شرح قوله ( الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا ). حفظ
الشيخ : يقول رحمه الله: " الحمد لله على نعمه الظّاهرة والباطنة قديمًا وحديثًا ".
ابتدأ الكتاب بالحمد لله اقتداء بكتاب الله عزّ وجلّ فإنّ القرآن الكريم جعل الصّحابة رضي الله عنهم أوّله فاتحة الكتاب، وهي كما تعلمون مبدوؤة بإيش؟ بالحمد لله، وليست فاتحة الكتاب أوّل ما نزل كما هو معلوم، لكنّها أوّل ما وقع في ترتيب المصحف باتّفاق مَن؟ باتّفاق الصّحابة، لذلك كان العلماء رحمهم الله من بعد ذلك يبدؤون كتبهم بالحمد لله ربّ العالمين، اقتداء بعمل الصّحابة رضي الله عنهم في كتاب الله عزّ وجلّ، هذا من وجه، من وجه آخر أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان يعلّم أصحابه خطبة الحاجة الذي يخطبونها في مقدّمة كلّ حاجة وهب مبدوؤة بماذا؟ بالحمد لله، ثالثًا: أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان يبدأ خطبه بالحمد والثّناء، فلذلك ابتدأ العلماء رحمهم الله كتبهم بذلك.
يقول " الحمد لله على نعمه الظّاهرة والباطنة " أوّلًا: نتكلّم عن " أل " في قوله الحمد لله يقول العلماء إنّ " أل " هنا للاستغراق، و " أل " التي للاستغراق علامتها أن يحلّ محلّها " كلّ " بتشديد اللاّم، وعليه فيكون معنى الحمد لله، كلّ حمد لله، فما هو الحمد؟ الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبّة والتّعظيم، فخرج بقولنا مع المحبّة والتّعظيم المدح، لأنّ المدح وصف للمدوح بالكمال لكن ليس مقرونًا بالمحبّة والتّعظيم، ثمّ الله تعالى يُحمد على كمال صفاته، ويحمد على كمال إنعامه، قال الله سبحانه وتعالى: (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب )) وقال الله تعالى: (( وقل الحمد الذي لم يتّحذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذّلّ )) وهذا حمد على إيش؟ على صفات الله عزّ وجلّ الكاملة، وكذلك أيضًا يحمد الله تعالى على إنعامه، ومن ذلك قول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّ الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشّربة فيحمده عليها ) هذا حمدًا على إيش؟ على الإنعام، المؤلّف رحمه الله هنا حمد الله على إنعامه، وقوله: " لله " ماذا نقول في اللّام؟ نقول في اللّام إنّها تحمل معنيين: المعنى الأوّل: الاختصاص، والمعنى الثاني: الاستحقاق.
أمّا المعنى الأوّل فإنّ المختصّ بالحمد الكامل على جميع الوجوه هو الله عزّ وجلّ، يحمد غير الله لكن حمدا مقيّدا وليس على كلّ حال أمّا الرّبّ عزّ وجلّ فيحمد على كلّ حال لأنّه كامل الصّفات والإنعام، كذلك أيضا للإستحقاق يعني أنّ تخصيص الرّبّ عزّ وجلّ بكامل الحمد إيش؟ هو المستحقّ له وهو أهل له سبحانه وتعالى، أمّا الله فيقال إنّ أصلها إله، يعني الله الإله، ولكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفًا، وذكروا لذلك مثالا ًآخر وهو النّاس وأصلها الأناس، ولكن حذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وعلى هذا فإذا كانت الله بمعنى الإله أصلًا فإنّها فعال بمعنى مفعول، فإله بمعنى مألوه أي: معبود محبّب، محبوب معظّم وليست إله بمعنى آله كما زعم بذلك المتكلّمون، لأنّهم يفسّرون الإله بأنّه القادر على الاختراع وهذا خطأ، خطأ عظيم، ولكن معنى الإله المعبود حقّا.
وقوله: " على نعمه الظّاهرة " نِعم هذه مفرد مضاف فيشمل جميع النّعم الدّينيّة والدّنيويّة الظّاهرة والباطنة، الظّاهرة ما يظهر للنّاس والباطنة ما يخفى على النّاس، ونِعم الله سبحانه وتعالى على العبد هي كما قال المؤلّف ظاهرة وباطنة، كما قال عزّ وجلّ: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) فالظاهرة ما يظهر للعيان ويشاهده الناس والباطنة ما دون ذلك.
من الظّاهرة الأمن والرّخاء والقوّة والأكل والشّرب وما أشبه ذلك، من النّعم الباطنة نِعم الدّين: تحقيق الإيمان في القلب، الإنابة إلى الله، التّوكّل على الله، والإخلاص لله وما أشبه ذلك، هذه نعم لا يعملها كلّ النّاس، لا يعلمها إلاّ الله عزّ وجلّ، هذه هي النّعم الباطنة.
وقوله: " قديمًا " أي: سابقًا وحديثًا أي لاحقًا، وفي قوله: حديثًا براعة استهلال وهي معروفة في علم البديع، وبراعة الاستهلال هو أن يأتي المتكلّم في أوّل كلامه بما يدلّ على موضوع كلامه هذه تسمّى براعة استهلال، يعني: أنّه استهلّ كلامه بما يدلّ على موضوع الكلام، لكن بغير تصريح ولهذا تسمّى براعة أي حذق وذكاء فما هي براعة الاستهلال هنا؟ هو أنّ هذا الكتاب في إيش؟ في الحديث.
