كتاب الطهارة حفظ
الشيخ : ثمّ قال المؤلف " كتاب الطّهارة " بدأ المؤلّفون رحمهم الله الفقهاء والمحدّثون الذين يرتّبون كتبهم على أبواب الفقه بدأوا بالطّهارة لوجهين:
الوجه الأوّل: لأنّ الطهارة من آكد شروط الصّلاة لقوله تعالى: (( يا أيّها الذبن آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتّى يتوضّأ ).
والأمر الثاني: أنّ الطّهارة تخلية لأنّها تنظيف للمكان فهي تخلية والتّخلية كما يقال: قبل التّحلية، اكنس البيت أوّلًا ثمّ افرشه ثانيًا، نظّف الأواني عن الأذى أوّلًا ثمّ اغسلها ثانيًا، فلذلك بدأوا بكتاب الطّهارة.
ثمّ اعلم أنّ الطّهارة نوعان: طهارة معنويّة وطهارة حسّيّة، وكلام الفقهاء رحمهم الله على الطّهارة الحسيّة، أمّا كلامهم لما يتكلّمون في التّوحيد والعقائد فالطّهارة عندهم من الطّهارة المعنويّة وهي الأصل، وهي طهارة القلب من الشّرك والشّك والنّفاق والغلّ والحقد والحسد وغير ذلك من الصّفات الذّميمة وهذه أهمّ من الطّهارة الحسيّة، لكن مع ذلك الإنسان محتاج إلى الطّهارتين جميعًا، نقف على هذا لأنّ وقت الأسئلة قد دخل، بالنّسبة للبلوغ إن شاء الله قرّرنا أن نشجّع من يريد أن يحفظه، لأنّ ابن حجر رحمه الله أشار إلى ذلك فأحثّ الإنسان الذي يستطيع أن يحفظ أن يحفظه، لأنّه كتاب مفيد ودرسنا أيضًا كما تعلمون لا نأخذ كثيرًا حتى يقول أتعبني لو حفظت فنحثّكم على ذلك، أمّا الإلزام فلا نستطيع أن نلزم أحدًا، وكذلك التّسميع لا نستطيع أن نسمع الجميع أي نعم أن نطلب من الجميع أن يسمعنا وإذا أخذنا أربعة خمسة لم يكن فيه ذاك الفائدة، نعم نقرأ.
القارئ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمّا بعد: فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام: " كتاب الطّهارة: باب المياه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر: ( هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته ) أخرجه الأربعة وابن أبي شيبة واللفظ له، وصحّحه ابن خزيمة والترمذي، ورواه مالك والشافعي وأحمد.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الماء طهور لا ينجسه شيء ) أخرجه الثلاثة وصحّحه أحمد.
وعن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إنّ الماء لا ينجّسه شيء إلا ماغلب على ريحه وطعمه ولونه ) أخرجه ابن ماجه وضعّفه أبو حاتم، وللبيهقيّ: ( الماء طهور إلا إن تغير ريحه، أو طعمه، أو لونه بنجاسة تحدث فيه ) "
.