فوائد حديث ( سأل فلان فقال : يا رسول الله أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة:
أولاً: إن كان السائل سأل عما لم يقع ولكنه عنده متوقع فهو شاهد، لما أنشدناكموه من قول الشاعر:
" احذر لسانك أن تقول فتبتلى *** إن البلاء موكل بالمنطق "
وإن كان الأمر بعد أن وقع ولكنه عرض ولم يصرح ففيه أدب، بأن يعرض الإنسان في مثل هذه الأمور العظيمة دون أن يصرح.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان غيرة الصحابة رضي الله عنهم على محارمهم، يجد الرجل مع امرأته يقول : ( إن سكت سكت على أمر عظيم وإن تكلم تكلم بأمر عظيم ) ففيه الغيرة العظيمة من الصحابة رضي الله عنهم
والغيرة من شيم الرجال ومن خصال الإيمان، ومن لا غيرة فيه لا خير فيه، وإذا قارنت بين غيرة الصحابة وبين ما عليه المتفرنجون والفرنج وأشباههم وجدت الفرق العظيم ، الواحد من هؤلاء المتفرنجة والإفرنجة أيضاً لا يبالي بزوجته تكلم الرجال تكون معهم تظهر تكشف تفعل ما شاءت ولا يهمه، ولا يقشعر جلده لذلك، ولا يقف شعره، ولكن الإيمان والفطرة السليمة تقتضي خلاف ذلك الغيرة غيرة الإنسان على أهله.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز امتناع المستفتى عن الفتيا إذا رأى المصلحة في ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجبه، وفي حديث آخر في قصة عويمر العجلاني أن الرسول كره المسائل كره هذه المسائل وعابها وأحب أن يبتعد الناس عنها وعن فرضها.
ومن فوائد هذا الحديث، نعم من فوائده : أن الإنسان قد يبتلى بما تحدث به لقوله: ( إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به ) هذا على أحد الوجهين، طيب.
ومن فوائد هذا الحديث: أن القرآن كلام الله، لقوله: ( فأنزل الله الآيات ) وجهه: أن هذا الإنزال لوصف لا يقوم بنفسه، فإذا كان وصفاً لا يقوم بنفسه لزم أن يكون من القائم به وهو الله، أي: من منزله وهو الله، - انتبه - وإنما قلنا: وصف لا يقوم بنفسه، لئلا يرد علينا قوله الله تعالى: (( أنزل من السماء ماء )) (( أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) فهذا لا يكون المنزل كلاما الله، لماذا؟ لأنه عين قائم بنفسه، بخلاف الكلام فإنه وصف لا بد له من متكلم.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله من أين؟ فأنزل والإنزال لا يكون إلا من أعلى، والأدلة على علو الله عز وجل ذاتا وقدراً أو ذاتاً وصفة الدليل كثير الأدلة كثيرة كثيرة الأنواع، وأجناسها خمسة هي: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، كل هذه الخمسة متضافرة ومتظاهرة على أن الله تعالى علي بذاته كما أنه علي بصفاته ولا أظن هذا يحتاج إلى كبير عناء في الاستدلال له لأنه والحمد لله واضح، كل واحد من الناس إذا دعا ربه يا رب أين يذهب قلبه؟
الطالب : إلى فوق
الشيخ : إلى فوق، يذهب إلى فوق، بدون دراسة وبدون أي شيء، إذن الله فوق الله فوق.
وقد وردت هذه القصة مع رجلين عالمين حدثتكم عنهما، من؟
الطالب : الجويني
الشيخ : أبو المعالي الجويني
الطالب : والهمداني
الشيخ : من الذي كان ينكر العلو ؟
الطالب : الجويني
الشيخ : نعم ، فقال له : " يا أستاذ، دعنا من ذكر العرش، ولكن أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من نفسه ضرورة بطلب العلو "، فجعل يضرب على رأسه " حيرني الهمداني، حيرني الهمداني "، لأنه تحير، هذا أمر فطري حتى العجائز يعرفنه.
