وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهرة : ( إنها ليست بنجس ، إنما هي من الطوافين عليكم ) . أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة . حفظ
الشيخ : حديث أبي قتادة الدّرس الجديد قال رحمه الله تعالى فيما نقله من أحاديث كتاب الطّهارة: " عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: ( إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم ) أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة ". قال في الهرّة إنّها ليست بنجس، هذا الحديث له سبب، يعني: سياقه له سبب وليس صدوره من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم له سبب، بل سياق أبي قتادة له له سبب، لأنّه يفرّق بين كون الرّاوي ساق الحديث لسبب وبين كون الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قاله لسبب، طيب الحديث هذا ساقه أبو قتادة رضي الله عنه لسبب وهو أنّه دخل على أهله فسكبت له امرأته وضوءا يتوضّأ به فجاءت هرّة فأصغى لها الإناء وجعلها تشرب، تشرب من هذا الماء الذي يريد أن يتوضّأ به، فنظرت إليه فكأنّه رأى أنّها استنكرت هذا أو استغربته فحدّثها بهذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّها ليست بنجس ) هل يصلح أن نقول هذا هو سبب الحديث أو سبب سياق الحديث من الرّاوي؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني نعم، الهرّة معروفة ولها أسماء كثيرة هي من أكثر الحيوانات أسماء لأنّها متداولة عند النّاس، وكلّ ما تداوله النّاس كثرت أسماؤه لأنّ كلّ أناس يسمّونه باسم، ولهذا أكثر ما يكون أسماء الأسد والهرّ، الهرّة تسمّى هرّة كما في الحديث، تسمّى أيضا قطّة، وتسمّى سنّورًا، وتسمّى بَسّ بفتح الباء قال في القاموس إنّ العامّة تكسره وإلاّ فهو بَسّ طيب ولها أسماء كثيرة يمكن من راجع كتاب الحيوان للدميري أو غيره ينظر أسماءها، لكن هذا العلم يعني ليس بذاك المهمّ، المهمّ أنّ الهرّة لو سئلنا ما هي؟ قيل: هذه المعروفة بين الناس المتداولة بين النّاس، الهرّة هل هي سبع أو لا؟ هي في الواقع من السّباع لأنّها؟ تفرس بنابها فهي من السّباع وكانت الهرّة فيما سبق في بلادنا هذه تأكل الدّجاجة أكلًا عظيمًا، تقبض عليها وهي معلّقة في مسراها أعني الدّجاجة وتنزّلها في الأرض وتأكلها، أما الآن فسبحان الله صارت تأكل معها في الإناء سويًّا ولا تقل لها شيئًا أبدًا، وهذا قيل إنّه من أجل أنّ الهرر ارتفع نظرها وصارت لا تريد الدّجاج ولكن تأكل الحمام فالله أعلم، على كلّ حال هداها الله وسخرها الآن، فهي في الحقيقة ممّا يألف البيوت.
يقول ليست بنجس يعني أنّها طاهرة لأنّ نفي الضّدّ إثبات لضدّه، فإذا نفى أن تكون نجسًا صارت طاهرة نعم ليست بنجس، ونجس هنا صفة مشبّهة كبطل اسم لشجاع، كذلك نَجَس اسم لما هو نجس بذاته ومنجّس لغيره، لكنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: ( إنّها ليست بنجس ) ثمّ إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من عادته وحكمته وبلاغته في التّعليم أنّه إذا ذكر الحكم ذكر علّته، لا سيما إذا كان الحكم يحتاج إلى علّة من أجل أن يطمئنّ الإنسان إلى هذا الحكم، قال: ( إنّها ليست بنجس ) وعلّل ذلك لم يقل إنّها حلال قال: ( إنّها من الطّوافين عليكم ) لم يقل من الطّوّافات، الظاهر والله أعلم اتّباعًا للفظ القرآن في قوله تعالى: (( طوّافون عليكم بعضكم على بعض )) فهي من الطّوافين وإنّما قلت ذلك لأنّ المؤنّث لا يجمع جمع مذكّر، ومعلوم أنّ الهرّة مؤنّثة، من الطّوافين، ما معنى الطّوّاف؟ الطّواف هو كثير التّردّد، كثير التّردّد على الشّيء يسمّى طوّافًا فهذه هي العلّة التي علّل بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كون الهرّة ليست بنجس.
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني نعم، الهرّة معروفة ولها أسماء كثيرة هي من أكثر الحيوانات أسماء لأنّها متداولة عند النّاس، وكلّ ما تداوله النّاس كثرت أسماؤه لأنّ كلّ أناس يسمّونه باسم، ولهذا أكثر ما يكون أسماء الأسد والهرّ، الهرّة تسمّى هرّة كما في الحديث، تسمّى أيضا قطّة، وتسمّى سنّورًا، وتسمّى بَسّ بفتح الباء قال في القاموس إنّ العامّة تكسره وإلاّ فهو بَسّ طيب ولها أسماء كثيرة يمكن من راجع كتاب الحيوان للدميري أو غيره ينظر أسماءها، لكن هذا العلم يعني ليس بذاك المهمّ، المهمّ أنّ الهرّة لو سئلنا ما هي؟ قيل: هذه المعروفة بين الناس المتداولة بين النّاس، الهرّة هل هي سبع أو لا؟ هي في الواقع من السّباع لأنّها؟ تفرس بنابها فهي من السّباع وكانت الهرّة فيما سبق في بلادنا هذه تأكل الدّجاجة أكلًا عظيمًا، تقبض عليها وهي معلّقة في مسراها أعني الدّجاجة وتنزّلها في الأرض وتأكلها، أما الآن فسبحان الله صارت تأكل معها في الإناء سويًّا ولا تقل لها شيئًا أبدًا، وهذا قيل إنّه من أجل أنّ الهرر ارتفع نظرها وصارت لا تريد الدّجاج ولكن تأكل الحمام فالله أعلم، على كلّ حال هداها الله وسخرها الآن، فهي في الحقيقة ممّا يألف البيوت.
يقول ليست بنجس يعني أنّها طاهرة لأنّ نفي الضّدّ إثبات لضدّه، فإذا نفى أن تكون نجسًا صارت طاهرة نعم ليست بنجس، ونجس هنا صفة مشبّهة كبطل اسم لشجاع، كذلك نَجَس اسم لما هو نجس بذاته ومنجّس لغيره، لكنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: ( إنّها ليست بنجس ) ثمّ إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من عادته وحكمته وبلاغته في التّعليم أنّه إذا ذكر الحكم ذكر علّته، لا سيما إذا كان الحكم يحتاج إلى علّة من أجل أن يطمئنّ الإنسان إلى هذا الحكم، قال: ( إنّها ليست بنجس ) وعلّل ذلك لم يقل إنّها حلال قال: ( إنّها من الطّوافين عليكم ) لم يقل من الطّوّافات، الظاهر والله أعلم اتّباعًا للفظ القرآن في قوله تعالى: (( طوّافون عليكم بعضكم على بعض )) فهي من الطّوافين وإنّما قلت ذلك لأنّ المؤنّث لا يجمع جمع مذكّر، ومعلوم أنّ الهرّة مؤنّثة، من الطّوافين، ما معنى الطّوّاف؟ الطّواف هو كثير التّردّد، كثير التّردّد على الشّيء يسمّى طوّافًا فهذه هي العلّة التي علّل بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كون الهرّة ليست بنجس.