فوائد حديث ( فلما فرغا من تلاعنهما ...). حفظ
الشيخ : فيؤخذ من هذا الحديث: أن طلاق الثلاث بعد اللعان جائز، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر الزوج على هذا ولم ينكر عليه ولو كان محرما لأنكر عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هكذا استدل به بعض العلماء، وقال: إن الرجل إذا قال لزوجته: أنت طالق ثلاثاً، أو: أنت طالق أنت طالق أنت طالق فإنه حلال.
ووجه الاستدلال من هذا الحديث: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقره على ذلك، ولكن الصحيح خلاف هذا القول، وأن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة أو بكلمات متعاقبات حرام، لأنه ثبت من حديث محمود بن لبيد ( أن رجلاً طلق زوجته ثلاثاً بكلمات أو بكلمة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضبان وخطب الناس وقال: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ ! ) وهذا إنكار بين واضح، ويدل لذلك أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى الناس قد تتايعوا في هذا الأمر وكثر فيهم الطلاق الثلاث ألزمهم به رضي الله عنه، فقال: " إن الناس قد تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم " وهذا يدل على أنه محرم، وإلا لما عاقبهم عمر رضي الله عنه على ذلك.
فإذا قال قائل: إذن ما الجواب عن هذا الحديث؟
قلنا الجواب: ما أجاب به العلماء الآخرون الذين قالوا بالتحريم وهو أن هذا الطلاق إنما هو من باب توكيد البينونة فقط وإلا فإنه طلاق وارد على غير مورده، لأن المرأة بانت بمجرد تمام اللعان وهذا هو مذهب الإمام أحمد رحمه الله أنه لا يحل الطلاق الثلاث بكلمة واحدة أو بكلمات بدون رجعة.
السائل : ...
الشيخ : ما انتهى الوقت
السائل : ...
الشيخ : طيب .