حاول بعض الناس أن يقارن بينها وبين كلمة مشهورة عند العرب يكتبونها بالذهب وهي : " القتل أنفى للقتل " فبين أن ما في القرآن أبلغ بكثير ، وذكر نحو عشرة أوجه على أنني أنا لا أحبذ أن يقارن بين كلام الله وكلام الخلق ، لأنه أجل وأعظم لكن من باب أن هذه الكلمة ، بل هذه الجملة اشتملت على معاني عظيمة
الإيجاز بالحذف كثير في القرآن ومنه قصة موسى عليه الصلاة والسلام حينما قتل القبطي ثم خرج إلى مدين (( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ )) في هذا المكان حذف جمل ، ما الذي حذف ، حذف فذهبت المرأتان إلى أبيهما وأخبرتاه الخبر فأرسل إحداهما إلى موسى فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، هذا إيجاز بإيش؟ بالحذف
في الحديث الذي معنا إيجاز بالحذف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حرر رقبة ) بلغ في حذف لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس عنده حين فعل ما فعل ولكن في الكلام شيء محذوف ، التقدير : فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال حرر رقبة ، وحرر بمعنى أعتق أعتق رقبة ، والرقبة هي المملوك من ذكر وأنثى وصغير وكبير ومؤمن وكافر وسليم ومعيب
الطالب : ...
الشيخ : نعم
السائل : وعدل وفاسق
الشيخ : وعدل وفاسق وقد ذكرنا الكلام على هذا فيما سبق .
( فقلت: ما أملك إلا رقبتي ) ما أملك إلا رقبتي المعنى: ليس عندي شيء لا دراهم ولا متاع ليس عندي إلا رقبتي، وليس هذا يعني أن الإنسان مالك لرقبته ملكا يتصرف فيها كما يشاء، ولكن المعنى ليس عندي شيء وهذا كقول موسى: (( رب إني لا أملك إلا نفسي )) ومعلوم أنه لا يملك نفسه ملك العبد، ما أملك إلا رقبتي
( قال: فصم شهرين متتابعين ) أي: بدون إفطار بينهما، والفاء هنا- فصم يسمونها فاء التفريع، أي: أن ما بعدها مفرع على ما قبلها، والمعنى: فإذا لم تجد شيئاً فصم شهرين متتابعين،
( قلت: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام ) رضي الله عنه، يعني: كيف ، صيام شهر واحد عجز أن يصبر كيف يصبر شهرين
( فقال: أطعم فرقا من تمر ستين مسكيناً ) أخرجه أحمد والأربعة إلا النسائي وصححه ابن خزيمة وابن الجارود
الفرق بفتح الفاء والراء هو ما يسمى عندنا بالزنبيل ويسمى المكتل أيضاً يكون كبيراً ويكون صغيراً لكن لا شك أن الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أنه فرق يحتمل أو يسع إطعام ستين مسكيناً.
أخرجه أحمد والأربعة إلا النسائي ، إلى آخره.