تتمة فوائد حديث ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ). حفظ
الشيخ : ومن فوائد الحديث أيضاً ، ومن فوائد الحديث: أن الشبه لا يعارض به الحكم الشرعي، يؤخذ هذا من حديث من؟ من حديث عائشة، الشبه لا يعارض به الحكم الشرعي بل يؤخذ بالحكم الشرعي وإن وجد شبه.
ومن فوائده أيضاً: أنه لو اجتمعت البينة الشرعية والقيافة فإنها تقدم البينة الشرعية، لأن اعتماد القيافة على الشبه، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ألغى الشبه مع وجود البينة الشرعية وهي الفراش دل هذا على أن القيافة لا يرجع إليها مع وجود البينة الشرعية، وإنما يرجع إليها عند الاشتباه.
ومن فوائد هذا الحديث: إطلاق اسم العاهر على الزاني لأن العهر هو الزنا والعياذ بالله.
ومن فوائد الحديث: استعمال الكنايات وأنه إذا دل الدليل على المعنى المقصود صار استعماله في هذا المعنى حقيقة لقوله: ( وللعاهر الحجر ) فإننا نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرد أن تأخذ حجراً وتعطيه هذا العاهر، وإنما أراد أن نلقمه حجرا بإبطال دعواه، وإذا دلت القرينة على أن هذا هو المراد صار الكلام حقيقة في موضعه، وهذا هو الذي جعل شيخ الإسلام رحمه الله ينكر وجود المجاز في اللغة قال: لأن دلالة القرينة على المعنى المراد في السياق المعين تمنع إرادة المعنى الأصلي ويكون استعمال هذا اللفظ في موضعه حقيقة لا مجازاً، ولهذا لما أُنكر عليه، قيل: كيف تنكر المجاز في اللغة العربية وهو موجود؟ ! فيقال: فلان كثير الرماد كناية عن كرمه، طويل العماد، عماد البيت كناية عن سيادته، لأن السيد في العادة يكون له البيت الرفيع العماد، قال: نعم، لكن هذا اللفظ في هذا السياق يعين المعنى ولو أردت المعنى الحقيقي ما استطعت، فيكون هذا استعماله في هذا المعنى حقيقة، على أن الكناية وإن كان المعنى المراد بها خلاف ما يظهر من اللفظ لكن اللفظ الذي استعملت فيه حقيقة هو كثير الرماد وطويل العماد، لكن هو يدل على المعنى اللازم، على المعنى اللازم.