وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال :( جاء أعرابيٌ فبال في طائفة المسجد ، فزجره الناس ، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء ، فأهريق عليه ). متفق عليه حفظ
الشيخ : ثمّ قال: " وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : ( جاء أعرابيٌ فبال في طائفة المسجد فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء، فأهريق عليه ) متفق عليه. ".
هذا الحديث يعني فرد من أفراد القاعدة التي ذكرناها وهي؟
الطالب : التّيسير.
الشيخ : التّيسير واستعمال اللّين، يقول: " جاء أعرابيّ " والأعرابيّ هو ساكن البادية، والغالب على سكّان البادية، الغالب عليهم الجهل، لكن نبشّركم أنّهم الآن والحمد لله عندهم علم كثير بواسطة الإذاعات، يسمعون الإذاعات ويفهمون المعاني وصار عندهم وعي كبير، لكن في الأوّل لا يتّصلون بالنّاس ولا سيما النّساء منهم والصّغار، والكبار الذين يأتون للبلاد تجده يبيع سلعته ويمشي عندهم جهل كثير، هذا الأعرابي ساكن البادية، دخل المسجد، ومسجد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعضه مسقّف وأكثره مفتوح برحة حتى أنّه تضرب فيه الخيام، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، الرّجل دخل المسجد فانحاز إلى طائفة منه، أي إلى جانب من المسجد فجعل يبول قياسًا على إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : على البرّ، في البرّ متى يحتاج جلس وقضى حاجته، فجلس في هذا يبول، والصّحابة رضي الله عنهم رأوا هذا منكرًا عظيمًا وهو منكر، صاحوا به، زجروه كيف يفعل المنكر، ولكنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي أوتي الرّحمة والحكمة نهاهم أي أمرهم أن يكفّوا عن ذلك، لأنّ النّهي هو طلب الكفّ كمّل؟
الطالب : على وجه الاستعلاء.
الشيخ : على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة نهاهم قال: ( لا تزرموه ) يعني: لا تقطعوا عليه بوله دعوه يبول، لأنّ قطع البول ليس بالأمر الهيّن صعب، فنهاهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فلمّا قضى بوله دعاهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأمر أن يراق على البول ذنوب من ماء من أجل أن يطهّر، لمّا طهّر المكان زالت العلّة، تنظف المكان فرفعت النّجاسة زالت العلّة الآن، بقي علينا الآن قضيّة الأعرابي، الأعرابيّ دعاه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ولم يوبّخه ولم يكفهرّ في وجهه بل قال له: ( إنّ هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر ) ثمّ بيّن له لماذا بنيت؟ ( إنّما بنيت للصّلاة وذكر الله وقراءة القرآن ) أو كما قال، الأعرابيّ اطمأنّ، انشرح صدره، الصّحابة رضي الله عنهم زجروه، والرّسول عليه الصّلاة والسّلام كلّمه بكلام معقول يفهم ويطمئنّ إليه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، إذن لماذا بنيت؟
الطالب : للصّلاة.
الشيخ : للصّلاة والذّكر وقراءة القرآن أو كما قال، الأعرابيّ انشرح صدره وكما يقول العامّة انبسط فقال: " اللهمّ ارحمني ومحمّدًا ولا ترحم معنا أحدًا " على فطرته، ارحمني ومحمّدًا لأنّ محمّدًا عليه الصّلاة والسّلام لم يزجره ولم يوبّخه بل كلّمه بكلام رقيق معقول مفهوم " ولا ترحم معنا أحدًا " لمن يشير؟
الطالب : للصّحابة.
الشيخ : الظّاهر أوّل ما يكون الصّحابة لأنّ الصّحابة زجروه، ومع ذلك لم ينكر عليه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّه يعرف أنّ هذا لم يصدر عن بغض ولا عن كراهة، لكن أناس زجروه وأرادوه أن يقوم من بوله فيتضرّر فقال هكذا.
هذا الحديث يعني فرد من أفراد القاعدة التي ذكرناها وهي؟
الطالب : التّيسير.
الشيخ : التّيسير واستعمال اللّين، يقول: " جاء أعرابيّ " والأعرابيّ هو ساكن البادية، والغالب على سكّان البادية، الغالب عليهم الجهل، لكن نبشّركم أنّهم الآن والحمد لله عندهم علم كثير بواسطة الإذاعات، يسمعون الإذاعات ويفهمون المعاني وصار عندهم وعي كبير، لكن في الأوّل لا يتّصلون بالنّاس ولا سيما النّساء منهم والصّغار، والكبار الذين يأتون للبلاد تجده يبيع سلعته ويمشي عندهم جهل كثير، هذا الأعرابي ساكن البادية، دخل المسجد، ومسجد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعضه مسقّف وأكثره مفتوح برحة حتى أنّه تضرب فيه الخيام، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، الرّجل دخل المسجد فانحاز إلى طائفة منه، أي إلى جانب من المسجد فجعل يبول قياسًا على إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : على البرّ، في البرّ متى يحتاج جلس وقضى حاجته، فجلس في هذا يبول، والصّحابة رضي الله عنهم رأوا هذا منكرًا عظيمًا وهو منكر، صاحوا به، زجروه كيف يفعل المنكر، ولكنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي أوتي الرّحمة والحكمة نهاهم أي أمرهم أن يكفّوا عن ذلك، لأنّ النّهي هو طلب الكفّ كمّل؟
الطالب : على وجه الاستعلاء.
الشيخ : على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة نهاهم قال: ( لا تزرموه ) يعني: لا تقطعوا عليه بوله دعوه يبول، لأنّ قطع البول ليس بالأمر الهيّن صعب، فنهاهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فلمّا قضى بوله دعاهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأمر أن يراق على البول ذنوب من ماء من أجل أن يطهّر، لمّا طهّر المكان زالت العلّة، تنظف المكان فرفعت النّجاسة زالت العلّة الآن، بقي علينا الآن قضيّة الأعرابي، الأعرابيّ دعاه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ولم يوبّخه ولم يكفهرّ في وجهه بل قال له: ( إنّ هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر ) ثمّ بيّن له لماذا بنيت؟ ( إنّما بنيت للصّلاة وذكر الله وقراءة القرآن ) أو كما قال، الأعرابيّ اطمأنّ، انشرح صدره، الصّحابة رضي الله عنهم زجروه، والرّسول عليه الصّلاة والسّلام كلّمه بكلام معقول يفهم ويطمئنّ إليه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، إذن لماذا بنيت؟
الطالب : للصّلاة.
الشيخ : للصّلاة والذّكر وقراءة القرآن أو كما قال، الأعرابيّ انشرح صدره وكما يقول العامّة انبسط فقال: " اللهمّ ارحمني ومحمّدًا ولا ترحم معنا أحدًا " على فطرته، ارحمني ومحمّدًا لأنّ محمّدًا عليه الصّلاة والسّلام لم يزجره ولم يوبّخه بل كلّمه بكلام رقيق معقول مفهوم " ولا ترحم معنا أحدًا " لمن يشير؟
الطالب : للصّحابة.
الشيخ : الظّاهر أوّل ما يكون الصّحابة لأنّ الصّحابة زجروه، ومع ذلك لم ينكر عليه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّه يعرف أنّ هذا لم يصدر عن بغض ولا عن كراهة، لكن أناس زجروه وأرادوه أن يقوم من بوله فيتضرّر فقال هكذا.