ابتدأ الكتاب بالحمد لله اقتداء بكتاب الله عزّ وجلّ فإنّ القرآن الكريم جعل الصّحابة رضي الله عنهم أوّله فاتحة الكتاب، وهي كما تعلمون مبدوؤة بإيش؟ بالحمد لله، وليست فاتحة الكتاب أوّل ما نزل كما هو معلوم، لكنّها أوّل ما وقع في ترتيب المصحف باتّفاق مَن؟ باتّفاق الصّحابة، لذلك كان العلماء رحمهم الله من بعد ذلك يبدؤون كتبهم بالحمد لله ربّ العالمين، اقتداء بعمل الصّحابة رضي الله عنهم في كتاب الله عزّ وجلّ، هذا من وجه، من وجه آخر أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان يعلّم أصحابه خطبة الحاجة الذي يخطبونها في مقدّمة كلّ حاجة وهب مبدوؤة بماذا؟ بالحمد لله، ثالثًا: أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان يبدأ خطبه بالحمد والثّناء، فلذلك ابتدأ العلماء رحمهم الله كتبهم بذلك.
يقول " الحمد لله على نعمه الظّاهرة والباطنة " أوّلًا: نتكلّم عن " أل " في قوله الحمد لله يقول العلماء إنّ " أل " هنا للاستغراق، و " أل " التي للاستغراق علامتها أن يحلّ محلّها " كلّ " بتشديد اللاّم، وعليه فيكون معنى الحمد لله، كلّ حمد لله، فما هو الحمد؟ الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبّة والتّعظيم، فخرج بقولنا مع المحبّة والتّعظيم المدح، لأنّ المدح وصف للمدوح بالكمال لكن ليس مقرونًا بالمحبّة والتّعظيم، ثمّ الله تعالى يُحمد على كمال صفاته، ويحمد على كمال إنعامه، قال الله سبحانه وتعالى: (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب )) وقال الله تعالى: (( وقل الحمد الذي لم يتّحذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذّلّ )) وهذا حمد على إيش؟ على صفات الله عزّ وجلّ الكاملة، وكذلك أيضًا يحمد الله تعالى على إنعامه، ومن ذلك قول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّ الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشّربة فيحمده عليها ) هذا حمدًا على إيش؟ على الإنعام، المؤلّف رحمه الله هنا حمد الله على إنعامه، وقوله: " لله " ماذا نقول في اللّام؟ نقول في اللّام إنّها تحمل معنيين: المعنى الأوّل: الاختصاص، والمعنى الثاني: الاستحقاق.
أمّا المعنى الأوّل فإنّ المختصّ بالحمد الكامل على جميع الوجوه هو الله عزّ وجلّ، يحمد غير الله لكن حمدا مقيّدا وليس على كلّ حال أمّا الرّبّ عزّ وجلّ فيحمد على كلّ حال لأنّه كامل الصّفات والإنعام، كذلك أيضا للإستحقاق يعني أنّ تخصيص الرّبّ عزّ وجلّ بكامل الحمد إيش؟ هو المستحقّ له وهو أهل له سبحانه وتعالى، أمّا الله فيقال إنّ أصلها إله، يعني الله الإله، ولكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفًا، وذكروا لذلك مثالا ًآخر وهو النّاس وأصلها الأناس، ولكن حذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وعلى هذا فإذا كانت الله بمعنى الإله أصلًا فإنّها فعال بمعنى مفعول، فإله بمعنى مألوه أي: معبود محبّب، محبوب معظّم وليست إله بمعنى آله كما زعم بذلك المتكلّمون، لأنّهم يفسّرون الإله بأنّه القادر على الاختراع وهذا خطأ، خطأ عظيم، ولكن معنى الإله المعبود حقّا.
وقوله: " على نعمه الظّاهرة " نِعم هذه مفرد مضاف فيشمل جميع النّعم الدّينيّة والدّنيويّة الظّاهرة والباطنة، الظّاهرة ما يظهر للنّاس والباطنة ما يخفى على النّاس، ونِعم الله سبحانه وتعالى على العبد هي كما قال المؤلّف ظاهرة وباطنة، كما قال عزّ وجلّ: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) فالظاهرة ما يظهر للعيان ويشاهده الناس والباطنة ما دون ذلك.
من الظّاهرة الأمن والرّخاء والقوّة والأكل والشّرب وما أشبه ذلك، من النّعم الباطنة نِعم الدّين: تحقيق الإيمان في القلب، الإنابة إلى الله، التّوكّل على الله، والإخلاص لله وما أشبه ذلك، هذه نعم لا يعملها كلّ النّاس، لا يعلمها إلاّ الله عزّ وجلّ، هذه هي النّعم الباطنة.
وقوله: " قديمًا " أي: سابقًا وحديثًا أي لاحقًا، وفي قوله: حديثًا براعة استهلال وهي معروفة في علم البديع، وبراعة الاستهلال هو أن يأتي المتكلّم في أوّل كلامه بما يدلّ على موضوع كلامه هذه تسمّى براعة استهلال، يعني: أنّه استهلّ كلامه بما يدلّ على موضوع الكلام، لكن بغير تصريح ولهذا تسمّى براعة أي حذق وذكاء فما هي براعة الاستهلال هنا؟ هو أنّ هذا الكتاب في إيش؟ في الحديث.