من فوائد هذا الحديث: أن أعظم واعظ يوعظ به القرآن لقوله: ( فتلاهن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )
ومن فوائده: استدلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن، وهذا له عدة شواهد أنه يستدل بالقرآن ومن ذلك ( أنه كان يخطب مرة فجاء الحسن والحسين عليهما ثياب يعثران بهما يعثران بالثياب ، فنزل من المنبر وأخذهما وقال صدق الله: (( أنما أموالكم وأولادكم فتنة )) )
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للحاكم عند إجراء الملاعنة بين الزوجين أن يعظهما ويذكرهما، لأنه ربما يكون الإنسان متهما لزوجته اتهاماً لا أساس له فإذا وعظ وخوف رجع، فينبغي للحاكم قبل إجراء اللعان أن يعظهما، ولا أحسن مما وعظ به الرسول عليه السلام .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات العذاب في الآخرة لقوله: ( عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة )
ومن فوائده أيضاً: أن الإنسان إذا ابتلي في الدنيا ببلاء فإنه من العذاب، وهو أهون من عذاب الآخرة، ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن من يرد الله به خيرا يعجل له العقوبة في الدنيا، ومن لا يريد به خيراً فإنه لا يعذبه حتى يوافيه يوم القيامة ).
ومن فوائد هذا الحديث: جواز القسم وإن لم يستقسم لكن لتوكيد الخبر، تؤخذ يا خالد
الطالب : تؤخذ من أنه أقسم من غير ما يقول أقسم ( لا والذي بعثك بالحق )
الشيخ : نعم من قوله: ( لا والذي بعثك بالحق ) حيث أقسم الرجل دون أن يستقسمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث: كمال بلاغة الصحابة، حيث اختار للقسم ما يطابق المقسم عليه، في قوله: ( لا والذي بعثك بالحق )
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول حق، لقوله: ( لا والذي بعثك بالحق ) ووجه الدلالة: أن الصحابي قال ذلك فأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه قد يحلف الإنسان على شيء وهو كاذب، وذلك لأننا نعلم أن أحد الشخصين كاذب إما الرجل وإما المرأة، ولكن الأحاديث دلت على أن المرأة هي الكاذبة، حتى إنه في أحاديث أخرى قالت: ( والله لا أفضح قومي سائر اليوم ) نسأل الله العافية نعم
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يجب في اللعان أن يبدأ بالرجل لقوله: ( فبدأ بالرجل ) وهذا اتباعا لأمر الله عز وجل حيث قال: (( فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين )) ولأن هذا هو المطابق للقاعدة في الدعاوي، إذ أن الذي يتكلم في الدعوى أولاً هو المدعي وهو الزوج في هذه المسألة، فلذلك كانت البداءة بالزوج، فلو بدأت الزوجة قبله ألغي لعانها وألزمت بإعادته بعد لعان الزوج.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا بد من شهادات أربع لا بد من شهادات أربع لقوله: (( فشهد أربع شهادات )) اتباعا لقوله تعالى: (( فشهادة أحدهم أربع شهادات ))
طيب فإذا قال قائل: وماذا بعد الأربع؟ هل يشهد خامسة ويقول: وأن لعنة الله عليه أو يكتفى بقوله: وأن لعنة الله عليه؟ ننظر (( فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه )) يعني: الشهادة الخامسة
الطالب : ...
الشيخ : أنا ما كملت جزاكم الله خير
(( فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) فما الذي جعله الله خامسة؟ أن يشهد أنها زنت أو أن يقول وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين؟ بعضهم يقول بعض العلماء يقول: لا بد أن يشهد خامسة فيقول: أشهد بالله إنها زانية، ثم يقول: وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وبعضهم قال: الشهادة أربعة كعدد الشهود في إثبات الزنا، وأما هذه فهي دعاء على نفسه بأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم هل يقول لعنة الله عليه أو يأتي بضمير النفس بدلا عن ضمير الغيبة؟ نعم يأتي بضمير النفس بدلاً عن ضمير الغيبة، لكن إذا كنا نتحدث عن ماذا يفعل فإننا نقول ذلك بضمير الغيبة.
نعم ... آت محمدا الوسيلة والفضيلة ... نعم ... غداً إن شاء الله الدرس الثاني نعم .
السائل : أحسن الله إليكم لو ظاهر من امرأته مشبهاً إياها بالملاعنة فهل هو ظهار؟
الشيخ : ويش تقولون ؟
الطالب : السؤال
الشيخ : يقول لو شبه امرأته بالملاعنة فقال أنت علي كظهر من لاعنت هل يكون ظهاراً أو نقول إنها حرمت عليه بسبب محرم ؟ لأن السبب نوعان سبب مباح كالرضاع والمصاهرة ، وسبب محرم كاللعان ولهذا تحرم عليه ولا تكون محرماً له لا يكون محرماً لها هو مع أنه حرام عليها على التأبيد لأن السبب محرم وهو قذفها بالزنا يحتاج إلى تأمل